ذا ناشيونال نيوز | في 2022.. لا وقت للخوف

آية سيد

رؤية

ترجمة – آية سيد

كان العام الجديد سيبدأ دائمًا تحت ظلال الجائحة. لكن مع انتشار متحور أوميكرون على نطاق واسع وبوتيرة سريعة، لن يكون من السهل ترويض الفيروس خلال الـ12 شهرًا القادمة. لقد ترك كوفيد-19 وراءه مسارًا من الموت، والألم والأحلام المحطمة لعامين تقريبًا.

بالطبع، فيروس كورونا ليس المصدر الوحيد لمشاكلنا اليوم. لقد ترك العام 2021 قائمة من الأزمات  – الاقتصادية، والسياسية والجيوسياسية  – التي نحتاج لمعالجتها بشكل عاجل في 2022.

بعيدًا عن الجائحة، فإن الأزمات الأكبر التي تؤثر على العالم ذات طبيعة جيوسياسية.

تستمر التوترات في أوروبا الشرقية، حيث يتنافس الناتو وروسيا على النفوذ. إن اهتمام أوكرانيا بالانضمام إلى الناتو والتوسع التدريجي للتحالف الأمني الغربي إلى ما تعتقد روسيا أنها دائرة نفوذها أقلقوا موسكو بشكل كبير. ربما تحول المحادثات المقررة في 10 يناير في جنيف بين روسيا والدول الأعضاء في الناتو دون وقوع صراع شامل، لكن تبقى شكوك حول ما إذا كان الناتو سيُلبي مطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإبرام شيء يشبه المعاهدة بضمانات مكتوبة.

يتطلب توازن القوى قيادة قوية من كل الأطراف، وهو شيء يفتقر إليه الغرب حاليًا.

هذه مشكلة بوجه خاص في أوروبا بعد استقالة أنجيلا ميركل من منصب المستشار الألماني العام الماضي. يُعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخليفة الطبيعي في دور القائد الفعلي لأوروبا، لكنه بصدد إعادة الانتخاب هذا العام. في الوقت نفسه، أولاف شولتس، المستشار الألماني الجديد، يركز حاليًا على التحديات الحالية.

تواجه الولايات المتحدة أيضًا أزمة قيادة تحت رئاسة جو بايدن. لقد اعتاد العالم على رؤية قيادة أمريكية استباقية وحاسمة لكن إدارة بايدن عجزت في هذا الصدد. ويمكن أن تصبح أكثر ابتذالًا إذا حصل الحزب الجمهوري المعارض على أغلبية المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين – كما هو متوقع عقب الانتخابات النصفية لهذا العام.

إلا أنه لن تكون هناك أزمة قيادة في الصين. من المتوقع أن يعيد المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الحاكم انتخاب شي جين بينج رئيسًا هذا العام. ربما يتوقع المرء تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين – خاصة حول مستقبل تايوان، التي تمتلك علاقات مع واشنطن لكن تعتبرها بكين مقاطعة منشقة.

بعيدًا عن الجائحة، الأزمة الكبيرة الأخرى التي تهم من يعيشون في الشرق الأوسط، وما وراءه أيضًا، هي برنامج الأسلحة النووية الإيراني – وبالتبعية، منافستها الجيوسياسية مع إسرائيل.

إن محادثات فيينا المتقطعة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا، قد تؤدي إلى تقدم كبير لكن إذا فشلت المحادثات، لا يمكن استبعاد المواجهة العسكرية بين الخصمين الإقليميين.

لقد أرسلت طهران عدة رسائل إلى إسرائيل ضمن سياق برامجها المتعددة لتطوير الأسلحة. لقد حذرت من إنها ستسرع برنامجها النووي إذا فشلت المحادثات. وأصرت إنها أصبحت قادرة عسكريًا أكثر من أي وقت مضى وأن ميزان القوة مع إسرائيل تغير. وتعهدت أيضًا بإنها ستتصدى للضربات السرية المستقبلية على مواقعها النووية، بعد ادعاء تورط إسرائيل في الماضي. إنها تقول إنها تظل ملتزمة بتدمير إسرائيل وإنها واثقة من أن إدارة بايدن لن تتدخل عسكريًّا إذا اندلعت حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل.

هناك رأيان حول الطبيعة المحتملة للصراع المستقبلي بين الدولتين.

يقترح الأول أن الحرب السيبرانية سوف تستمر بلا هوادة، حيث تُصعّد إسرائيل عملياتها الاستخباراتية والسرية المزعومة، وأن إيران لن تسعى إلى مواجهة مباشرة بسبب مخاوف من أن هذا سيترك حزب الله – الوكيل المدعوم إيرانيًّا في لبنان، الذي يشارك حدودًا مع إسرائيل – عرضة للخطر.

يقترح الرأي الثاني أن لبنان قد يصبح بالفعل مسرحًا للحرب. يُزعم أن طهران تخطط لتوسيع دعمها العسكري لحزب الله في الأيام والأسابيع المقبلة – خاصة إذا فشلت محادثات فيينا. ونظرًا لاحتمالية حدوث أي من بؤر التوتر المذكورة أعلاه، لا شك في أن العام الجديد يجلب معه أكثر من حصته العادلة من القلق. لكن العيش في خوف ليس علاجًا للتحديات التي نواجهها في 2022، حيث من المهم أن نحدد ماهية هذه التحديات بالضبط.

وبالنسبة لمن حالفهم الحظ للنجاة من هجمة الجائحة، هناك أسباب للأمل. تمامًا مثلما الصراع وشيك دائمًا، كذلك أيضًا الاكتشافات المذهلة، والتقدم العلمي والتكنولوجي والتغيير الاجتماعي والسياسي الإيجابي. لقد شهدنا هذا حتى في الماضي القريب.

على كل المستويات، من الفردي إلى المجتمعي إلى الوطني إلى متعدد الأطراف، علينا أن نُذكّر أنفسنا أننا شركاء في رسم مستقبلنا الجماعي. وبالتالي، هي مسئوليتنا أمام أنفسنا وأمام الأجيال المستقبلية أن نجد حلولًا بدلًا من التشاؤم – خاصة وأن 2022 قد بدأت لتوّها.

للاطلاع على الرابط الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا