«ذا هيل» تتساءل: إلى متى يستمر الجيش البريطاني قوة عظمى؟

عمر رأفت
«ذا هيل» تتساءل: إلى متى يستمر الجيش البريطاني قوة عظمى؟

تحدث المسؤول السابق في الحكومة الأمريكية والكاتب في صحيفة ذا هيل عن إمكانية تراجع قوة الجيش البريطاني، خاصة في ظل محدودية ميزانية الإنفاق الدفاعي الخاصة به وتراجع عدد الأفراد.


نشرت صحيفة ذا هيل الأمريكية، مقالًا للمسؤول الأمريكي السابق، دوف زاخيم، عن قدرة الجيش البريطاني على الاستمرار كأحد أقوى جيوش العالم.

وافتتح زاخيم مقاله بتصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة في عهد الرؤساء الأمريكيين، نيكسون وفورد وكارتر، وهو الجنرال جورج براون، الذي وصف الجيش البريطاني، في عام 1979، بأنه “مثير للشفقة”.

جيش يصيب بالمرض

قال براون، في ذلك الوقت، إن الجيش البريطاني لم يعد قوة عالمية عظمى، واصفًا ما يفعله في البروتوكولات الخاصة به بالأمر المخزي، ويجعل من يراه مصابًا بالمرض.

وذكر زاخيم، في مقاله، أنه بعد 6 سنوات من تصريحات براون، أي في العام 1982، هزمت القوات البريطانية الأرجنتين في حرب فوكلاند، وفي عام 1991، قاتلت بريطانيا إلى جانب الولايات المتحدة في حرب الخليج الأولى، ضد الرئيس العراقي السابق، صدام حسين. وفعلت ذلك في أفغانستان، ومرة ​​أخرى في العراق، ووصف الكاتب الأمريكي أدائها في هذا الوقت بأنه كان جيدًا.

تراجع بمعدلات خطيرة

أضاف الكاتب الأمريكي أنه مع الأخذ في الاعتبار كل المعلومات السابقة، فإن جنرالًا أمريكيًّا، لم يكشف عن اسمه، أعطى رأيًّا سلبيًّا للغاية بشأن ما وصفه بحليف الولايات المتحدة الموثوق به.

في ذات الوقت، قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، لشبكة سكاي نيوز البريطانية، إن البريطانيين لم يعد يُنظر إليهم على أنهم قوة قتالية ذات طراز رفيع.

وأشار زاخيم، في مقاله، إلى أنه لا يوجد شك في أن الجيش البريطاني يتراجع بمعدل خطير ومرعب، ليس هذا فقط، بل يتناقص كل فترة، منوهًا بأن قوام الجيش حاليًا يبلغ 78 ألف فرد، قابل للنقصان وليس الزيادة.

جودة الأسلحة والمعدات

حسب زاخيم، تقلص الأسطول البحري البريطاني إلى أقل من 20 سفينة، وأحدث حاملة طائرة له هي الملكة إليزابيث، التي وصفها الكاتب بأنها لا تستطيع إطلاق أو استرجاع الطائرات، موضحًا أن هذه القاعدة تحتوي فقط على طائرات من طراز إف 35 بي، التي يمكنها فقط الإقلاع والهبوط عموديًا.

وأشار زاخيم، في مقاله، إلى أن الغواصات الـ10 التابعة للبحرية، لم تصل إلى ربع قوة نظيرتها الأمريكية، في حين تمتلك بريطانيا أقل من 300 طائرة ثابتة الجناحين، وانخفض المخزون البريطاني الخاص من الذخيرة إلى حد كبير، بسبب تقديم مساعدات لأوكرانيا.

وقال إنه في الوقت الذي أيد فيه رؤوساء الوزراء البريطانيين السابقين، بوريس جونسون وليز تراس، زيادة هائلة في ميزانية الجيش البريطاني وزيادة الإنفاق الدفاعي، لم يتحمس رئيس الوزراء الحالي، ريشي سوناك، لهذه الفكرة.

متطلبات الناتو

أشار الكاتب الى أن بريطانيا أوفت بمتطلبات الناتو، بتخصيص 2% من ناتجها المحلي الإجمالي لميزانيتها الدفاعية، وإنفاق 20% من تلك الميزانية على المعدات العسكرية،ولكن هذا لتطوير الجيش، خاصة في ظل نمو التكلفة الحقيقية في المشتريات الدفاعية.

وشدد على أن الاقتصاد البريطاني ينمو بوتيرة بطيئة للغاية، مقارنة بالاقتصادات الرئيسة في العالم، خاصة مع النقص المستمر في العمالة، فضلًا عن معدل الإنتاج البطيء، والاحتمالية الضئيلة لحدوث انتعاش في الناتج المحلي الإجمالي.

واشنطن تحتاج حليفًا قويًّا

استنادًا للأسباب السابقة، أشار زاخيم إلى أن القوات البريطانية ستستمر في الانكماش، ما لم تزد ميزانيتها الدفاعية أعلى بكثير من الرقم الحالي البالغ 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأنهى زاخيم مقاله لـ ذا هيل بأنه في ظل الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، وأيضًا تصاعد الصين كقوة عظمى تنافس الولايات المتحدة الأمريكية، تحتاج واشنطن إلى حليف قوي، مثل بريطانيا، لمواجهة التحديات المقبلة.

ربما يعجبك أيضا