للحفاظ على شباب دائم.. دراسة تتوصل لأسباب الشيخوخة

استخدم باحثون بشركة جيرو للتكنولوجيا الحيوية في سنغافورة، الذكاء الاصطناعي لتقييم إمكانية عكس الشيخوخة لدى البشر.

وقيمت دراسة، نشرت كمطبوعة أولية على موقع بيوركسيف المتخصص في العلوم البيولوجية، مكونًا رئيسًا لشيخوخة الإنسان يسمى المرونة، وقيّم العلماء عاملًا يسمى العمر البيولوجي الديناميكي الحراري (tBA).

تسارع أسّي يحدّ من المرونة

أوضحت صحيفة الاندبندنت البريطانية، في تقرير نشرته يوم الخميس 6 إبريل 2023، أن عامل tBA يمكنه تتبع درجة الاضطراب، الذي يحدث للكائن الحي مع تقدم العمر. وتؤدي زيادة هذا العامل مع التقدم في العمر إلى الحد من مرونة البشر، ما يؤدي إلى تسارع أسّي في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة والوفيات.

وأفادت بأن الأبحاث أظهرت أن الشيخوخة عملية معقدة تظهر على مستويات مختلفة في الكائن الحي، لافتة إلى أن عامل tBA يكشف عن المعلومات البيولوجية، التي تفقدها الكائنات الحية مع تقدم العمر. وأن تلك العملية البيولوجية الكامنة وراء الشيخوخة قد تتوقف، لكن لا يمكن عكسها تمامًا، وفق ما أظهرته الدراسة.

فقدان المرونة

قال رئيس مؤسسة جيرو والمؤلف المشارك في الدراسة، بيتر فيديشيف، إن عدد الذين يظهرون فقدًا في المرونة يزداد بشدة ويتضاعف كل 8 سنوات، بنفس معدل تضاعف معدل الوفيات، لافتًا إلى أن العلماء أفادوا بأن هذا التحول لا رجعة فيه، وأنه يضع حدًا شديدًا لإمكانية انعكاس العمر.

وذكرت الصحيفة أنه على مر السنين، طور الباحثون عدة نماذج للشيخوخة البيولوجية، التي يمكنها تقييم البيانات الطبية الحيوية، مثل تعديلات الحمض النووي للفرد، للتنبؤ بعمرهم البيولوجي وخطر الموت، إلا أن الصلة الدقيقة بين هذه العوامل والشيخوخة البيولوجية لم يدركها الباحثون حتى الآن.

وأضافت أن فقدان المرونة يُفهم بنحو أفضل على أنه عملية مدفوعة بتغيرات ديناميكية حرارية لا رجعة فيها، ومع ذلك فإن هذه الطبيعة الديناميكية الحرارية للشيخوخة تضع قيودًا صارمة على إمكانية انعكاس العمر.

كبح فوضى التفاعلات الجزيئية

قال فيديشيف إن الدراسات الحديثة أظهرت انعكاسًا محتملًا لعمر الفئران على أمل أن تمتد العملية لتشمل البشر، لافتًا إلى أن الوضع سيكون مختلفًا لدى البشر، معربًا عن أمله في إيجاد وسيلة “لتهدئة” الكائن الحي، وكبح فوضى التفاعلات الجزيئية في خلاياه، وإبطاء معدل الشيخوخة.

وأفادت الصحيفة البريطانية بأن العلماء لم يفقدوا الأمل في إيجاد طريقة لإيقاف الشيخوخة، مشيرةً إلى أن الإنسان منذ القدم يبحث عن مختلف الوسائل لوقف الشيخوخة وديمومة الشباب، وهو ما لم يبلغه أي كائن حتى الآن.