ذاكرة «رؤية» 5 يوليو| ذكرى استقلال الجزائر

محمود سعيد

مؤخرا أعادت فرنسا رفات العشرات من الثوار الجزائريين وفتحت أرشيفها الوطني حول حرب الجزائر


تحتفل الجزائر في 5 يوليو بالذكرى 60  لاستقلالها عن فرنسا بعد 132 عامًا من احتلال استيطاني استئصالي، استشهد في عهده ما يزيد على 5 ملايين جزائري.

واستهدف الاحتلال الفرنسي تذويب هوية الجزائريين ومحو اللغة العربية وفصل روابط البلاد عن محيطها العربي والإسلامي، وفرنسة المجتمع، وإثارة النعرات العرقية بين العرب والأمازيغ، ولكنه في النهاية فشل وانتصرت ثورة الشعب بعد كفاح طويل.

أهم المجازر التي سبقت استقلال الجزائر

في 8 مايو 1945، ارتكبت قوات الاحتلال الفرنسي مجازر شرق الجزائر العاصمة، وبالتحديد في مناطق سطيف وقالمة وخراطة، ذهب ضحية تلك المأساة، حسب تقديرات رسمية، 45 ألف شهيد، لمجرد أنهم خرجوا للاحتفال بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ووعدت فرنسا الشعب الجزائري بالاستقلال بمجرد انتهاء الحرب، ولكنها نكثت بوعودها.

وفي 17 أكتوبر 1961، ألقت الشرطة الفرنسية مئات الجزائريين مكبلين في نهر السين بباريس، ما أسفر عن استشهاد العشرات، واعتقال الآلاف الذين تحدّوا قانون حظر التجول الذي منع الجزائريين المقيمين في فرنسا من الخروج نصرة لثورة بلادهم.

الجزائر واتفاقيات إيفيان

بعد نضال وكفاح الشعب الجزائري خلال سنوات ثورة التحرير بين عامي 1954 و1962 التي تكبد فيها الاحتلال خسائر فادحة، اضطر الجيش الفرنسي في 18 مارس 1962 لوقف القتال بعد توقيع اتفاقيات “إيفيان” التي مهدت الطريق لإعلان استقلال الجزائر في 5 يوليو من العام نفسه، بعد استفتاء لتقرير المصير انهى بموافقة  نحو 99.72% على الاستقلال.

الرئيس الجزائري وكلمة للأمة

قال الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، إنه “على قناعة من أن الشعب الجزائري الذي تمكن بالأمس من دحر أعتى قوة استعمارية، قادر اليوم على مواجهة كل التحديات وتجسيد الجزائر الجديدة على أرض الواقع”، وجدد تعهده بمواصلة مسار تطوير قدرات الجيش الوطني، ومواصلة تطوير القوات والرفع من قدراتها القتالية وجاهزيتها العملياتية لمواكبة المستجدات.

وأضاف أنه وبالنظر إلى “المكانة المرموقة التي يحظى بها الجيش الشعبي في وجدان الأمة التي لا يمكن بأي حال أحوال أن تتزعزع. بل تزداد مثانة وصلابة. ونظرًا لمكانته الريادية ضمن مؤسسات الدولة والجهود التي بذلها لمنع انهيار الدولة خلال سنوات التسعينيات، والحفاظ على أمانة الشهداء وإرساء موجبات الاستقرار”.

الموقف الجزائري الثابت

كان تبون قال العام الماضي، وفقا لـ”وكالة الأنباء الجزائرية” إن “الاستعمار الفرنسي قتل على مدار 132 عامًا نصف سكان بلاده، في جرائم لا تسقط بالتقادم، وإن القمع الدموي الوحشي للاحتلال الاستعماري الغاشم سيظلّ وصمة عار في جبين قوى الاستعمار التي اقترفت في حقّ شعبنا طيلة 132 سنة، جرائم لا تسقط بالتقادم، رغم المحاولات المتكررة لتبييضها”.

وتابع أن “عدد ضحايا جرائم الاستعمار تجاوز 5 ملايين ونصف المليون ضحية من كل الأعمار”، ووصف “جرائم الاستعمار” بأنها “ضد الإنسانية، وتخالف القيم الحضارية لأنها قامت على التطهير العرقي لاستبدال السكان الأصليين واستقدام غرباء”.

فرنسا والجزائر

أخير، أعادت فرنسا رفات العشرات من الثوار الجزائريين، وفتحت أرشيفها الوطني بشأن حرب الجزائر، ولكنها في الوقت نفسه، طلبت الصفح من “الحركيين” الجزائريين لأنها تخلت عنهم، وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في سبتمبر الماضي، بقصر الإليزيه حيث أقيم حفل لتكريم من قاتلوا إلى جوار الاحتلال ضد الشعب الجزائري.

وقبل أيام، أثار عميد البرلمانيين بفرنسا، خوسي غونزاليس، غضبًا في الجزائر بعد كلمة مجّد فيها الحقبة الاستعمارية الفرنسية، وقال للصحفيين: “الكثير من الجزائريين يتمنون عودة الاستعمار، لو أخذتكم إلى هناك وبالضبط إلى الجبل ستجدون جزائريين يسألون متى ستعود فرنسا؟”

ربما يعجبك أيضا