في ظل أزمة الثقة بالقطاع المصرفي.. ماذا على البنوك المركزية؟

رؤية
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

يرى مستثمرون أن الأحداث التي تقع هذا العام تكرار لتسلسل الأزمة التي اجتاحت الأسواق عام 2008، وهم أيضًا قلقون من انهيار بنوك أخرى إذا اعتقد الناس أن الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا لن تستطيع حماية أموال المودعين.


نشرت وكالة أنباء رويترز، الأحد 26 مارس 2023، تقريرًا مطولًا ركزت فيه على دعوات بعض المحللين والمستثمرين للبنوك المركزية، لاستعادة الاستقرار المالي.

وذكرت الوكالة، حسب التقرير، أنه لا تزال اضطرابات الأسواق مستمرة بعد انهيار اثنين من أكبر البنوك الأمريكية هذا الشهر والاستحواذ على بنك كريدي سويس، الذي رتبت له الحكومة السويسرية، وهبط سهم دويتشه بنك يوم الجمعة.

تدابير احتياطية

الجهات التنظيمية والبنوك المركزية لم تستطع حتى الآن، احتواء أسوأ صدمة للقطاع المصرفي منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، فاتخذت بنوك مركزية في أنحاء العالم، ومنها مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، في الآونة الأخيرة تدابير لتعزيز توفير السيولة.

ولكن البنك المركزي الأمريكي ونظيره الأوروبي، قد واصلا رفع أسعار الفائدة على مدى الأسبوعين الماضيين، في محاولة لكبح التضخم المستمر والمتزايد.

مخاوف من أزمة مالية واسعة

قال كبير المستشارين الاقتصاديين لمجموعة يوني كريدت في لندن، إريك نيلسن، إنه يجب على البنوك المركزية أن لا تفصل سياساتها النقدية عن الاستقرار المالي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تؤدي مشكلات القطاع المصرفي إلى أزمة مالية واسعة النطاق.

وأضاف، في مذكرة الأحد: “يتعين على البنوك المركزية الكبرى، ومنها الأمريكي والأوروبي، إصدار بيان مشترك بأن أي رفع إضافي لسعر الفائدة لن يكون مطروحًا على الطاولة، على الأقل حتى عودة الاستقرار إلى الأسواق المالية”.

وقال نيلسن: “من المرجح إصدار مثل هذا البيان في غضون الأيام القليلة المقبلة لإبعادنا عن شفا أزمة أعمق بكثير”. وتتوقع أسواق المال في الولايات المتحدة أن يتوقف المركزي الأمريكي مؤقتًا عن مواصلة رفع أسعار الفائدة.

تكرار سيناريو 2008

يرى مستثمرون في الوقت الحالي، أن الأحداث التي تقع هذا العام تكرار لتسلسل الأزمة التي اجتاحت الأسواق عام 2008، وهم أيضًا قلقون من انهيار بنوك أخرى، إذا اعتقد الناس أن الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا لن تستطيع حماية أموال المودعين.

وقال الشريك ومدير المحافظ لدى توينتي فور أسيت مانجمنت، فيليبي فيلارويل: “لا يزال الوضع متقلبًا، لكننا نميل إلى الاعتقاد بأن المخرج من هذه المشكلة، يمكن أن يكون بتنسيق عمل البنوك المركزية لتعزيز الثقة في النظام المصرفي”.

وأضاف، في منشور يوم الجمعة: “تبدو الأزمة أزمة ثقة، فرأس المال ليس هو المشكلة، فالمستهلكون متوترون، لأنهم يرون البنوك تنهار ويتساءلون عما إذا كانت مثل هذه (الانهيارات) ستكون مصير بنوك أخرى، وما إذا كان ينبغي عليهم سحب ودائعهم أو بيع أسهمهم المصرفية”.

الخزانة الأمريكية: مستعدون لحماية الودائع

قالت الجهات التنظيمية الأمريكية الأسبوع الماضي، إن النظام المصرفي لا يزال “قويًّا ومرنًا”. وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين يوم الخميس، إنها مستعدة لتكرار الإجراءات التي جرى اتخاذها إزاء بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر لحماية الودائع المصرفية غير المؤمن عليها إذا زادت عمليات سحب الودائع من البنوك.

ولكن بيانات المركزي الأمريكي، أظهرت يوم الجمعة، أن الودائع في البنوك الأمريكية الصغيرة انخفضت بمقدار قياسي بعد انهيار بنك سيليكون فالي 10 مارس الحالي.

مؤشرات تباطؤ النمو

في الوقت نفسه، انخفض إجمالي الودائع في القطاع المصرفي 600 مليار دولار، منذ أن بدأ المركزي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة العام الماضي، وهو أكبر سحب لودائع القطاع المصرفي على الإطلاق، حسب ما أشار كبير الخبراء الاقتصاديين لدى أبولو جلوبال مانجمنت، تورستن سلوك.

وقال: “المخاطر التي تواجهها البنوك على المدى القريب، إلى جانب عدم اليقين بشأن الودائع الجاري سحبها وتكاليف التمويل المصرفي واضطراب أسعار الأصول والمسائل التنظيمية، كلها أمور تدعو إلى تشديد شروط الإقراض، وتشير إلى تباطؤ نمو الائتمان المصرفي خلال الفصول المقبلة”.

ربما يعجبك أيضا