دول إفريقيا تفقد بريقها في أعين الشركات العالمية

أحمد السيد

أظهر تقرير من وكالة “بلومبرج”، الاثنين 22 أبريل 2024، أن الدول في قارة إفريقيا بدأت تفقد بريقها في عيون الشركات العالمية، بعد سنوات من التفاؤل بنمو الاقتصادات.

وأضاف التقرير، أن الشركات الكبرى من وزن باير ونستله ويونيليفر، بدأت تخفض عملياتها في إفريقيا بعد سنوات من التفاؤل تجاهها.

نستلة توقف إنتاج نسكويك في جنوب إفريقيا

توقفت شركة نستله عن إنتاج مشروب الشوكولا بالحليب المجفف نسكويك في جنوب إفريقيا في أغسطس، وبيّنت أن سبب ذلك كان تراجع الإقبال.

قبل ذلك بعام، تخلت شركة “يونيليفر” (Unilever) عن إنتاج مستحضرات العناية المنزلية وتنظيف البشرة في نيجيريا بهدف”الحفاظ على الربحية”، في حين أوكلت عملاقتا صناعة الأدوية “باير” (Bayer) و”جي إس كي” (GSK) توزيع منتجاتهما لشركات مستقلة في كينيا ونيجيريا.

يأتي ذلك بعدما توافدت قوافل من الشركات متعددة الجنسيات إلى إفريقيا في العقود الماضية، منجذبة إلى النمو السريع الذي شهدته القارة وشباب سكانها وتنامي الثروة فيها، إلا أن تحديات العمل فيها، مثل تدهور قيمة العملات المحلية وتعقيدات البيروقراطية وانقطاعات التيار الكهربائي واكتظاظ الموانئ بدأت تفوق الإيجابيات.

النتيجة لا توازي الجهد المبذول

قال رئيس مجلس الإدارة السابق للوحدة الإفريقية في والمارت كوسيني دلاميني الذي يرأس حاليًا غرفة التجارة الأميركية في جنوب إفريقيا، إن النتيجة “لا توازي الجهد المبذول.. يجب أن يدق ذلك جرس إنذار لدى السلطات الإفريقية، إن لم تكن لديكم بيئة مواتية لنمو الأعمال وتوسعها، فستُتركون على قارعة الطريق”.

يتجلى هذا الانسحاب بشكل أوضح في الدول الثلاث التي تختارها عادة الشركات متعددة الجنسيات للتمهيد لنشاطها في القارة، أي كينيا وجنوب إفريقيا اللتين تضمان طبقة وسطى كبيرة نسبيًا، ونيجيريا التي يزيد عدد سكانها عن 200 مليون، إذ يوازي اقتصاد هذه الدول الثلاث 44% من اقتصاد دول إفريقيا جنوب الصحراء مجتمعة، فيما يوازي عدد سكانها 30% من سكان إفريقيا جنوب الصحراء.

أثار تردد الشركات متعددة الجنسيات في توسيع عملياتها أو حتى الحفاظ عليها عند مستوياتها الحالية إحباط القادة الأفارقة المستميتين لخفض البطالة والحد من الاعتماد على السلع كمحرك للاقتصاد.

تأثير البنية التحتية السيئة وتشديد القوانين

في هذا الصدد، قال الرئيس الكيني ويليام روتو إن الصناعة قادرة على رفع تصنيف بلاده إلى مصاف الدول ذات الدخل المتوسط بحلول عام 2030، إلا أن البنية التحتية السيئة وتشديد القوانين الناظمة يضعفان التنافسية ويعيقان النمو الاقتصادي.

على سبيل المثال، “نستله” التي كانت تدرس زيادة الإنتاج في كينيا قالت إنها قررت تقليص العمليات في منشأتها الوحيدة هناك، إذ ستستمر في صناعة بعض المنتجات مثل المعكرونة الصينية من علامة “ماجي”، لكنها خفضت نشاطها في بعض الأجزاء من المنشأة ليقتصر على تغليف بعض الأطعمة المستوردة مثل طعام الأطفال المصنوع من الحبوب “سيريلاك”.

أكبر شركة قهوة في العالم تغلق مصنع كينيا

كانت أكبر شركة قهوة في العالم “نيومان جروب” (Neumann Gruppe) أعلنت في يناير عزمها إغلاق مصنعها في كينيا، بالإضافة إلى وحدة تابعة لها تقدم مساعدات تمويلية وتسويقية للمزارعين، وستكتفي بنشاط وحيد يتعلق بزراعة البن لأهداف التصدير.

تقرّ الشركة بأن ذلك سيؤدي لأن يفقد بعض الناس وظائفهم، لكنها لم تحدد العدد، عازية قرارها إلى مرسوم حكومي صدر عام 2020 يمنع الشركات من التسويق للقهوة وتصنيعها في وقت واحد، ويلزمها بالاختيار بين النشاطين.

ربما يعجبك أيضا