دعم قوي.. كيف تحاول ألمانيا إنقاذ اقتصادها من لهيب التضخم؟

أحمد ليثي

قال شولتس لتلفزيون زي دي اف: "ألمانيا دولة ديمقراطية وقوية اقتصاديًّا للغاية، ونحن دولة رفاه، ولن نستغني عن الديمقراطية أو عن دولة الرفاه، ومع كل موجة أزمات ستشتد ألمانيا أكثر وتصبح أكثر استقلالية


قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن ألمانيا ستنفق 64.7 مليار دولار على الأقل لحماية المواطنين والشركات من ارتفاع التضخم.

وذكرت وكالة رويترز الإخبارية في خبرها، المنشور أمس الأحد 4 سبتمبر 2022، أن هذا التصريح جاء بعد يومين من إعلان روسيا تعليق بعض شحنات الغاز المرسلة إلى ألمانيا إلى أجل غير مسمى لوجود عطل في خط الغاز.

ماذا فعلت ألمانيا؟

بحسب رويترز، أدت الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في فبراير إلى ارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم، مثيرة تحذيرات من الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي، خاصة بعد فرض العقوبات على روسيا التي ألزمتها بعدم بيع الغاز، باعتباره الطاقة الرخيصة للعالم بالإضافة إلى انقطاع سلاسل التوريد العالمية.

واتفقت أحزاب الائتلاف الثلاثة في ألمانيا بعد 22 ساعة من المحادثات على عدة إجراءات، منها، زيادات في الفوائد ودعم النقل العام، يُدفع عن طريق فرض ضريبة على شركات الكهرباء، ومن خلال فرض ألمانيا للحد الأدنى لضريبة الشركات العالمية المقرر 15%.

ألمانيا مستعدة لنقص الغاز

بلغ معدل التضخم في ألمانيا 7.9% على أساس سنوي في أغسطس الماضي، حيث تفاقم تأثير التضخم بسبب انخفاض كميات الغاز التي تضخ إلى البلاد من روسيا، ما تسبب في ارتفاع أسعار الطاقة التي تغذي أكبر اقتصاد في أوروبا، وعلى الرغم من إمدادات الغاز تكفي ألمانيا، فإن الحكومة ستحتاج إلى حماية المستهلكين من ارتفاع التكاليف.

من جهته، قال شولتز في مؤتمر صحفي: “روسيا لم تعد شريكًا موثوقًا به في مجال الطاقة” مضيفًا أن استعدادات ألمانيا السابقة تعني أنها ستجتاز موسم التدفئة الشتوي، ووصلت مخازن الغاز في ألمانيا إلى 85% من طاقتها يوم السبت، ويرجع الفضل في ذلك إلى خفض المستهلكين من الشركات للاستهلاك.

أزمة الطاقة أكثر حدة

أصبحت أزمة الطاقة أكثر حدة عندما صرَّحت شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم، الجمعة 2 سبتمبر 2022، بأنها ستواصل غلق خط أنابيبها الرئيس نورد ستريم 1، وهو أكبر خط أنابيب ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، فيما رفض شولتز الاقتراحات بأن فقدان التدفقات المستمرة للغاز الروسي الرخيص سيدخل البلاد إلى عصر أكثر قتامة.

وقال شولتز لتلفزيون زي دي إف: “ألمانيا دولة ديمقراطية وقوية اقتصاديًّا للغاية، ونحن دولة رفاه، ولن نستغني عن الديمقراطية أو عن دولة الرفاه، ومع كل موجة أزمات ستشتد ألمانيا أكثر وتصبح أكثر استقلالية”.

دعم قوي

وفقًا لرويترز، تصل الحزمة الأخيرة إلى 94 مليون دولار، وهو المبلغ المخصص لمكافحة التضخم منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير، وعلى النقيض من ذلك، أنفقت الحكومة 300 مليار دولار على دعم الاقتصاد على مدى عامين من الوباء.

وقال وزير المالية، كريستيان ليندنر، إن مبلغ 65 مليار دولار الذي أعلن عنه يوم الأحد يمكن زيادته إذا ارتفعت أسعار الكهرباء أكثر، معلنًا أن ضريبة الأرباح المفاجئة، التي يطلق عليها “ضريبة المصادفة” ستحقق إيرادات، حيث أظهرت وثيقة حكومية أن جزءًا من العائدات سيُستخدم لتقديم 1.7 مليار دولار كإعفاءات ضريبية.

علامات على الاستياء

وفقًا لموقع بوليتيكو في تقريره المنشور 26 أغسطس 2022، حذر مسؤولو الاتحاد الأوروبي من احتمالية وجود أزمة كبيرة في الأشهر المقبلة، عندما يشعر الناس بنقص الغاز، وقد أوضح التقرير أنه توجد بالفعل علامات على الاستياء من تفاقم الأوضاع المعيشية، حيث خرج المواطنين متظاهرين من ارتفاع أسعار الطاقة.

وتجمع عدة مئات من المتظاهرين في لوبمين بشمال شرق ألمانيا، مطالبين بتشغيل خط الغاز نورد ستريم 2، وهو خط أنابيب كان على وشك العمل، إلا أن الحكومة الألمانية قررت وقف المشروع بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، فيما قالت روسيا أنها ستعلق عمل خط الغاز نورد ستريم 1 إلى ألمانيا.

ربما يعجبك أيضا