ذعر بين الديمقراطيين بشأن بايدن.. ومخاوف من كارثة انتخابية

تصاعد القلق بين الديمقراطيين بشأن أهلية الرئيس جو بايدن للترشح لولاية جديدة

بسام عباس
قلق بين الديمقراطيين بشأن بأيدن والانتخابات الرئاسية

أعلن عدد من الديمقراطيين عن مخاوفهم بشأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليس فقط بشأن فرصه، ولكن أيضًا بشأن قدرة الحزب على الاحتفاظ بمجلس الشيوخ والفوز بمجلس النواب.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرًا تناولت مواقف الديمقراطيين بشأن أداء الرئيس جو بايدن في المناظرة الرئاسية الأولى ضد دونالد ترامب.

رعب المناظرة

قالت الصحيفة، في تقرير نشرته الأربعاء 3 يوليو 2024، إن القلق يتصاعد بين الديمقراطيين بشأن أهلية الرئيس جو بايدن للترشح لولاية رئاسية ثانية، بل خرج ذعر الديمقراطيين إلى العلن، بعد أن دعا عضو في الكونجرس بايدن إلى الانسحاب، كما عبر عدد كبير من المسؤولين البارزين عن مخاوفهم.

وذكرت أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطي طلب ضمانات من البيت الأبيض بشأن “حالة” بايدن، وأن “تكون الحالة المرعبة التي ظهر فيها خلال المناظرة الأولى ضد دونالد، هي ليست الحالة العامة له”، كما عبر السيناتور شيلدون وايتهاوس من رود آيلاند، حيث قال إنه شعر “بالرعب” من أداء الرئيس في المناظرة.

وأضافت أن النائب لويد دوجيت من ولاية تكساس، أصدر بيانًا قال فيه إن “أداء بايدن في المناظرة، والذي كان يأمل أن يمنح الرئيس زخمًا للتعويض عن ضعفه مقارنة بـ “دونالد ترامب”، ومنعه من الترشح مرة أخرى، وبدلًا من طمأنة الناخبين، فشل الرئيس في الدفاع بفعالية عن إنجازاته وفضح أكاذيب ترامب”.

تصاعد القلق

أوضحت الصحيفة الأمريكية أن الغالبية العظمى من الديمقراطيين، بما في ذلك قادة الحزب، لا تزال تدعم بايدن، والقليل من المنتقدين، الذين تجرأوا على التعبير عن مخاوفهم، ليسوا لاعبين رئيسيين في الحزب أو لديهم أتباع كثر. ولكن مع سريان القلق بشأن أداء بايدن المتعثّر في المناظرة أواخر الأسبوع الماضي، بدأ عدد متزايد من الديمقراطيين في التعبير عن إحباطاتهم.

وأشارت إلى أن تصاعد القلق بين المشرعين والاستراتيجيين والناشطين ينبع من خوف مزدوج، ليس فقط من أن تعثر بايدن سيكلفه خسارة البيت الأبيض، ولكنها ستجعل من المستحيل على الديمقراطيين الفوز في السباقات الحاسمة التي سيخوضونها في مجلسي النواب والشيوخ، وبالتالي حرمانهم من الرقابة الحاسمة على سلطة رئاسة ترامب المحتملة.

وقال النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي، مايك كويجلي، لشبكة “سي إن إن” إنه “من الواضح أنّه يجب أن يفهم أنّ قراره لا يؤثر فقط على من سيخدم في البيت الأبيض خلال السنوات الـ4 المقبلة، بل على من سيخدم أيضًا في مجلس الشيوخ والنواب، وسيكون لذلك آثار على مدى عقود قادمة”.

دعم بايدن

قالت الصحيفة إن العديد من الديمقراطيين يشعرون بقلق عميق، فقد أدرك الديمقراطيون في سباقات الكونجرس في جميع أنحاء البلاد منذ فترة طويلة أنّهم سيحتاجون إلى التفوق على بايدن من أجل الفوز بمقاعدهم، وبهذا المعنى، قال العديد من نشطاء الحزب الذين يعملون في سباقات الكونجرس إن أداء السيد بايدن لن يؤثر كثيراً على استراتيجيتهم.

وأضافت أن كبار الديمقراطيين، في الوقت الحالي، يعبرون عن دعمهم القوي لبايدن، وقال السيناتور تشاك شومر من نيويورك، زعيم الأغلبية، خلال ظهوره في سيراكيوز يوم الثلاثاء إنّ الرئيس مؤهل للخدمة، وأضاف: “أنا مع جو بايدن”.

ومن جانبها، قالت رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، إنّه “من المشروع” طرح التساؤلات عمَّا إذا كانت حالة بايدن في المناظرة هي حالة عامة أو وضع استثنائي، مشيرة إلى أن إجابات ترامب كان كذبًا، وصرح متحدث باسمها أن لديها “ثقة كاملة” في بايدن وتتطلع إلى حضور حفل تنصيبه في يناير 2025.

توحيد الجهود

لفتت الصحيفة إلى أن بعض الديمقراطيين يعتقدون أنه إذا بقي بايدن في السباق واستمر في التخلّف عن ترامب في استطلاعات الرأي، فقد يركز الحزب والمانحون الرئيسيون أموالهم وطاقتهم على محاولة الاحتفاظ بمجلس الشيوخ والفوز مجددًا بمجلس النواب بدلًا من التنافس على الرئاسة.

وأضافت أنه هذه هي الطريقة التي تعامل بها الجمهوريون مع انتخابات عام 1996، حيث كان مرشحهم الرئاسي “بوب دول” متأخراً بشكل سيئ، وأدت جهودهم إلى السيطرة على الكونجرس، ما أعاق ولاية “بيل كلينتون” الثانية مثلما يأمل الديمقراطيون في القيام به خلال إدارة ترامب الثانية.

من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي السياسي الديمقراطي المخضرم، ستيف جاردينج: “قد يقول الديمقراطيون: من الأفضل أن نعمل معًا وإلا فقد نخسر كل شيء”، لافتًا إلى أن “الرأي العام الأمريكي يبدو أنه يحب الحكومة المنقسمة”.

ربما يعجبك أيضا