دراسة: 21 ألف قطعة نصيب كل فرد من نفايات البلاستيك بالمحيطات

بسام عباس

دراسة حديثة تشير إلى أن نفايات البلاستيك في محيطات العالم وصلت إلى مستويات غير مسبوقة خلال الأعوام الـ15 الماضية.


كشفت دراسة حديثة عن أن البشر أغرقوا محيطات العالم بأكثر من 170 تريليون قطعة من البلاستيك، ما يتجاوز بقدر كبير التقديرات السابقة.

وأوضحت الدراسة، التي نشرتها في مجلة بلوس وان، أمس الأربعاء 8 مارس 2023، أن تريليونات الجسيمات البلاستيكية، أو ما أسماه الباحثون “الضباب الدخاني البلاستيكي”، تزن نحو 2.4 مليون طن متري، وأن هذه الجسيمات تتضاعف كل 6 سنوات تقريبًا.

 21 ألف قطعة لكل فرد

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الدراسة أجراها فريق من الباحثين الدوليين بقيادة ماركوس إريكسن، من معهد 5Gyres، في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكشفت عن أن هذه الكمية من البلاستيك تمثل أكثر من 21 ألف قطعة بلاستيكية لكل فرد من سكان الأرض، البالغ عددهم 8 مليارات نسمة.

وأضافت أن الدراسة تعتمد على ما يقرب من 12 ألف عينة جُمعت على مدار 40 عامًا من البحث، في جميع أحواض المحيطات الرئيسة بالعالم، بدءًا من عام 2004، ولاحظ الباحثون زيادة كبيرة في المواد البلاستيكية، وقالوا إنها تزامنت مع التوسع في إنتاج البلاستيك.

Plastic pollution in the ocean is doubling every 6 years The Washington Post

يتضاعف التلوث البلاستيكي في المحيط كل 6 سنوات

صدمة للأمم المتحدة

أشارت النتائج إلى كل من الكمية الهائلة من البلاستيك، التي تتدفق إلى محيطات العالم، والدرجة التي يسافر بها لمسافات طويلة مرة واحدة في الماء. وتقدم الدراسة صدمة لمحادثات الأمم المتحدة للحد من التلوث البلاستيكي العالمي، التي بدأت العام الماضي، وفق واشنطن بوست.

وقال مؤسس معهد 5Gyres، وهو مجموعة غير ربحية تعمل على دراسة ومكافحة تلوث المحيطات بالبلاستيك، ماركوس إريكسن، إن الارتفاع الهائل في تلوث سطح المحيط بالبلاستيك “يجعلك تشعر بأنها النهاية، كيف يمكنك إصلاح هذا؟” مضيفًا أن دول العالم تتفاوض بشأن معاهدة للأمم المتحدة لمكافحة التلوث البلاستيكي.

قياس البلاستيك في المحيطات

قالت الصحيفة الأمريكية إن إريكسن وفريقه البحثي مسحوا محيطات العالم لجمع العينات، وبحثوا في أرشيفات الباحثين السابقين عن بيانات ودراسات غير منشورة، واستخدمت الدراسة الحديثة نماذج جديدة لتقدير كمية البلاستيك، ما أدى إلى أرقام أعلى منقحة جيدًا، مقارنة بدراسة أجراها إريكسن وبعض الباحثين في 2014، مستخدمين مجموعة بيانات أصغر بكثير.

وكشفت الدراسة عن أن 10% فقط من البلاستيك المصنوع أعيد تدويره، وأن المواد البلاستيكية، التي لا تصل إلى مدافن النفايات، تتسرب إلى الأنهار أو إلى المحيطات مباشرة، وتتحلل ببطء شديد إلى قطع أصغر وأصغر، في ما يعرف باسم اللدائن الدقيقة، التي يقل طولها عن 5 ملم، ويمكن أن تأكلها الأحياء البحرية.

زيادة كبيرة في جزيئات البلاستيك

فحصت الدراسة عينات بلاستيكية على مدار 40 عامًا، بدءًا من العام 1979، ووجد الباحثون تقلبًا في كمية البلاستيك في العينات، حتى عام 2004، عندما بدأت الأرقام في الارتفاع.

وأشار الباحثون إلى أن الزيادة في جزيئات البلاستيك بالمحيطات تتوافق مع زيادة ملحوظة لوجود البلاستيك على الشواطئ العالمية، خلال نفس الفترة الزمنية.

journal.pone.0281596

خريطة توزيع محطات أخذ العينات

منع التلوث البلاستيكي في المحيطات

أفادت الصحيفة بأن بيانات الدراسة تتضمن عينات من 5 دوائر رئيسة في العالم، وتكتسح الجزيئات من المناطق المأهولة لتكوين مجموعات كبيرة من النفايات، وأشهرها هو رقعة نفايات المحيط الهادئ الكبرى، التي يطفو فيها البلاستيك قليلاً تحت السطح.

وركز الباحثون على أحواض شمال المحيط الأطلسي وشمال المحيط الهادئ، لأنها خضعت للدراسة بنحو متكرر على مدار عقود، وتعيش  بها تجمعات أكبر من سكان العالم، لكنهم عثروا على تركيزات عالية من البلاستيك في كل مكان على وجه الأرض.

البحث عن جذور المشكلة

لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن المفاوضين العالميين يأملون في استكمال معاهدة البلاستيك بحلول عام 2024، التي ستنظم جميع جوانب دورة حياة البلاستيك، بما في ذلك أنواع المواد الكيميائية، التي تدخل في تصنيعه، ومدى سهولة إعادة تدويرها.

وأشار نشطاء مكافحة التلوث إلى أن التعامل مع البلاستيك، قبل دخوله المجاري المائية، أسهل بكثير من تنظيفه بعد ذلك، وقال إريكسن إن البحث في التلوث البلاستيكي بدأ في السنوات الأخيرة في التحول بعيدًا عن المحيطات، والانتقال بعيدًا عن مجرى النهر، إلى الأنهار والممرات المائية الأخرى، ويحاول الباحثون فهم المشكلة من جذورها.

ربما يعجبك أيضا