دعم غير محدود لإسرائيل.. لماذا قاطعت الدول الكبرى ذكرى «ناجازاكي»؟

إلى أي مدى سيظل الإجماع النووي العالمي صامدًا أمام التقلبات السياسية؟

بسام عباس
ضرب هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية

لم ترسل الدول الأعضاء في مجموعة الدول السبع الكبرى، وكذلك الاتحاد الأوروبي، السفراء إلى ناجازاكي لحضور مراسم هذا العام لإحياء ذكرى القصف الذري الذي تعرضت له المدينة في نهاية الحرب العالمية الثانية، حسب وكالة “أسوشيتد برس”.

وذكرت أن هذا القرار جاء بعد أن امتنع عمدة ناجازاكي شيرو سوزوكي عن دعوة إسرائيل لحضور المراسم التي أقيمت أمس الجمعة، فإلى أي مدى تدعم الدول الكبرى إسرائيل؟ وإلى أي مدى سيظل الإجماع النووي صامدًا أمام التقلبات السياسية؟.

تعزيز رمزي

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 9 أغسطس 2024، إن الاحتفالات السنوية في هيروشيما وناجازاكي، هي إحياء لذكرى الكارثة التي سببتها القنابل الأمريكية، والتي أسفرت مجتمعة عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص.

وأضافت أنها تشكل أيضًا تعزيزًا رمزيًّا للمحرمات ضد استخدام الأسلحة النووية، لضمان أن تظل هذه التفجيرات إلى الأبد المرة الوحيدة التي يتم فيها تفجير الأسلحة النووية في الصراعات.

المحظور النووي

ذكرت المجلة الأمريكية أن هذا المحظور نشأ تقريبًا بعد قصف هيروشيما وناجازاكي قبل 79 عامًا، حيث أدى حجم الدمار والتكلفة في الأرواح البشرية إلى خلق إجماع فوري بين الاستراتيجيين العسكريين على أن الأسلحة النووية لا يمكن أن تعمل إلا كرادع لاستخدامها.

وتساءلت ما إذا كانت الأسلحة النووية لها تأثير رادع أم لا؟ وهل هو أمر قابل للنقاش؟ لافتةً إلى أن الاحتفالات في هيروشيما وناجازاكي تهدف إلى التذكير بهذا الإجماع الشعبي، والذي يعتبر فوق السياسة.

تسييس الاتفاق النووي

قالت المجلة إن مراسم هذا العام أصبحت مسيسة ما يثير المزيد من المخاوف، فقد نفى سوزوكي أن يكون استبعاد إسرائيل قرارًا سياسيًّا، مؤكدًا أنه لا يريد المخاطرة بمقاطعة ما كان من المفترض أن يكون احتفالًا كئيبًا بسبب الاحتجاجات على الحرب في غزة.

وبغض النظر عن سبب عدم دعوة إسرائيل، والذي كان بسبب حربها على غزة، فإن غضب الدول الغربية من استبعاد إسرائيل، وعدم مشاركتها في الاحتفال، ضمن تحول الاحتفال إلى موضوع نقاش سياسي، حيث أثار التصعيد المحتمل للحرب بين إسرائيل وحماس. والغياب الحرفي والرمزي للعديد من الدول المسلحة نوويًّا عن مراسم ناجازاكي لا يزيد إلا من هذا القلق.

وإلى جانب استبعاد روسيا وحليفتها بيلاروسيا، بسبب غزوها لأوكرانيا وتهديدات موسكو باستخدامها السلاح النووي، يثير التساؤل عن ما إذا كان الإجماع النووي لا يزال بالفعل فوق السياسة، فقد أثارت الحرب في أوكرانيا بالفعل المخاوف بشأن قوة المحظور النووي.

 دائرة الضوء

أوضحت المجلة أن المحظور النووي، رغم ذلك، يبدو أنه لا يزال قائمًا، إن لم يكن يتعزز، فقد أدى الاستخدام المتكرر من جانب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للتهديدات النووية المستترة إلى جعل القضية أكثر بروزًا، ما أدى إلى رد فعل عنيف عزز وجهات النظر الشعبية ضد الأسلحة النووية.

وفي الوقت نفسه تزايد نشاط عالمي ليس فقط للحد من عدد الأسلحة النووية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، بل وأيضًا للقضاء عليها تمامًا، وبعبارة بسيطة، عادت الأسلحة النووية إلى دائرة الضوء، وهو ما قد يبدو مثيرًا للقلق، ولكنه يعزز أيضًا المحظورات ضد استخدامها وحتى وجودها.

ربما يعجبك أيضا