دراسة: كيف يستجيب الدماغ للغناء؟

آية سيد

دراسة أمريكية تجد أن الدماغ يستجيب بشكل غير متوقع للغناء.


يقول الباحثون إنهم اكتشفوا مجموعة معينة من الخلايا العصبية تستجيب انتقائيًّا لصوت الغناء.

نشرت دورية كارنت بيولوجي، المهتمة بعلوم الأحياء، دراسة أجراها علماء أمريكيون أوردوا فيها كيف سجلوا النشاط الكهربائي في أدمغة 15 مشاركًا، عن طريق زرع أقطاب كهربائية داخل أدمغتهم لرصد نوبات الصرع قبل الخضوع لجراحة.

تأثير الأصوات المختلفة في الخلايا العصبية

قالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير نشرته عن الدراسة، في 22 فبراير 2022، إن فريق العلماء سجل النشاط الكهربائي في الاستجابة لـ165 صوتًا مختلفًا، تتنوع بين أجزاء من مقطوعات موسيقية وكلام وأصوات مثل نباح الكلاب، ثم عالجوا هذا النشاط باستخدام خوارزمية، ثم دمجوا النتائج مع بيانات من تصوير الرنين المغناطيسي للدماغ (إف إم آر آي) لـ30 فردًا مختلفًا لرسم خريطة لمكان هذه الأنماط في الدماغ.

ذكرت النتائج أن بعض الخلايا العصبية تستجيب فقط للكلام أو تستجيب بقوة أكبر للموسيقى، كما كشفت أيضًا عن تجمعات من الخلايا العصبية التي تستجيب انتقائيًّا لصوت الغناء، مع إظهار استجابات ضعيفة جدًّا للأنواع الأخرى من الموسيقى أو الكلام فقط.

لماذا لم تُكتشف هذه الخلايا من قبل؟

تكشف الدراسة عن أن هذه الخلايا العصبية المستجيبة للغناء تقع في التلفيف الصدغي العلوي بالقرب من المناطق التي تستجيب خاصة للموسيقى أو للكلام. ويكتب فريق العلماء أن هذه الخلايا العصبية لم تُكتشف سابقًا في تصوير الرنين المغناطيسي وحده لأن استخدام الأقطاب الكهربائية يسمح بقياسات أكثر دقة لنشاط الخلايا العصبية.

يذكر التقرير أن الباحثين يعملون الآن لمعرفة ما الشيء الذي تستجيب له هذه المناطق من الدماغ في الغناء، مثلًا هل حدة الصوت أم الألحان والإيقاع، بينما يأملون في اكتشاف كيفية نشوء هذه الانتقائية خلال التطور. ويثير العلماء إمكانية دراسة تأثير تنشيط هذه المناطق المتعلقة بالغناء واستكشاف تفاعلاتها مع المناطق الأخرى من الدماغ؛ إذ يذكرون أن الأغاني يمكنها إثارة مشاعر أو ذكريات معينة.

آراء إيجابية عن الدراسة

يشير التقرير إلى إشادة كثير من العلماء بالدراسة، حيث أشادت أستاذة علم الأعصاب المعرفي بكلية لندن الجامعية، صوفي سكوت، بالدراسة وقالت “نحن نعلم أنه توجد فروق كبيرة بين أنظمة الدماغ التي تتحكم في الطريقة التي نتحدث بها، وتلك التي تتحكم في الطريقة التي نغني بها، لذلك من المثير جدًا للاهتمام أن نرى بعض هذه الفروق عندما نستمع لأغنية”.

ووصف عالم الأعصاب المعرفي بجامعة ساسكس، إديز سوهوجلو، النتائج بأنها مذهلة، وقال إن “أحد الأسئلة المثيرة للاهتمام هو لماذا تطور الدماغ أو تشكل بالتجربة لتطوير هذه الخلايا العصبية المتخصصة، لماذا لم بستخدم الخلايا العصبية نفسها بطريقة متعددة الأغراض لكي يعالج أكثر من نوع من الأصوات؟”.

وأوضح قائلًا “أحد الاحتمالات هو أن وجود خلايا عصبية متخصصة يساعد المستمع في التركيز على أصوات معينة في البيئات الصاخبة، على سبيل المثال، إذا كنت أستمع إلى مطربي المفضل في حفل موسيقي، ربما أجده من الأسهل تجاهل الأصوات المرتفعة خلفي، التي ستدخل إلى جزء مختلف من دماغي”.

 

ربما يعجبك أيضا