محاولة اغتيال دونالد ترامب وانسحاب جو بايدن من الانتخابات الرئاسية الأمريكية وضعت المرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور، في غياهب النسيان، رغم ظهوره مرة أخرى أمام الناخبين من خلال سلسلة أحداث لم تزد فرصة فوزه بالسباق.
ولا يزال ابن شقيق الرئيس المغتال ــ الذي قُتل والده أيضًا خلال حملة عام 1968 ــ يترشح كمستقل، وبعد فشله في التأهل للمناظرة الرئاسية نهاية يونيو الماضي على قناة “سي إن إن”، تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي، ويحصل الآن في المتوسط، على 5% من نوايا التصويت، مقابل 45% لدونالد ترامب وكامالا هاريس، وهو ما يعتبر انخفاضًا مذهلًا مقارنة بنسبة 20% التي حصل عليها خريف 2023.
دب ميت
يقول “راديو كندا“: في 4 أغسطس الجاري كانت هاريس وترامب حازمين بشأن موعد ومكان مناظرتهما المستقبلية، وبينما واصلا الاثنان عملية حشد الناخبين بالولايات الرئيسية، كشف المرشح الرئاسي الثالث المستقل روبرت كينيدي جونيور، عن تخلصه من دب ميت في سنترال بارك.
وأوضح الراديو أنه في خريف عام 2014، استحوذت القصة على خيال الأمريكيين، حيث صادف المارة الذين كانوا يسيرون مع كلابهم، جثة دب أسود صغير بجوار دراجة مهجورة وسط مانهاتن، بنيويورك. وأثار هذا الاكتشاف السخط وعدم الفهم في جميع أنحاء البلاد، كيف وصل الوحش إلى هناك؟
Looking forward to seeing how you spin this one, @NewYorker… pic.twitter.com/G13taEGzba
— Robert F. Kennedy Jr (@RobertKennedyJr) August 4, 2024
وبعد 10 أعوام وخلال حملة انتخابية مشتعلة، اعترف المرشح الرئاسي بأنه كان وراء الحادث، وأنه صادف الدب في الصباح عندما كان يصطاد بالصقور؛ بعدما صدمته شاحنة تقودها امرأة وقتلته، حيث وضع الدب في سيارته “لأنني كنت أنوي سلخ جلده ووضع اللحم في ثلاجتي”.
دودة أكلت جزءًا من دماغه
لكن الوقت لم يسعف جونيور لتحقيق هدفه، وبالعودة إلى نيويورك، تخلص من الجثة التي تزن 20 كيلوجرامًا في سنترال بارك وحاول إخفاء فعلته بوضع دراجة هوائية في نفس المكان.
وفي وقت سابق من هذا العام، أثار جونيور مرة أخرى الدهشة بين الأمريكيين عندما روى في إحدى المقابلات أن دودة دخلت دماغه وأكلت جزءًا منه قبل أن تموت في جمجمته.
ووفقا للراديو فإن مسيرة المرشح المستقل المليئة بهذا النوع من الحكايات تلقي بظلالها على برنامجه السياسي، الذي يكافح من أجل الترويج له، ورغم ذلك لا زال يمكنه التأثير على منافسيْه في الخامس من نوفمبر المقبل، لأنه يحتفظ في المتوسط بنسبة 5% من نوايا التصويت على المستوى الوطني.
الرئيس السابق
على الرغم من هامشية الرقم، يتابع راديو كندا، فمن المرجح أن يؤدي هذا الجزء من الناخبين إلى الإرباك يوم الانتخابات، فدونالد ترامب وكمالا هاريس، المتنافسين في استطلاعات الرأي، سينخرطون بلا شك في معركة متقاربة حتى النهاية، وخاصة بالولايات الرئيسية.
كان روبرت الأب كينيدي (يسار) المساعد السياسي الرئيس لأخيه جون كينيدي (يمين).
إذا نجح في تحقيق نتائج جيدة في استطلاعات الرأي، فمن المؤكد أن ذلك ليس بسبب مواقفه السياسية، كما يعتقد هوارد جولد، أستاذ العلوم السياسية في كلية سميث، مشيرًا غلى أن اسم الرئيس السابق جون كينيدي يقوم بالكثير.
ولد روبرت جونيور عام 1954، وهو نجل المدعي العام السابق والسيناتور الديمقراطي روبرت إف كينيدي، شقيق ومستشار مقرب للرئيس السابق جون كينيدي.
تغير طفولته
كان المرشح المستقل في شبابه شغوفًا بعالم الحيوان وخاصة الصقور، لكنه منغمس في السياسة، حيث أصبح منزل العائلة بهيكوري هيل في ولاية فيرجينيا، مقرًا خلال الحملة الانتخابية ورئاسة عمه.
