دراسة بريطانية: الشمبانزي يتعلم التواصل مثل الأطفال

بسام عباس
قردة الشمبانزي

كشف بحث جديد أن الشمبانزي يستخدم الإيماءات والألفاظ وتعبيرات الوجه التي تشبه تلك الخاصة بالأطفال.


أفادت دراسة بريطانية حديثة أن قردة الشمبانزي تستخدم نفس “لغة الإشارة“، رغم اختلافها عن سلف مشترك عاش منذ 10 ملايين سنة.

وقدمت الدراسة، التي نشرتها مجلة “سلوك الحيوان”، أمس الثلاثاء 6 يونيو 2023، دليلًا على التواصل الذكي خارج لغة الإنسان، والذي يخدم مجموعة متنوعة من الأغراض مثل المداعبة والاتصال الجنسي، فضلًا عن المواقف العدوانية.

الأسباب الكامنة

أوضحت الدراسة التي أجراها علماء النفس في جامعة دورهام البريطانية أن الاتصال متعدد الأوجه لقردة الشمبانزي يساعدها على نقل نواياها بدقة أكبر عبر المواقف المختلفة، مثل اللعب أو القتال، وأن هذه القدرة تتطور على مدار الطفولة والمراهقة.

وتهدف دراسة كيفية التواصل لدى صغار الشمبانزي، إلى فهم المزيد عن أسبابه الكامنة، وإلقاء الضوء على الاستمرارية التطورية المحتملة بين البشر والقردة الأخرى، ما يشير إلى أن إيماءات الرئيسيات ذات المعاني المشتركة تمتد إلى البشر ويمكن أن تكون موروثة بيولوجيًّا.

إشارات تواصل متطورة

أوضحت الدراسة أن اللغة البشرية هي مزيج من أنواع مختلفة من الاتصال مثل الكلام وتعبيرات الوجه والإيماءات. وقالت مؤلفة الدراسة، إيما دوهرتي، إن الدراسة تقدم دليلًا على أن الطريقة التي يتواصل بها الشمبانزي مع التعقيد المتزايد مع تقدمهم في السن تتوافق مع تطور التواصل الذي نراه عند الأطفال الرضع.

وتستند الدراسة إلى ملاحظات 28 شمبانزي، تتراوح أعمارهم بين عام واحد و11 عامًا، في محمية شيمفونشي البرية في شمال زامبيا. بينما درست الأبحاث السابقة التي أجريت على القردة أشكالًا مختلفة من إشارات الاتصال في عزلة، بما في ذلك الإيماءات والألفاظ وتعبيرات الوجه.

وحقق فريق البحث في كيفية دمج الشمبانزي بين هذه الأشكال من الاتصال، وتقديم رؤى جديدة بشأن كيفية تطورها، ووجد أن قردة الشمبانزي تستخدم باستمرار إشارات قائمة بذاتها مثل الشخير أو حركات الذراع أو تعابير الوجه عبر جميع الأعمار وفي المواقف المختلفة.

فهم عملية التواصل البشري

أفادت الدراسة أن الشمبانزي المراهق كان يستخدم أيضًا مجموعة من إشارات الاتصال المختلفة بدلًا من الإيماءات أو التعبيرات الفردية، خاصة في المواقف العدوانية. ونصح الباحثون بإجراء مزيد من الدراسات عن الإشارات متعددة الوسائط في الرئيسيات البرية من أجل معرفة كيف تطور الاتصال في بيئات مختلفة.

وأضافت أن هذا يسلط الضوء على كيفية تطور الاتصال في القردة، ويحتمل أن يعزز فهمنا لتطور عملية التواصل لدى البشر، فعملية التواصل لدى القردة تعطينا لمحة سريعة عن كيفية تطور هذه الإشارات إلى اتصالات متعددة الوسائط، وبلغت ذروتها في نهاية المطاف في اللغة البشرية.

مهددة بالانقراض

قالت الدراسة إن قردة الشمبانزي، التي تشارك 96% من الحمض النووي البشري، تتميز بعواطف معقدة ومستوى عالٍ من الذكاء وبصمات أصابع فريدة وحتى روح الدعابة، مثل البشر تمامًا. ولكن أعدادها انخفضت بشكل كبير في غرب إفريقيا على مدار الـ25 عامًا الماضية.

وأضافت أنها تصنَّف الآن من الأنواع المهددة بالانقراض، فأمهات الشمبانزي البري تُقتل من أجل لحوم الأدغال، فيما يباع الصغار كحيوانات أليفة عالية القيمة.

اقرأ أيضًا: الشمبانزي أكثر قدرة من الإنسان على اتخاذ القرار

اقرأ أيضًا: جوتيرش: اللغة العربية من أقدم اللغات وربطت بين الشعوب

ربما يعجبك أيضا