دراسة حديثة: «المواد الكيميائية الأبدية» تقلل خصوبة النساء 40%

بسام عباس
اختبار حمل سلبي

للمواد الكيميائية المستخدمة في جميع الأشياء حولنا من مستحضرات التجميل إلى حاويات الطعام تأثير خطير في الخصوبة بأنحاء العالم.


كشفت دراسة جديدة عن أدلة تربط بين تركيزات بلازما المواد المشبعة بالفلوروالكيل (PFAS) مع زيادة صعوبة الحمل.

ورغم أن هذا الارتباط غير واضح، فإن النتائج تثير مخاوف متزايدة من أن تركيزات ما يسمى بـ”المواد الكيميائية إلى الأبد” عبر سطح الأرض، تعرض صحتنا للخطر بصمت، ويمكن أن تفعل ذلك لبعض الوقت في المستقبل.

سموم خطيرة

قال موقع “ساينس إليرت” العلمي، في تقرير نشره اليوم الخميس 23 مارس 2023، إن المواد البينية والبولي فلورو ألكيل هي مركبات صناعية وجدت طريقها إلى المنتجات الاستهلاكية منذ منتصف القرن الـ20، قد تكون مفيدة كحاجز ضد الماء أو المواد الزيتية، وعادة ما تستخدم في الطلاءات غير اللاصقة والمقاومة للبقع.

وأضاف الموقع، نقلاً عن مجلة “ساينس أوف توتال انفيرونمنت”، أن إحدى مزايا تلك المواد تتمثل في قوة رابطة فلوريد الكربون، التي تقاوم التحلل، ما يسمح لها بالمكوث لسنوات طويلة في البيئة بتركيزات متزايدة باستمرار، ويزيد من فرص احتوائها على سموم خطيرة، أصبحت أكبر من أن نتجاهلها.

تأثير في الخصوبة

أوضحت الدراسة، التي قادها باحثون من كلية طب إيكان بجامعة ماونت سيناي بالولايات المتحدة أن المواد الكيميائية إلى الأبد قد تعطل الهرمونات التناسلية، في حين أظهرت دراسات سابقة قليلة أثرها في تأخر ظهور سن البلوغ وزيادة مخاطر الإصابة باضطراب الانتباذ البطاني الرحمي ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

وقال كبير مؤلفي الدراسة، عالم الأوبئة البيئية بجامعة ماونت سينيا، داماسكيني فالفا، إنها كشفت عن أن هذه المواد تقلل الخصوبة لدى النساء اللائي يتمتعن بصحة جيدة، ويحاولن الحمل طبيعيًّا، لافتًا إلى أن فريقه البحثي جنَّد أكثر من 1000 متطوع من خلال دراسة سابقة في سنغافورة، لبحث نتائج المعلومات عن النساء اللائي أعربن عن رغبتهن في الحمل.

وأشار إلى أن دراسة فرعية قاست مستويات الأنواع المختلفة من (PFAS) في بلازما الدم، التي جرى جمعها من 382 من المشاركات، ومقارنتها مع مقاييس الوقت حتى الحمل واحتمال الحمل وكذلك احتمال ولادة حية، فوجد الفريق انخفاضًا في الخصوبة بنحو 5 إلى 10%.

خلل في الهرمونات التناسلية

أوضح موقع “ساينس إليرت” أن النتيجة النهائية توصلت إلى أن احتمال الحمل أو الولادة لدى النساء المعرضات لخليط من المواد الكيميائية المختلفة (PFAS) في غضون عام من المتابعة، بلغ نحو 30 إلى 40% في المتوسط.

ولفت إلى أن سبب هذه الحالة لا يزال محل تخمين، رغم أنه رهان جيد يربط PFAS بالخلل في أداء الهرمونات التناسلية، وكذلك حقيقة أن النساء كان عليهن أن يتذكرن تفاصيل حالات حملهم، وأن يبلغن عنها بأنفسهن قد يكون لها نتائج متحيزة أيضًا.

البحث عن أسباب محتملة

قال المؤلف الرئيس للدراسة الطبيب البيئي والباحث بجامعة ماونت سينيا، ناثان كوهين، أن الكثير من دول العالم تشهد انخفاضًا حادًا في الخصوبة، لذلك فمن المفيد وجود وسيلة للبحث عن الأسباب المحتملة. وهذا لا يعني أن PFAS وحده هو سبب هذا الانخفاض، رغم أنه قد يكون أحد العوامل التي يمكننا معالجتها.

ويدرس الباحثون حاليًا وسائل مختلفة لزيادة معدل تكسير هذه المواد الكيميائية الدائمة، إلى جانب إجراءات تقييد استخدامها، ما يفتح آفاقًا جديدة لنهاية هذه المواد الكيميائية إلى الأبد، وسلسلة المشاكل الصحية التي تسببها.

ربما يعجبك أيضا