تحولهم من حيوان هادئ لمفترس.. علماء يكشفون سر فقدان الدببة لمخالبها

ياسمين سعد
مخالب الدببة

كشفت دراسة عن سبب فقدان الدببة لمخالبها، والتي تحولها من حيوانات هادئة إلى مفترسة، فما هي تفاصيل الدراسة ونتائجها التي غيرت من قوانين موسم الصيد.


لاحظ عالم الأحياء البرية كلايتون لامب في عام 2016 خلال مراقبته لدب أشيب هادئ بشرق كولومبيا، افتقاد الدب لثلاثة مخالب، مشيرًا إلى أنه لم يتفاجأ بذلك بسبب طبيعة عيش هذه الحيوانات في بيئات خشنة.

ولكن بعد مراقبته لـ3 دببة أخرى، وجد لامب أنهم يفتقدون أيضًا 3 مخالب، ولذلك قرر استدعاء مجموعة من الباحثين وإجراء دراسة لمعرفة لماذا تفقد الدببة مخالبها؟

فقد الدببة لمخالبهم

بعد بدء الدراسة بفترة قصيرة، استبعد لامب وفريقه البحثي أسباب فقد الدب لمخالبه بسبب العيوب الخلقية، وذلك لوجود علامات الاستشفاء من جرح على قدم الدب، أي أن المخالب كانت موجودة بالفعل وفُقدت بطريقة ما، هذا بحسب ما ذكر في موقع Science.

واستبعد الباحثون أيضًا نظرية فقد الدب لمخلبه عن طريق العض أو القطع من قبل الحيوانات المفترسة، وذلك بسبب وجود كسور طولية نظيفة بالقدم، كما لو كانت القدم مشقوقة.

فخاخ الصيادين

فكر الباحثون في أن تكون الأفخاخ الصغيرة التي توضع في جميع أنحاء جبال جنوب شرق كولومبيا بداية من شهر نوفمبر إلى شهر فبراير، لالتقاط حيوان يشبه حيوان ابن عرس يسمى المارتينيز، هي السبب في فقدان الدببة لمخالبها.

وأشار الباحثون إلى أن الصيادين يصطادون حيوان المارتينيز بسبب فراءه، ويكون الفخ صغيرًا مصممًا على حجم الحيوان الصغير، ولكنه قويًا لتلبية معايير الاصطياد الإنسانية الحديثة، والتي تقتضي بقتل الحيوان على الفور دون أن يتألم.

المارتينيز

حيوان المارتينيز

مصائد للتجربة

يقول لامب لموقع Science: “تقع الدببة فريسة لهذه الفخاخ لأنها ممتلئة باللحوم، كما أن الدببة تحب اكتشاف الأشياء بأقدامها، ودائمًا ما تبحث عن الغذاء خاصة في موسم الصيد، فيعلقون هم في الفخ بدلًا من حيوانات المارتينيز”.

لإثبات هذه الفرضية، ثبت الباحثون 4 مصائد ووضعوها على الأشجار مع الحرص على عدم إغلاقها كاملًا، ولاحظوا من خلال الكاميرات التي راقبوها لمدة أسبوعين، أن الدببة زارت هذه المصائد أكثر من مرة، وتعثر اثنين منها، حيث علقت أقدامها وأنوفها بالفخ.

إصابات كبيرة

ومن هذه النقطة انطلق الباحثون لطرح سؤال آخر، هل هذه الفخاخ قادرة على قطع مخالب الدببة؟ وكانت الإجابة هي لا، لأن الفخاخ وحدها غير كافية لكسر العظام، وتبين الباحثون ذلك من خلال دراسة مخلب أحد الدببة المتوفاة، وخضوعه للأشعة للسينية.

واكتشف الباحثون أن ما يحدث على أرض الواقع هو إصابة القدم وعدم وصول الدم إلى الأصابع، فإما تتعفن الأصابع وتقع من رجل الدب وحدها، أو تقضمها الدببة حتى تقطعها من القدم.

تجرأ الدببة

أوضح العلماء اكتشافهم لمشكلة أخرى تنتج عن فقدان المخالب، وهي تحول الدببة لحيوانات أكثر جرأة وفضول، فمن بين الأربع الدببة الذين عثر عليها وهي فاقدة لمخالبها الثلاثة، قتل واحد على يد مربي ماشية بعدما وجده في مواجهته، وهاجم دب آخر أحد الأشخاص، وقبض على الدب الثالث بسبب اشتباكه في مشاجرة مع البشر بإحدى المزارع، وتحفظوا عليه.

أثرت هذه النتائج على موسم الصيد وتدابير الفخاخ كثيرًا، فبناءً على الإرشادات التي وضعها لامب وزملاؤه في الدراسة، غير مسؤولو الحياة البرية في كولومبيا القوانين في عام 2021.

تألم الدببة

تألم الدببة

قوانين جديدة

نصت القوانين الجديدة على أن تحاط جميع الفخاخ التي تنصب في شهر نوفمبر بفتحات كبيرة لكي يقع بها حيوان المارتينيز، مراعين أن تكون الفتحات أصغر من أن تعلق بها مخالب الدببة.

وأوصى المسؤولون بضرورة تغيير مواسم صيد الدبابير إلى أوائل شهر ديسمبر، حتى تكون الدببة دخلت في نظام السبات، ولكن لم تنفذ هذه القوانين الجديدة حتى الآن.

ربما يعجبك أيضا