كان روبرت كينيدي جونيور شغوف بالصقور
اغتيال عمه في عام 1963، وروبرت في التاسعة من عمره فقط، وفيما بعد اغتيال والده، الذي رشح نفسه عن الحزب الديمقراطي بعد خمس سنوات، أدى إلى تغيير طفولته. حيث يقول بلا حرج أن هذه الأحداث دفعته إلى الهيروين لملأ الفراغ الذي شعر به أثناء دراسته.
يعد روبرت كينيدي جونيور أيضًا من بين أولئك المقتنعين بأن هذه الاغتيالات تم تدبيرها من قبل عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي آيه”، كما أنه ناشط منذ فترة طويلة في مجال مكافحة اللقاحات، ويتحدث علنًا عن ارتباطها المفترض بالتوحد ويدير مؤسسة للدفاع عن صحة الأطفال.
الترشح للرئاسة
خلال فترة وباء كوفيد 19، تم حظر حسابات منظمته على وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تنشر معلومات مضللة، وهو ما دفعه للترشح “بدأت أقول لنفسي إن الطريقة الوحيدة التي لن أتعرض فيها للرقابة ستكون الترشح للرئاسة”.
ويشتبه بعض أقاربه في أنه قفز إلى الساحة من أجل إكمال العمل الذي لم يتمكن والده من تحقيقه، وقرر دخول السباق عام 2023 ليفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، قبل أن ينسحب ليخوض السباق بمفرده، بينما عارض أفراد أسرة كينيدي ذات النفوذ بالإجماع تقريبًا ترشيحه.
وفقا لراديو كندا، لا يبدو أن روبرت كينيدي جونيور قد ورث الدم الأزرق الديمقراطي من سلالته، فهو أحيانًا يميل إلى اليسار، وأحيانًا لليمين، وأخرى مترددًا، فاليسار بالنسبة له ليس الأفضل ولا اليمين، و”الأفضل هو الأفضل” هكذا يصف مواقفه.
حماس وإسرائيل
على وجه الخصوص، يَعِد روبرت بأن يكون أفضل رئيس في التاريخ الأمريكي فيما يتصل بالمسائل البيئية، وبرغبته في إنهاء الحروب الأبدية، لكنه يؤكد في الشرق الأوسط أن الخيار الوحيد أمام إسرائيل هو إبادة حماس، ما يثير الشكوك حول اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمه جو بايدن.
في عام 2008، تحدث روبرت كينيدي جونيور عن وجود معادن ثقيلة في اللقاحات وارتباطها المفترض بمرض التوحد.
وبحسب البروفيسور هوارد جولد، الناخبون لا يتذكرون مواقفه السياسية حقًا، ما يتذكرونه هو قصة الدب أو قصة دودة الدماغ، فهو يقود حملة انتخابية خجولة للغاية حتى الآن، وأصبحت أفكاره السياسية في الخلفية، ويعود آخر حدث رسمي لحملته الانتخابية إلى 9 يوليو.
يشن فريق روبرت كينيدي حملة خجولة حتى الآن.
الترشح كمستقل
تختلف عملية الترشح كمرشح مستقل باختلاف الولايات، حيث يتعين على كيندي الابن أن ينفق الكثير من المال وينخرط في صراعات قانونية لمجرد الحصول على مكانه في بطاقة الاقتراع، إلى جانب الديمقراطيين والجمهوريين.
ولمساعدته في هذه المهمة على وجه التحديد، اختار روبرت المليارديرة نيكول شاناهان لتكون نائبته، فهذه المحامية وسيدة الأعمال تستثمر ملايين الدولارات لهذا الغرض.
نيكول شاناهان، نائبة روبرت كينيدي
وفقًا لصحيفة “ذا هيل”، فقد تم تحقيق ذلك رسميًا في نحو 15 ولاية حتى وقت كتابة هذا التقرير، بما في ذلك ميشيجان وكارولينا الشمالية، والتي ستكون حاسمة في 5 نوفمبر. ومع ذلك، أكد فريق حملته في 12 أغسطس أنه استوفى المتطلبات في جميع الولايات ومقاطعة كولومبيا.
مرشح الكارهين
وفقًا لهوارد جولد، كان روبرت كينيدي جونيور حتى انسحاب الرئيس جو بايدن، مرشح الكارهين المزدوجين، أولئك الذين لم يحبوا جو بايدن ولا دونالد ترامب.
وأوضح أن هذا النوع من المرشحين يفقد الدعم بشكل عام مع اقتراب الانتخابات، لأن الناخبين لا يريدون إضاعة أصواتهم، وبالفعل، عندما قفزت هاريس إلى المعركة الانتخابية لخلافة بايدن، انخفض دعم المرشح المستقل بمقدار النصف، واستقر عند حوالي 5%.
روبرت جونيور كينيدي
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1950626