دعوة إياتا للتعايش مع “كوفيد-19”.. خطوة على طريق تعافي قطاع الطيران

ولاء عدلان

المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي: "بعد مرور عامين على الأزمة الصحية، أصبحنا نمتلك الخبرة الضرورية لإيجاد حلول مبسطة لاستئناف الرحلات الجوية مع اعتبار كوفيد-19 مرضًا متوطنًا"


ولاء عدلان

كوفيد-19 بات مرضًا متوطنًا، يمكن للإنسان التعايش معه من خلال الأدوات التي تتيح له السفر وممارسة حياته الطبيعية، بما فيها اللقاحات والأدوية العلاجية.

بهذه الكلمات، دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني في 25 يناير 2022، حكومات العالم إلى تسريع وتيرة تخفيف القيود المفروضة على السفر، مشيرًا إلى أن المسافرين باستثناء بعض الحالات القليلة، لا يساهمون في زيادة مستوى الخطورة الصحية.. فهل يشهد العام 2022 خطوة أكبر باتجاه تعافي قطاع الطيران ووقف نزيف الخسائر في واحد من أهم القطاعات الاقتصادية عالميًا؟

دعوة للتعايش مع كوفيد

دعوة «إياتا» تأتي في أعقاب نصيحة مماثلة أصدرتها منظمة الصحة العالمية، في 20 يناير الجاري، برفع قيود السفر الدولية، بعد أن ثبت فشلها في الحد من انتشار السلالة الجديدة لفيروس كورونا  المستجد “أوميكرون”.

وحث الاتحاد الدولي للنقل الجوي على إزالة جميع قيود السفر، بما فيها الحجر الصحي والاختبارات، للمسافرين الحاصلين على أحد اللقاحات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وإتاحة فرص السفر دون الحاجة للحجر الصحي للمسافرين غير الحاصلين على اللقاح، الذين يحملون نتيجة سلبية لاختبار الإصابة بكوفيد-19 صادرة قبل المغادرة، نظرا للدور الثانوي للمسافرين في انتشار الفيروس.

قيود السفر أمر عبثيّ

بيان «إياتا» قال إن كل الدلائل تشير إلى أن كوفيد-19 بات مرضًا متوطنًا، ناقلًا عن المدير العام للاتحاد، ويلي والش اعتباره فرض قيود السفر حاليًا أمرًا عبثيًّا، فالمشكلة كما يرى تكمن في وجود كوفيد-19 نفسه.

أضاف والش في البيان أن “بعد مرور عامين على الأزمة الصحية، أصبحنا نمتلك الخبرة الضرورية لإيجاد حلول مبسطة لاستئناف الرحلات الجوية، مع اعتبار كوفيد-19 مرضًا متوطنًا، ونلاحظ أن المسافرين، باستثناء بعض الحالات القليلة، لا يساهمون في زيادة مستوى الخطورة الموجودة في الدول التي يسافرون إليها، بالتالي؛ لا ضرورة لتطبيق قيود إضافية عليهم”.

تدابير محدودة التأثير

هنا، أشار بيان «إياتا» إلى دراسة أجرتها أخيرًا شركة “أوكسيرا آند إيدج هيلث” البريطانية لصالح مطار “مانشستر”، أكدت محدودية تأثير قيود السفر على انتشار متحور أوميكرون، وتوصلت إلى أن تطبيق التدابير الإضافية التي فرضتها المملكة المتحدة لمواجهة المتحور منذ نوفمبر 2021، أخرت ذروة موجة انتشار المتحور مدة لا تتخطى 5 أيام وخفّضت عدد الإصابات 3% فقط.

تقتصر هذه الدراسة على المملكة المتحدة، لكن يبدو جليًّا مدى تدني تأثير قيود السفر على مستوى انتشار الوباء، لذلك سارعت بريطانيا وفرنسا وسويسرا لدى إدراكها هذا الأمر إلى إزالة قيود السفر، ما يتعين على باقي حكومات العالم أن تفعله، وفقًا لرئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي.

اعتراف رسمي بالفشل

خلال الأسبوع الماضي، دعت منظمة الصحة العالمية دول العالم إلى إزالة أو تخفيف قيود السفر، لانعدام فائدتها، ومساهمتها في تعزيز الضغوط الاجتماعية والاقتصادية عالميًّا.

وقالت في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني في 19 يناير 2022، إن “فشل قيود السفر في احتواء انتشار أوميكرون يظهر عدم فاعلية مثل هذه الإجراءات بمرور الوقت، كما أن إجراءات مكافحة كورونا يجب أن تستند إلى التقييم والمخاطر وليس تعقيد حياة المسافرين الدوليين”.

ما وراء التحذير؟

في أكتوبر الماضي 2021، رفع «إياتا» توقعاته لخسائر قطاع الطيران العالمي إلى 201 مليار دولار بين عامي 2020 و2022، محذرًا من أن استمرار قيود السفر من شأنه أن يفاقم هذه الخسائر.

وتوقع الاتحاد -في تقرير نشره عبر موقعه الإلكتروني- أن يسجل القطاع خلال 2021 خسائر بـ51.8 مليار دولار، و11.6 مليار دولار خلال 2022، مقارنة بـ137.7 مليار دولار حجم الخسائر في 2020، كما توقع أن يصل إجمالي عدد الركاب الدوليين في العام الجاري  2022 إلى 3.4 مليار مسافر، ارتفاعًا من 2.3 مليار في 2021، لكنه ما زال أقل من مستوى الـ4.5 مليار المسجل في 2019.

متى يعود قطاع الطيران إلى مستويات ما قبل الجائحة؟

نتائج حركة الركاب العالمية لعام 2021، التي نشرها «إياتا»، في 25 يناير 2022، أظهرت أن الطلب الدولي على السفر انخفض في العام الماضي بنسبة 75.5% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة في 2019، فيما انخفضت السعة التي تقاس بعدد المقاعد المتوافرة لكل كيلومتر بنسبة 65.3%.

ووفقًا لدراسة نشرها الاتحاد في نوفمبر الماضي 2021، فإن عودة قطاع الطيران إلى مستويات ما قبل الجائحة ستكون خلال الأعوام من 2024 إلى 2026، وبحسب ما قاله رئيس الاتحاد ويلي والش، في البيان الأخير، “يجب ألا نسمح بتعطل قطاع السفر مستقبلًا أو فرض قيود جديدة، فنحن بحاجة إلى تدابير عملية تسهّل التعايش مع الفيروس، ولا تؤدي إلى فقدان التواصل بين أجزاء العالم، ويجب اعتبار السفر أمرًا بسيطًا كحضور تجمّع عام أو ركوب حافلة”.

ربما يعجبك أيضا