دراسة روسية: الضوضاء لا تؤثر في مدى فهمنا لما نقرأه

بسام عباس
فتاة تقرأ في حافلة

تؤثر الضوضاء في سرعة القراءة، لكن وفقًا لدراسة أجريت على القرّاء الروس، فإنها لا تؤثر في كيفية فهمنا للنص المكتوب.


كشفت دراسة روسية حديثة أن الضوضاء السمعية والمشتتات البصرية لن تؤثر كثيرًا في مدى الفهم خلال القراءة.

وأوضحت الدراسة أن التعامل مع مجموعة متكاملة من الكلمات يزيد من سرعة القراءة، ربما لأن عملية القراءة في الضوضاء أكثر إزعاجًا، فيرغب البعض في إنهاء المهمة بسرعة.

 نظريات معالجة اللغة

ذكر موقع “ساينس أليرت” العلمي، في تقرير نشره الأحد 4 يونيو 2023، أن باحثين من كلية الاقتصاد العليا بجامعة الأبحاث الوطنية في روسيا، أجروا دراسة جديدة كشفت عن كيف يمكن لهواءة القراءة أن يغيروا من أسلوبهم، للتعويض عن الضوضاء السمعية أو البصرية.

اقرأ أيضًا: دراسة تكشف كيف تؤثر الضوضاء على ذاكرة الأطفال

واستكشفت الدراسة تأثيرات الضوضاء السمعية والمشتتات البصرية، مثل الأخطاء المطبعية أو سوء التنسيق، في حين أشارت دراسات سابقة إلى وجود تأثير ضار لكل من الضوضاء السمعية والبصرية في طلاقة القراءة والفهم.

نماذج القراءة في الضوضاء

أضاف أن إحدى نظريات معالجة اللغة، التي راجعها الباحثون كانت “نموذج القناة الصاخبة”، الذي يفترض أن دماغنا يتعامل مع الضوضاء من خلال النظر إلى معنى الكلمات الفردية بقدر أكبر، وفي جمل كاملة أقل، وباستخدام التخمين الذكي يستنتج المعنى العام والعلاقات بين الكلمات.

وأوضح أن النظرية الثانية هي “النموذج الجيد بقدرٍ كافٍ” وهو يحدث عندما لا تحلل أدمغتنا كل تفاصيل النص، لكن بدلًا من ذلك تلتقط كلمات كافية لفهم “جيد بقدرٍ كافٍ”، ومن خلال التركيز بقدر أقل على البنية الدقيقة، تحتفظ أدمغتنا ببعض الموارد المعرفية للتعامل مع الضوضاء.

إجراء التجربة

قال الموقع إن “الباحثين أجروا تجربتين، لاكتشاف تأثر القراءة بالضوضاء في ما يتعلق بهذه النماذج، إحداهما على الضوضاء السمعية بـ71 مشاركًا، والأخرى على الضوضاء البصرية بـ70 مشاركًا. واستخدم الباحثون أجهزة تتبع العين لدراسة طلاقة القراءة، مع اختبارات المتابعة المستخدمة للحكم على الفهم”.

ولفت إلى أن الباحثين عدَّلوا بعض الجمل المستهدفة، التي أُعطيت للمشاركين، لتكون غير منطقية أكثر من الناحية الدلالية، بحيث تكون القواعد النحوية أو علامات الترقيم أكثر إرباكًا أنك بحاجة إلى إعادة القراءة مرتين أو 3 مرات، لفهم ما تعنيه الجملة فعليًا.

الضوضاء السمعية والبصرية

قال الموقع إن الباحثين عندما أجروا تجربة الضوضاء السمعية، فإن الثرثرة التي تحدث في الخلفية من التدوينات الصوتية المتداخلة جعلت المشاركين في التجربة يقضون وقتًا أطول في النظر إلى القسم الرئيس من الجمل، قبل إكمال قراءتهم، ما يعني أن فهم الجملة لم يتأثر، رغم طول مدة القراءة.

اقرأ أيضًا: القراءة وكتابة الرسائل وألعاب الورق يمكنها تأخير الإصابة بـ ألزهايمر

وفي اختبار الضوضاء البصرية، الذي أجري بوضع كلمات وعبارات قصيرة أخرى بجانب الجمل المراد قراءتها، لم يتأثر أيضًا مع زيادة سرعة القراءة، ما أربك الباحثين مقارنة بالدراسات السابقة، إلا أنهم اعتقدوا أن المشاركين أرادوا إنهاء المهمة بسرعة، مع الضوضاء المرئية.

لن تؤثر كثيرًا

أوضح الباحثون أنهم لاحظوا في كلتا التجربتين أن وقت القراءة الإجمالي الأطول كان مرتبطًا بزيادة دقة الجمل غير المعقولة، ما يحكمه التنبؤ بهذا من خلال “النموذج الجيد بقدرٍ كافٍ”، ويشير إلى أن هذا النموذج يعتمد على المعنى أسرع من المعالجة الخوارزمية القائمة على التركيب النحوي.

وأشار الموقع إلى أن هذه الدراسة تتطابق مع الدراسات السابقة، فيما يتعلق بكيفية تأثير الضوضاء في القراءة، ففي معظم الأوقات، لا توجد اختلافات في الفهم، رغم أن بعض أنواع الضوضاء، مثل الموسيقى التي لا نستمع إليها عادةً، قد تشتت الانتباه في هذا السياق.

وكشفت الدراسة الروسية عن أنه مع وجود العديد من المتغيرات التي يمكن قياسها مع ما يجري قراءته ونوعية الضوضاء المصاحبة، يلزم إجراء المزيد من الدراسة لمعرفة التفاصيل، خاصة فيما يتعلق بالقراءة بلغات مختلفة، لاختلاف بناء الجملة، مشيرةً إلى أن عوامل التشتيت المحتملة لن تؤثر كثيرًا في القراءة.

اقرأ أيضًا: محمد بن راشد: تحدي القراءة العربي المشروع الأكبر من نوعه عالميًّا  

ربما يعجبك أيضا