دور محوري.. هكذا أثر نصر الله في لبنان والمنطقة

محمد النحاس
حسن نصرالله

يُعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في الشرق الأوسط، بحسب مقال لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية. 

وقاد نصر الله الحزب منذ عام 1992، بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي على يد إسرائيل، وخلال مسيرته، حوّل نصر الله حزب الله من مجموعة مقاومة تهدف إلى طرد القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان إلى قوة إقليمية تشارك في صراعات خارجية، بما في ذلك الحرب السورية ودعم الميليشيات الموالية لإيران في العراق واليمن.

التنظيم الأكثر تسليحًا في العالم

تحت قيادته، أصبح حزب الله أحد أهم الفاعلين العسكريين والسياسيين في لبنان، حيث تطورت الحركة من مجرد مليشيا إلى تنظيم يسيطر على الحياة السياسية في البلاد، بحسب مقال واشنطن بوست المنشور في 28 سبتمبر 2024. 

حزب الله ليس فقط حزبًا سياسيًا بل يمتلك جناحًا عسكريًا يتفوق في قوته على الجيش اللبناني، حيث وصفه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تقرير عام 2018 بأنه “أكثر الجهات غير الحكومية تسليحًا في العالم”.

محطات بارزة

كان نصر الله يُعتبر أيضًا واجهة لتحالف قوي بين حزب الله وإيران، مما أتاح لطهران توسيع نفوذها إلى البحر المتوسط وعلى حدود إسرائيل، بحسب المقال. 

وعلى مدى سنوات، تمتع نصر الله بدعم قوي من النظام الإيراني، مما مكنه من بناء قوة عسكرية كبيرة وشبكة اجتماعية واسعة تخدم الطائفة الشيعية في لبنان، من مدارس ومستشفيات إلى برامج دعم اجتماعي.

وفي عام 2006، قاد نصر الله حزب الله في حرب ضد إسرائيل استمرت 34 يومًا، ونجح الحزب في التصدي للقوات الإسرائيلية التي عجزت عن تحقيق النصر، حيث عززت هذه الحرب مكانة نصر الله ورفعت من شعبيته، بحسب طرح واشنطن بوست. 

دور محلي وإقليمي 

رغم كل ذلك، كانت قيادته لحزب الله مثارًا للانقسام داخل لبنان، فبينما كان يُعتبر بطلًا في أوساط الطائفة الشيعية، كان يُنظر إليه من قِبل الطوائف السنية والمسيحية والدروز كقوة مدمرة للهيكل السياسي اللبناني الهش.

وحسب المقال، يُتهم حزب الله بالانخراط في سلسلة من الاغتيالات السياسية التي هزت البلاد، أبرزها اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، ورغم عدم إثبات تورط مباشر لحزب الله في الاغتيال، إلا أن محكمة دولية أدانت أحد أعضاء الحزب بالتآمر في العملية.

دور حزب الله في الحرب الأهلية السورية كان نقطة تحول بارزة، بدعمه للنظام السوري، انخرط حزب الله في صراع معقد زاد من الانقسام الطائفي في المنطقة لكن نصر الله رأى  أن دعمه لدمشق هو جزء من محاربة “مؤامرة غربية” تهدف إلى إسقاط المحور الإيراني. وفي المقابل رأى الكثيرون في الداخل اللبناني أن هذا التدخل جر البلاد إلى صراع خارجي ليس لها مصلحة فيه.

أزمات لبنان 

رغم الأزمات المتكررة في لبنان، من انهيار اقتصادي هائل إلى تفجير مرفأ بيروت عام 2020، ظل نصر الله شخصية محورية، يستخدم خطاباته الطويلة عبر وسائل الإعلام لإيصال رسائل إلى مؤيديه ومعارضيه على حد سواء، حيث كانت خطبه دائمًا مليئة بالتفاصيل والشروحات السياسية والدينية.

لكن مع انهيار الاقتصاد اللبناني، وتفاقم الأزمات المعيشية، بدأت تظهر علامات من الاستياء حتى بين جمهور حزب الله، إذ لم يعد الحزب قادرًا على توفير نفس الدعم الاجتماعي والاقتصادي الذي كان يقدمه في الماضي.

كما أن العقوبات الأمريكية على إيران، المصدر الرئيسي لتمويل حزب الله، ساهمت في تقليص قدرات الحزب المالية، ما دفعه إلى تخفيض ميزانيته بشكل ملحوظ، رحيل نصر الله يشكل خسارة كبيرة ليس فقط لحزب الله، بل أيضًا لإيران التي اعتمدت عليه كأداة رئيسية لتعزيز نفوذها في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا