دراسة: السناجب تعيش أطول في مناطق لندن المورقة

بسام عباس
سنجاب في لندن

يعد تدهور جودة الهواء وتلوثه تهديدًا كبيرًا للصحة، واكتشف العلماء أن البشر ليسوا وحدهم في خطر بل القوارض أيضًا.


كشفت دراسة بشأن تأثير تلوث الهواء في القوارض، عن أنها كلما اقتربت من وسط المدينة، زادت أعراض مرض رئاتها سوءًا.

وتعاني السناجب الرمادية تلف الرئة المتفاقم كلما اقتربت من وسط المدينة، وفقًا لدراسة أجريت في لندن، وجدت أن رئتي القوارض في ريتشموند أفضل بكثير من رئتي قوارض وسط وستمنستر.

تراجع في الأعداد

أوضحت صحيفة الجارديان البريطانية أن البحث، المنشور الأسبوع الماضي في مجلة “التلوث البيئي”، سلط الضوء على مدى تلوث الهواء في المدن، ويوضح أن العديد من الأنواع الأخرى، بما فيها الحيوانات البرية والطيور والقطط والكلاب الأليفة، تتأثر بجزيئات الهواء الملوثة نتيجة عوادم السيارات والمصانع.

وقالت الباحثة في جمعية علم الحيوان بلندن، باتريشيا بريك، إنهم لاحظوا في السنوات الأخيرة انخفاضًا حادًّا في أعداد الكائنات التي تكيفت جيدًا مع حياة المدينة من قبل، وشملت هذه الكائنات الفراشات والنحل والعصافير والزرزور والقنافذ، مشيرة إلى أنها أعدادها تراجعت أخيرًا.

السنجاب الرمادي

قالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس السبت 1 إبريل 2023، إن أحد التفسيرات المحتملة هو تأثير تلوث الهواء، ورغم عدم وجود دليل مباشر يدعم الفكرة في الثدييات البرية، يهدف البحث الحالي حول السنجاب الرمادي إلى سد هذه الفجوة.

وأوضحت أن السنجاب الرمادي (Sciurus carolinensis) موطنه الأصلي في أمريكا الشمالية، وأدخله البعض إلى بريطانيا في أواخر القرن التاسع عشر، وانتشر منذ ذلك الحين في معظم أنحاء إنجلترا وويلز، على حساب السنجاب الأحمر الأصلي (Sciurus vulgaris).

وأضافت أن السناجب الرمادية غالبًا ما تحمل فيروس جدري السنجاب، الذي نادرًا ما يصيبها ولكنه غالبًا ما يقتل السناجب الحمراء، ونتيجة لذلك، يعتبر السنجاب الرمادي الآن آفة ويجري إعدامه بانتظام، وقد استخدم الباحثون هذه الحيوانات مواضيع لأبحاثهم.

مرض الرئة في السناجب

أفادت الصحيفة أن فريق البحث درس 106 حيوانات أعدمتها 5 أحياء في لندن، بالإضافة إلى موقعين ريفيين شمالي ويلز، ووجد الفريق فيها أعراضًا لمرض الرئة، وكشف عن وجود جزيئات الكربون الأسود في أنسجة الرئة.

وقال الباحث في كلية الطب البيطري الملكية في لندن، سايمون بريستنال، وجدنا أن السناجب التي أتت من وسط المدينة بها كمية أكبر بكثير من الكربون الأسود في أنسجة رئتها، وأنسجة ليمفاوية أقل في رئتيها مقارنة بتلك التي جاءت من مناطق خارج لندن.

وأضاف أن رئات تلك السناجب التي أعدمت في وستمنستر بوسط لندن، كانت أسوأ بكثير من تلك التي جاءت من ضواحي المدينة، مثل ريتشموند المورقة، لافتًا إلى أن تلوث الهواء في قلب المدينة كان في أسوأ حالاته على عكس ضواحيها.

زيادة في الوفيات

أفادت الصحيفة البريطانية أن السبب الرئيس لهذا التلوث في الهواء، يحدث في المدينة عند ضخ الجسيمات المجهرية في الغلاف الجوي من المصانع وحركة المرور، ما يجعل البشر معرضين بشدة لتأثيره، وأشارت إحدى الدراسات البحثية الحديثة إلى أن تلوث الهواء أدى إلى زيادة نحو 6 آلاف حالة وفاة في لندن في عام 2019.

وأضافت أن الأمراض التنكسية العصبية لها معدلات أعلى بين الأشخاص الذين يعيشون في مراكز المدن، مقارنة بأولئك الذين يعيشون في أماكن أخرى. وتساءلت الصحيفة عن مدى تأثر الكائنات الأخرى بهذا التلوث الشديد في قلب المدينة.

هل تتأثر الحيوانات بالتلوث؟

ذكرت الجارديان أن الباحثين يتطلعون إلى متابعة أبحاثهم المتعلقة بالرئة، بدراسات ستفحص أدمغة السناجب لتحديد ما إذا كان قد يتأثر إدراكهم أو سلوكهم بتلوث الهواء. ويريد فريق البحث إلقاء نظرة على الحيوانات الأليفة، والكلاب على وجه الخصوص.

وقال بريستنال لصحيفة الأوبزرفر، إن “الحيوانات الأليفة تشارك الإنسان مساحة التنفس، فهي تعيش في نفس البيئة، حيث يتعرض كل من البشر والحيوانات الأليفة لنفس التركيزات العالية من تلوث الهواء وهذا شيء آخر نود دراسته”.

وأوضحت باتريشيا بريك أن “النقطة الحاسمة هي أن الحيوانات، وخاصة السناجب، لديها ما تخبرنا به، إنها تعطينا تحذيرًا آخر بشأن مخاطر تلوث الهواء، وهي ليست فئران تجارب بقدر ما هي قوارض على الأشجار”.

ربما يعجبك أيضا