دراسة تحذر: المجال المغناطيسي للأرض يُظهر علامات الانقلاب

يحمي المجال المغناطيسي للأرض البشر من الإشعاعات الخطرة والنشاط المغناطيسي الأرضي، الذي قد يؤثر على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء.

وأوضحت دراسة أمريكية يتقلب المجال المغناطيسي بين الحين والآخر، وكانت آخر مرة انقلب فيها المجال المغناطيسي للأرض منذ نحو 780 ألف سنة.

مواد موصلة للمجال المغناطيسي

أوضح موقع The Conversation، في تقرير نشره الاثنين 27 نوفمبر 2023، تتولد المجالات المغناطيسية عن طريق تحريك الشحنات الكهربائية، وتسمى المادة التي تمكن الشحنات من التحرك بسهولة داخلها بالموصل، والمعدن هو أحد الأمثلة على الموصلات، حيث يستخدمه الناس لنقل التيارات الكهربائية من مكان إلى آخر.

وأضاف أن التيار الكهربائي هو شحنات سالبة تسمى إلكترونات تتحرك عبر المعدن، وهذا التيار يولد مجالا مغناطيسيًّا، لافتًا إلى وجود طبقات من المواد الموصلة في لب الحديد السائل للأرض، ما يجعل تيارات الشحنات تتحرك في أنحاء النواة (اللب)، وبدوره يتحرك الحديد السائل ويدور في النواة، ما يولِّد مجالاً مغناطيسيًّا.

مواقع مرصودة للقطب المغناطيسي الشمالي في الفترة من 1831 إلى 2007

دلائل حدوث انقلاب

ذكر الموقع أن المجال المغناطيسي يتقلب بين الحين والآخر، وأن آخر مرة انقلب فيها المجال المغناطيسي حدث منذ نحو 780 ألف سنة، وهذا الانعكاس يحدث عندما يتبادل القطبان الشمالي والجنوبي أماكنهما، مشيرًا إلى أن العلماء راقبوا هذه الظاهرة عن كثب بحثًا عن دلائل تشير إلى حدوث الانقلاب مرة أخرى.

وأشار إلى أن موقع القطب المغناطيسي الشمالي تحرك بالفعل بنحو 600 ميل منذ إجراء القياس الأول في عام 1831، لافتًا إلى أن سرعة الهجرة زادت من 10 أميال سنويًّا إلى 34 ميلًا سنويًّا في السنوات الأخيرة، ما يشير إلى بداية انعكاس المجال.

المجال المغناطيسي للأرض. يعكس القطبان المغناطيسيان الشمالي والجنوبي

وأضاف أن العلماء يمكنهم معرفة عدد المرات التي ينعكس فيها المجال المغناطيسي من خلال النظر إلى الصخور البركانية في المحيط، التي تلتقط اتجاه المجال المغناطيسي للأرض عند إنشائها وقوته، وأن تأريخ هذه الصخور يوفر صورة جيدة لكيفية تطور المجال المغناطيسي للأرض مع مرور الوقت.