دعوة أمريكية وإقليمية لاستئناف الحوار مع إيران.. ما فرص التهدئة؟

تتنامى مخاوف من اندلاع حرب إقليمية بعد ارتفاع وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل، منذ عملية أصفهان وضرب منشأة عسكرية إيرانية.

لكن زيارة وزير الخارجية القطري لطهران، ومن بعدها زيارة وزير الخارجية السعودي لبغداد، يمكن اعتبارهما من المؤشرات على وجود رغبة أمريكية وإقليمية على استئناف الحوار مع طهران.. فما فرص التهدئة بالشرق الأوسط؟

تصاعد التوتر

بينما تتعرض منشآت عسكرية إيرانية لهجمات تخريبية، على خلفية الدعم الذي تقدمه إيران لروسيا، والتهديد الذي تمثله لإسرائيل، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها من أن إيران أجرت تغييرًا كبيرًا في تصميم محطة فوردو لتخصيب الوقود، متعلقًا بإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب من دون إخطار الوكالة مسبقًا، حسب وكالة أنباء رويترز.

ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في حوار مع شبكة سي إن إن، رفضه لفكرة إبرام اتفاق مع “الأنظمة المارقة” مثل النظام الإيراني، في حين أن القوى الغربية تركز على احتواء إيران التي تقدم مسيّراتها لدعم روسيا في حرب أوكرانيا، بدلًا من استئناف محادثات العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

جدوى الاتفاق

ما زالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تراهن على جدوى الاتفاق النووي، إلا أنها لا تعتبره مطروحًا الآن، وقد عبّرت واشنطن عن قلقها من تزويد طهران لموسكو بالمسيّرات. وعقب هجوم أصفهان، أعلن وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبداللهيان، أنه تسلم رسالة من نظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بعث عبرها برسائل من جانب أطراف الاتفاق النووي.

وحسب تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية، شدد مصدر رفيع المستوى بوزارة الخارجية الإيرانية، على أن هذه الرسالة أمريكية وموجهة مباشرة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، وتكشف عن أن باب مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي يضيق، وأن على طهران اختيار في أي معسكر تريد أن تكون.

مبادرة قطرية للحوار

حسب مصدر الصحيفة الكويتية، قدم بن عبدالرحمن خلال زيارته لطهران، مبادرة قطرية لترتيب لقاء مشترك بين ممثلين عن إيران والولايات المتحدة في الدوحة، وقد أصدرت إيران ردًّا إيجابيًّا بهذا الشأن، وباتت الكرة في ملعب إدارة بايدن، لتقرر ما إذا كانت ستوافق على المبادرة القطرية أم لا.

وأضافت “الجريدة” في تقريرها أن طهران أبلغت الجانب القطري أنها تفضّل أن يكون اللقاء غير مباشر، بين مبعوث إدارة بايدن للشأن الإيراني روبرت مالي، ونائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين علي باقري كني.

لقاء سري

حسب تقرير “الجريدة”، جمع لقاء سري بين روبرت مالي، وسفير إيران بالأمم المتحدة سعيد إيرواني، قبل نحو أسبوعين. وإيرواني هو أحد المشرفين البارزين على ملف الحوار مع السعودية، وكذلك أحد المؤثرين في ملف المفاوضات النووية.

وأشار التقرير إلى أن الجانب الأمريكي حث خلال اللقاء، على ضرورة أن تفرج طهران عن السجناء الأمريكيين لديها، على سبيل المبادرة بحسن النية، وحذر من أن واشنطن قادرة على خنق الاقتصاد الإيراني.

الحوار مع الخليج

زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن عبد الرحمن، بغداد أمس الخميس 2 فبراير 2023، بعد تصريحات عراقية مدعومة من نيابيين موالين لطهران، بشأن استكمال جهود سابقة لرعاية حوار إيراني سعودي غير مباشر. ونقلت صحيفة الجريدة عن مصدر بالخارجية الإيرانية، أن وزير الخارجية القطري شدد خلال زيارته لطهران، على أن دول مجلس التعاون الخليجي تتمسك بالحوار مع إيران.

وأوضح المصدر أن دول الخليج ترفض التصعيد في المنطقة، وأن قطر مستعدة لترتيب حوار خليجي إيراني، قد يضم دولًا عربية أخرى، وأشار المصدر أيضًا إلى أن العراقيين يبذلون جهودًا لترتيب انعقاد الجلسة السادسة من الحوار الإيراني السعودي في بغداد، خلال الأسبوعين المقبلين.

وحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، شدد وزير الخارجية السعودي، خلال زيارته لبغداد، على ضرورة الحفاظ على استقرار المنطقة وتخفيف التوتر بالحوار، وعلى أن البلدين “يعملان معًا لتخفيف التوتر في المنطقة وتعزيز استقرارها”، وذلك بعد أيام من إعلان رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني، أنه يتوقع جولة جديدة للحوار بين السعودية وإيران في بغداد.