«دعم الحوثيين».. تحالفات روسية بالشرق الأوسط أغضبت واشنطن وإسرائيل

«استراتيجية تصعيدية».. روسيا تدعم الحوثيين لمواجهة أمريكا وإسرائيل

شروق صبري
«دعم الحوثيين».. تحالفات روسية بالشرق الأوسط أغضبت واشنطن وإسرائيل

يمثل دعم الحوثيين فرصة للكرملين لجذب الانتباه العالمي، ولتحقيق مكاسب ضد الولايات المتحدة والغرب، ولتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط.


حذرت وكالات الاستخبارات الأمريكية من إمكانية تزويد روسيا لجماعة الحوثيين اليمنية بأسلحة متقدمة، ومن بينها صواريخ مضادة للسفن.

يأتي ذلك ردًا على موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحكومة كييف على مهاجمة أهداف على الأراضي الروسية باستخدام أسلحة أمريكية.

تصاعد تهديد الحوثيين

في ظل تصاعد تهديد الحوثيين على إسرائيل، جراء إطلاق الطائرات بدون طيار على تل أبيب والهجوم الإسرائيلي على منشآت النفط في اليمن، تسعى روسيا لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط والمشاركة في منطقة البحر الأحمر.

ويرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوائد كبيرة في تزويد الحوثيين بأسلحة متقدمة، حيث تساهم في تقويض السياسة الأمريكية الضعيفة في الشرق الأوسط، وتعطيل الاتفاقيات والتحالفات الإقليمية، وإضعاف دعم واشنطن لأوكرانيا.

الديناميكيات الأمنية

من منظور استراتيجي شامل، يبدو أن الديناميكيات الأمنية والتأثير المتبادل بين الحروب في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية تؤثر على مكانة موسكو وتحدي الهيمنة الغربية، الدعم العملياتي الروسي للحوثيين في هذه الأوقات العصيبة ورغم عزلتها الدولية ووضعها الاقتصادي، ليس عشوائيًا.

تزويد الأسلحة وتقديم المساعدة العسكرية للعمليات التي ينفذها الحوثيون هو عمل استعراضي له تداعيات جيوسياسية وأمنية كبيرة، يبرز ضعف الولايات المتحدة وهشاشة الوضع الأمني. حسب ما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أمس 26 يوليو 2024.

6858e122 88e0 4957 8028 f5ddd52f6c99

الحوثيين

الدعم الروسي للحوثيين

وفق الصحيفة العبرية، فإن الدعم العسكري الروسي للحوثيين في اليمن هو قضية معقدة ومشحونة، ترتبط بالموقع الجيوسياسي لروسيا في الشرق الأوسط والمشهد الجيوسياسي والتوازن العالمي للقوى.

لا تمتلك روسيا مصالح اقتصادية كبيرة في اليمن، حيث أن 85% من التجارة بين البلدين تتمثل في صادرات القمح الروسي، ورغم ذلك، فإن تعزيز علاقاتها مع الفرع المحلي للنظام في طهران يوسع “محور المقاومة”، ويعزز نفوذها الاستراتيجي في المنطقة.

الدور الإيراني في اليمن

تشارك طهران بعمق في الحرب اليمنية، وهي المصدر الرئيس للدعم والتمويل والتسليح للميليشيا اليمنية، كما تشير التقارير الاستخباراتية الأخيرة إلى أن النظام الإيراني قد زود الحوثيين على مدار العقد الماضي بكمية كبيرة من الأسلحة.

والمعدات العسكرية المتقدمة، وكذلك بالصواريخ الباليستية وصواريخ مضادة للسفن، والطائرات بدون طيار القاتلة التي يمكنها الوصول إلى أهداف في إسرائيل.

سياسات موسكو

تسعى موسكو للحفاظ على علاقات جيدة مع العديد من دول الشرق الأوسط، بينها إيران والسعودية والإمارات، وتعزز علاقاتها مع مختلف الفصائل اليمنية المتصارعة المدعومة من طهران والرياض وأبوظبي.

وتتبع روسيا سياسة متعددة الأوجه تدعم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصراع في اليمن، لكنها تعارض تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية وفرض حظر الأسلحة عليهم.

التداعيات الجيوسياسية

في السياق الجيوسياسي العالمي، تمثل خطوة روسيا لدعم الحوثيين جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز قوتها ومكانتها الجيوسياسية، خاصة بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لليمن بالقرب من طرق التجارة والشحن الدولية.

تسعى موسكو لاستغلال هذه الفرصة لتعزيز وجودها في البحر الأحمر وتزويد أسلحة لدول أخرى في منطقة الساحل. هذه الخطوة تهدف إلى تقويض السياسة الأمريكية في اليمن وإفشال التحالفات الإقليمية مثل اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

نتائج تدخل روسيا في اليمن

روسيا تعمل على تعزيز شرعية الحوثيين كطرف سياسي معترف به، بينما تسعى لتقديم نفسها كجزء من الحل في النزاع اليمني، مما يعزز موقفها كدولة قوية، وقد أدانت روسيا مؤخرًا الهجمات الجوية الأمريكية والبريطانية في اليمن، رغم انتقاداتها السابقة للحوثيين.

التدخل الروسي في اليمن يعكس استراتيجية واسعة لبناء قوتها الجيو-استراتيجية، خاصة في ظل موقع اليمن الحيوي كممر بحري دولي ومركز طاقة استراتيجي، ويشير الوضع إلى أن هذا التدخل قد يسرع من تحول الحوثيين من مجموعة متمردة إلى منظمة إرهابية قوية، مما يشكل تهديدًا أمنيًا عالميًا.

ربما يعجبك أيضا