دراسة تحذر من زيادة نسبة تلوث الهواء اليومي.. جميع الدول معرضة للخطر

بسام عباس

تهدف الدراسة إلى حث صانعي السياسات ومسؤولي الصحة العامة على كبح مصادر تلوث الهواء ووضع استراتيجيات للحد منها.


كشفت دراسة هي الأولى عالميًّا حول تلوث الهواء اليومي، عن أنه لا يوجد مكان آمن على وجه الأرض، وأقل من 1% من سكان الأرض يضمنون مستويات آمنة من تلوث الهواء.

وشددت نتائج الدراسة على ضرورة أن يركز صانعو السياسات ومسؤولو الصحة العامة والباحثون على سياسات كبح المصادر الرئيسة لتلوث الهواء، مثل انبعاثات محطات الطاقة والمنشآت الصناعية والمركبات.

مستويات غير صحية

قالت دراسة جديدة، نُشرت أول من أمس الاثنين 6 مارس 2023، بمجلة لانسيت الطبية، إن أكثر من 99% من سكان العالم يتعرض لمستويات غير صحية من ملوثات الهواء الدقيقة والضارة، والمعروفة باسم PM 2.5، وإن 0.001% فقط من سكان العالم يتعرضون لمستويات التلوث التي تعدها منظمة الصحة العالمية آمنة.

وأوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن نحو 7 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم قضوا بسبب تلوث الهواء في عام 2019، وفقًا للتقديرات الأخيرة، لافتة إلى أن ما يُعرف باسم (PM2.5)، تعد جزيئات هواء صغيرة، يبلغ عرضها 2.5 ميكرون أو أقل، أحد أكثر ملوثات الهواء السامة المقلقة لصحة الإنسان.

وأضافت، في تقرير نشرته أمس الثلاثاء 7 مارس 2023، أن هذه الملوثات الدقيقة، التي يصل حجمها إلى 1/30 عرض شعرة الإنسان، يمكن أن تنتقل إلى الرئتين ومجرى الدم، مسببة أمراضًا مثل أمراض القلب أو سرطان الرئة.

لا أحد في مأمن

قال البروفيسور بجامعة موناش في ملبورن، بأستراليا، يومينج جو: “لا يوجد أحد في مأمن من تلوث الهواء”، مضيفًا أن “جميع دول العالم تقريبًا بها متوسط ​​تركيزات PM 2.5 سنويًّا أعلى من إرشادات جودة الهواء التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.

وذكرت الصحيفة أن جو وفريقه البحثي أجروا قياسات لتركيزات عامل PM 2.5 اليومية والسنوية في جميع أنحاء العالم من عام 2000 إلى عام 2019 باستخدام نموذج كمبيوتر، الذي شمل ملاحظات جودة الهواء التقليدية من المحطات الأرضية، ومحاكاة نموذج النقل الكيميائي وبيانات الأرصاد الجوية.

وكشفت الدراسة عن أن تركيز PM 2.5 كان أعلى في شرق آسيا وجنوب آسيا وشمال إفريقيا، في حين تراجع في أوروبا وأمريكا الشمالية على مدار العقدين الماضيين، ووجدت الدراسة أن النسبة في جميع أنحاء العالم، كانت في 70% من أيام السنة أعلى من مستويات PM 2.5 الموصى بها.

MIVWMZH3JZBY7LDK3Y332W2RLE

خريطة توضح نسب التلوث في العالم

زيادة مستويات التلوث

أفصحت الدراسة عن أنه على مدى العقدين الماضيين، زادت مستويات تلوث الهواء في جنوب آسيا وأستراليا ونيوزيلندا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، في حين انخفضت المستويات في أوروبا وأمريكا الشمالية، لافتة إلى أن ذلك بسبب التشريعات والجهود المتضافرة الهادفة إلى تقليل تلوث الهواء.

وقال المدير المشارك لمعهد صحة المناخ في جامعة جورج واشنطن، نيلو تومالا، كشفت الدراسة عن أن المستويات انخفضت في أمريكا الشمالية وأوروبا، ولكنها لا تزال غير آمنة لمستوى تلوث الهواء، فنوعية الهواء لا تزال رديئة تؤثر في الصحة.

gr3

كيف تؤثر أنماط الطقس؟

ذكرت الصحيفة الأمريكية أن تلوث الهواء في بعض الأماكن كان أعلى، استنادًا إلى تغير حالة الطقس في فصول السنة، فعلى سبيل المثال، زادت مستويات الجسيمات في شمال شرق الصين خلال فصل الشتاء، وذلك بسبب أنماط الطقس الشتوي وزيادة استخدام الوقود الأحفوري للتدفئة خلال الأشهر الباردة.

وأضافت أن دول الأمازون، مثل البرازيل، أظهرت مستويات أعلى من التلوث خلال شهري أغسطس وسبتمبر، وذلك بسبب ارتباطها بالانبعاثات الصادرة عن المزارعين الذين يمارسون ما يسمى “زراعة القطع والحرق” حين يطهرون الأراضي بالنيران.

إشادات بالدراسة

من جانبه، أشاد عالم الغلاف الجوي في وكالة ناسا، باوان جوبتا، بالدراسة ووصفها بأنها “مثيرة للاهتمام” وأنها الأولى من نوعها التي توفر مثل هذه البيانات اليومية حول PM 2.5 في جميع أنحاء العالم.

وأشار إلى أن الدراسة لا تستخدم بيانات من الأقمار الصناعية، ولكنها تعتمد على بيانات أرضية محدودة ونمذجة كيميائية وأرصاد جوية، مشددًا على أن هذا لا يعني التقليل من دقة النتائج، ولكنه مهتم بمعرفة كيفية مقارنتها مع التقديرات الإقليمية الأخرى.

وقال رئيس قسم أمراض القلب في المركز الطبي الجامعي بجامعة جوهانس جوتنبرج في ماينز بألمانيا، توماس موينزل، إن نتائج الدراسة تتناسب أيضًا مع بحثه السابق، الذي وجد عددًا كبيرًا من الوفيات الزائدة، معظمه مرتبط بمشكلات القلب والأوعية الدموية، بسبب تلوث الهواء، وكشفت الأبحاث عن أن تركيزات PM 2.5 بين 2 و5 ميكروجرام، يمكن أن تسبب المزيد من الوفيات.

ربما يعجبك أيضا