«فاروس»: تداعيات تغير المناخ في بحيرة تشاد على الأمن الإفريقي

يوسف بنده

تعد منطقة حوض بحيرة تشاد من أكثر مناطق العالم التي شهدت تغيرات مناخية حادة وعميقة الأثر في العقود الـ5 الماضية، خاصة مع تنامي معدلات جفاف بحيرة تشاد، ومثل هذا مصدرًا لتغيرات بيئية متعددة أخرى.


يعد حوض بحيرة تشاد أحد الأماكن التي تغير المناخ فيها، باعتباره محركًا مهمًّا للنزاع المسلح والتطرف العنيف.

وتشير الدراسة التي أجراها مركز “فاروس” للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، المختص بالشؤون الإفريقية إلى أن التغيرات المناخية تسهم في تأجيج انعدام الأمن في المجتمعات المحلية، التي تعتمد سبل عيشها الاقتصادية على البحيرة، ما أدى إلى أزمة إنسانية في أنحاء البلاد.

أهمية بحيرة تشاد

تمثل بحيرة تشاد المصدر الرئيس لحياة أكثر من 30 مليون شخص، وتعد مصدرًا اقتصاديًّا مهمًّا، وأسهمت في زيادة معدلات الإنتاج الزراعي، والثروة الحيوانية، وكانت موردًّا مهمًّا لصيد الأسماك وزراعة المحاصيل، وموردًّا مائيًّا لسكان تلك المجتمعات، يستفيدون من مياهها في الشرب، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المختلفة.

واشتهرت هذه البحيرة بكونها إحدى أكبر البحيرات في العالم من جهة مساحتها واحتوائها على الماء بمساحة تقدر بـ2.5 مليون كم مربع تقريبًا، ويطل على البحيرة كل من تشاد والنيجر ونيجيريا والكاميرون، ورغم أن كلًا من الجزائر وليبيا والسودان، بالإضافة إلى إفريقيا الوسطى، ليست دولًا مشاطئة لها، إلا أنها مرتبطة بها على نحو غير مباشر، وتتوسط المنطقة بحيرة تشاد، التي تعد بحيرة للمياه العذبة.

تشاد e1632057821748

أزمة الجفاف

على مدى العقود الـ6 الماضية، أثرت التغيرات المناخية في حجم البحيرة ومواردها. وفي الستينات، كانت مساحة بحيرة تشاد تزيد على 26 ألف كم مربع، وبحلول عام 1997 تقلصت إلى أقل من 1500 كم مربع، وتضاءلت أكثر إلى 1350 كم مربع، بحلول عام 2014، وانخفض متوسط هطول الأمطار السنوي في المنطقة من 320 ملم إلى 210 ملم.

ما أدى إلى تضاؤل النهرين الرئيسين اللذين يتدفقان إلى البحيرة، نهر شاري، ونهر كومادوغو-يوبي. إلى جانب الاستخدام البشري الذي يتمثل في الاستغلال المفرط لمياه البحيرة في الري الجائر، والانفجار السكاني. وفي ستينات القرن العشرين، جرى تقدير حجم السكان على ضفاف البحيرة بنحو 13 مليون نسمة، وهو الرقم الذي تضاعف بحلول عام 2013، ليبلغ 47 مليون نسمة، والذي يُتوقع أن يبلغ 80 مليون نسمة بحلول العام 2030.

للاطلاع على الدراسة كاملةً، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا