دراسة تحذر: الذكاء الاصطناعي ينتج دعاية مخيفة ومقنعة مثل البشر

حذرت دراسة جديدة من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيد من حملات التضليل عبر الإنترنت، وذلك بفضل قدرته المثيرة على الإقناع.

ووجد باحثون أمريكيون أن الدعاية التي يكتبها الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون مقنعة للمواطن الأمريكي العادي مثل الدعاية الحقيقية التي ينشئها مروجي الدعاية من البشر.

مقالات دعائية مزيفة

أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الثلاثاء 20 فبراير 2024، أن دراسة، أجراها علماء في جامعة ستانفورد وجامعة جورج تاون، استخدمت نظامًا قويًا للذكاء الاصطناعي يسمى (GPT-3) لإنشاء مقالات دعائية مزيفة حول موضوعات مثل ضربات الطائرات بدون طيار، والعقوبات ضد إيران، وتورط الولايات المتحدة في سوريا.

وأضاف أن الباحثين ثم أجروا استطلاعًا عبر الإنترنت لأكثر من 8 آلاف أمريكي، عُرضت على المشاركين مقالات دعائية حقيقية بالإضافة إلى معلومات مضللة ناتجة عن الذكاء الاصطناعي، ثم سُئلوا عما إذا كانوا يتفقون مع الحجة الأساسية الواردة في كل مقالة.

فارق ضئيل

ذكر الموقع أن الدعاية التي أنشأها الذكاء الاصطناعي كانت قادرة على التأثير على آراء الناس بقدر ما فعلته الدعاية الحقيقية، وكان اتفاق المشاركين مع المقالات التي كتبها الذكاء الاصطناعي أقل بنحو 4 نقاط مئوية فقط من الاتفاق مع الدعاية البشرية.

وأوضحت الدراسة، التي نشرتها مجلة (PNAS Nexus)، أن هذا يشير إلى إمكانية استخدام مروجي الدعاية لنظام (GPT-3) لإنشاء مقالات مقنعة بأقل جهد بشري، وذلك باستخدام المقالات الموجودة حول مواضيع غير ذات صلة لتوجيه نظام الذكاء الاصطناعي حول أسلوب وطول المقالات الجديدة.

الدعاية التي ينتجها الذكاء الاصطناعي أكثر إقناعًا للمواطن الأمريكي العادي من الدعاية الحقيقية البشرية

تهديد خطير

قال الموقع أن الذكاء الاصطناعي يعمل على تمكين الجهات الفاعلة السيئة من إغراق منصات الإنترنت بمحتوى مضلل، ولأن دعاية الذكاء الاصطناعي تمثل تهديدًا خطيرًا، أوصى مؤلفو الدراسة بالتركيز على طرق كشف أفضل لمواجهة حملات التضليل، مثل تحديد الحسابات المزيفة والمجموعات الأمامية التي تنشر المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي.

وخلص الباحثون إلى أنه إذا تمكنت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية من توسيع نطاق توليد الدعاية، فإن البحث الذي يعمل على تحسين اكتشاف البنية التحتية اللازمة لتوصيل المحتوى إلى هدف، مثل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي غير الحقيقية، سيصبح أكثر أهمية.