دراسة جديدة تكشف حقيقة أصوات الديناصورات

بسام عباس

في الجيل القادم من أفلام الديناصورات، ستظهر تلك المخلوقات المنقرضة بأصوات أشبه بتغريد الطيور، وفق دراسة جديدة جرى نشرها هذا الشهر.


كشف فريق بحثي عن أدلة جديدة حول الأصوات التي يمكن أن تصدرها المخلوقات المنقرضة من خلال دراسة ما قد يكون أول حنجرة متحجرة معروفة لديناصور.

وأفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أمس الجمعة 24 فبراير 2023، أن الحنجرة تعود إلى “البيناكوصور”، أحد أنواع الأنكيلوصور، وهي مجموعة من آكلات النباتات المدرعة التي لم يكن لها أي صلة بالطيور، الذي اكتشفه العلماء عام 2005 في منغوليا.

23TB ANKLYOSAUR 03 hvgk superJumbo

إنكيلوصور

 أصوات تشبه التمساح

قال عالم الحفريات في متحف فوكوشيما في اليابان، جونكي يوشيدا، إن الاكتشاف كان مفاجئًا، لأن أجزاء الجسم التي تدخل في النطق، بما في ذلك الحنجرة، غالبًا ما تكون مصنوعة من الغضاريف، وتقع الحنجرة في بعض الحيوانات قرب الجزء العلوي من القصبة الهوائية، وتضم الأحبال الصوتية.

وقالت عالمة الحفريات في متحف رويال بي سي بكندا، فيكتوريا أربور، إن الباحثين يضعون بحثهم في نطاق الأصوات المتوقعة، فأصوات التماسيح تشمل قعقعة وهسهسة عميقة، وأضافت أن افتراض إصدار الديناصورات أصواتًا تشبه أصوات التماسيح هو أمر آمن، وهذا هو التشريح الأساسي الذي سيعملون وفقًا له.

حنجرة مختلفة

أشارت الصحيفة إلى أن الطيور والزواحف تمتلك طرقًا مختلفة جدًّا لإصدار الأصوات باستخدام الأعضاء التي تحيط بالقصبات الهوائية والرئتين، ففي الزواحف يصدر الصوت من الحنجرة، في حين تمتلك الطيور عضوًا مختلفًا، يسمى مصفارًا، بالقرب من الرئة، لإصدار الصوت، وعضوًا آخر قرب أفواهها، يُمكِّنُها من إصدار زقزقة أقرب للشدو.

وحدد الدكتور يوشيدا وفريق البحث، حجم جزءين من حنجرة الأنكيلوصور، يدعمان العضلات المشاركة في فتح مجرى الهواء وتغيير شكله، ويتكونان من العظام، وقارن الفريق نسبة حجمهما مع حناجر عشرات الطيور والزواحف، بما في ذلك التماسيح والأبراص والسلاحف.

23TB ANKLYOSAUR 02 hvgk superJumbo

منظر بطني لأحفورة الحنجرة

فهم محدود

قال الدكتور يوشيدا إن أحد الأجزاء التي تمثل قاعدة حنجرة الأنكيلوصور كان كبيرًا جدًّا مقارنة بالحيوانات الأخرى، ما يشير إلى أنه يمكنه فتح مجرى الهواء لإصدار أصوات عالية، يمكن سماعها بعيدًا، وأضاف أن جزء الحنجرة الآخر، وهو زوج طويل نسبيًّا من العظام، يسمح للقصبة الهوائية بتغيير شكلها لتعديل الأصوات.

وأوضح يوشيدا أنه لا تزال توجد احتمالات بأن الديناصورات كانت تصدر أصوات نقيق وهديل، إلا أنه حذر من أنه من السابق لأوانه فهم الأصوات المحددة التي كانت الديناصورات تصدرها، لافتًا إلى أن نوعًا واحدًا من الطيور يمكنه إصدار مجموعة كبيرة من الأصوات.

تحليل مثير للاهتمام

من جانبها، وجدت عالمة الحفريات بجامعة تكساس في أوستن، جوليا كلارك، أن التحليل مثير للاهتمام، ولكنها قالت إن الطريقة التي جرى بها ترتيب أجزاء الحنجرة والعظام المجاورة الأخرى في الأنكيلوصور لا تشبه تلك الموجودة في الطيور.

وأضافت كلارك أن الطيور لا تستخدم الحنجرة لتغيير الأصوات، فلديها عضو يسمى “السلة الحنجرية” التي تتحرك إلى أعلى وأسفل، يمكّنها من تعديل أصواتها. وتظهر الحنجرة في جميع رباعيات الأرجل، وهي مجموعة تضم حيوانات مثل الطيور والزواحف والثدييات.

largepreview

السلة الحنجرية

وقالت إن أجزاء الحنجرة قيد الدراسة، ربما كان لها علاقة أكبر بإبقاء الطعام خارج مجرى الهواء، لأنها ساعدت في فتحه وإغلاقه، ويبدو تخطيط الهياكل ذات الصلة في هذا الأنكيلوصور مختلفًا تمامًا عن تلك الموجودة في العديد من الديناصورات الأخرى.

هل كانت الديناصورات الأخرى مثل الطيور؟

وجد البحث الذي أجرته الدكتورة كلارك وفريقها مصفارًا متحجرًا منذ نحو 67 مليون سنة في طائر قديم، وذلك قبل انقراض الديناصورات، ما يثير احتمال أن بعض الديناصورات قد يكون لديها مصفار مماثل. ولكن حتى الآن، لم يعثر أحد على مصفار متحجر في ديناصور غير طائر.

وذكرت الدكتورة كلارك أن أجزاء الحنجرة هذه في الدراسة الجديدة ربما كان لها علاقة بالسمات الفريدة لهذا الأنكيلوصور، بدلًا من شيء يمكن تعميمه عبر الديناصورات، وأنه لا يزال الكثير من الأسئلة حول تطور طبيعة نطق الديناصورات.

ربما يعجبك أيضا