أردوغان يصل الإمارات لتعزيز آفاق التعاون المُشترك

أميرة رضا

زيارات ومباحثات مُتبادلة، شهدت مرحلة تقارب غير مسبوقة في العلاقات الإماراتية التركية، بهدف تعزيز جسور التواصل والتعاون بين الجانبين، لتقوية العلاقات الاستراتيجية ونقلها إلى مستوى أكثر تقدمًا.


ظهرت آلية تعزيز العلاقات بين البلدين جليًا في القمم المتواصلة والمباحثات المكثفة والزيارات المتبادلة، والعدد الكبير لاتفاقيات التعاون بين الجانبين في الآونة الأخيرة، لاسيما وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عصر اليوم (الإثنين) إلى الأراضي الإماراتية في زيارة رسمية، لدفع العلاقات نحو آفاق واسعة من التعاون المُثمر.

وصول أردوغان

وصل رئيس الجمهورية التركية، منذ قليل، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، وكان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مقدمة مستقبليه والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة.

وقبيل توجهه لأبوظبي، علق أردوغان على زيارته الرسمية للبلاد، عبر حسابه الرسمي بـ”تويتر”، مشيرًا إلى أن “تركيا بدأت حقبة جديدة في العلاقات التركية الإماراتية من خلال اللقاء الذي عُقد مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أنقرة، نوفمبر الماضي”، مضيفًا: “اليوم نتوجه إلى أبو ظبي لتعزيز هذا الزخم الذي اكتسبته علاقاتنا”.

 

وتابع: ”إن الحوار والتعاون بين تركيا والإمارات العربية المتحدة لهما أهمية كبيرة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا بأكملها.. نحن لا نفرّق بين أمننا واستقرارنا، وأمن واستقرار جميع الدول الشقيقة في منطقة الخليج”.

وأوضح: “تُعد الإمارات إحدى أهم شركائنا التجاريين، مع وصول حجم التجارة بيننا إلى 8 مليارات دولار، من بينها نحو 5.5 مليارات دولار لصادراتنا.. إضافة إلى تقديمها مساهمات كبيرة في بيئة الاستثمار الديناميكية في تركيا”.

وأتم أردوغان تغريداته قائلًا: “أنا على ثقة إننا خلال هذه الزيارة، سنتخذ الخطوات التي من شأنها تشكيل الخمسين عامًا الجديدة من صداقتنا وأخوّتنا مع الإمارات التي تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها..أدعو الله سبحانه وتعالى أن تعود لقاءاتنا بالفائدة والخير على الجميع”.

ورحبت الإمارات بزيارة الرئيس التركي عبر مجموعة من المظاهر الاحتفالية منها عرض مرئي على واجهة برج خليفة، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الأيقونية الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي، إلى جانب تفعيل اللوحات الإلكترونية في الطرقات الرئيسية لاستعراض رسائل الاحتفاء بالشراكة بين البلدين.

أهداف الزيارة

تأتي زيارة أردوغان إلى الإمارات، لنقل التعاون إلى مستويات أكثر تقدمًا، وترجمة ما يتمتع به البلدان من ميزات اقتصادية واستثمارية وتكنولوجية إلى أرقام تُعزز النمو وتدعم أوجه التنمية المختلفة.

ومن المقرر أن تستمر الزيارة إلى يومين بداية من اليوم الموافق 14 فبراير الجاري، وحتى غدًا (الثلاثاء).

ستتناول اللقاءات التي ستجري على هامش الزيارة، العلاقات الثنائية بين الجانبين على كافة الأصعدة، وبحث سُبل تعزيز التعاون بينها.

إلى جانب العلاقات الثنائية، سيتم خلال اللقاءات تبادل وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية، على أساس مفهوم إحلال وحماية السلام والاستقرار.

وعلى هامش الزيارة، من المنتظر أن يتم توقيع عدد من الاتفاقيات التي من شأنها المساهمة بشكل كبير في تقوية أرضية العلاقات الثنائية.

في هذا الصدد، وبحسب “بلومبرج”، قال مكتب الرئيس التركي إنه من المتوقع أن الدول ستوقع مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات الاستثمار والزراعة والصناعة والتكنولوجيا الفائقة ومجالات أخرى، بالإضافة إلى اتفاقية للتعاون في النقل البري والبحري.

وسيجري الرئيس أردوغان زيارة إلى المعرض الدولي “إكسبو 2020 دبي”، وسيزور الجناح التركي في المعرض الذي تم تحديده كيوم وطني لتركيا في المعرض.

نقلة نوعية

شهدت العلاقات الإماراتية – التركية في نهاية عام 2021، نقلة نوعية، تزامنت مع زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتركيا، تلبية لدعوة وجهها الرئيس التركي له، لتكون هذه الزيارة محطة رئيسية في مسيرة تعزيز العلاقات بين البلدين، التي ترتكز على المصالح المشتركة بينهما.

ووقع الجانبان خلال الآونة الأخيرة عددًا من الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم بين البلدين، منها 10 اتفاقيات ومذكرات تعاون أمنية واقتصادية وتكنولوجية.

يشكل الجانب الاقتصادي إحدى أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين، ففي عام 1984 وقعت الدولتان اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، تبعتها اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي والتجاري.

مؤخرًا، بلغت قيمة التجارة بينهما في النصف الأول من عام 2021 أكثر من 26.4 مليار درهم، بقفزة نمو بلغت 100%، مقارنة بالمرحلة نفسها من عام 2020.

وأعلنت الإمارات تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار، في تركيا يُركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة والصحة والغذاء.

تأتي تركيا في المرتبة الـ11 بين أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالميًا، والشريك التجاري الأكبر لتركيا في منطقة الخليج.

وتوجد نحو 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي، ويُعد قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية في تركيا، إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.

وبلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الإماراتي إلى تركيا نحو 18.4 مليار درهم في نهاية عام 2020، فيما بلغ رصيد الاستثمارات التركية في الإمارات حتى بداية عام 2020 أكثر من 1.3 مليار درهم.

وتركز الاستثمارات التركية في الإمارات على قطاعات البناء والتشييد، والعقارات، والقطاع المالي والتأمين، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات.

صفحة إيجابية

من جانبه، علق المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، الدكتور أنور قرقاش، على زيارة أردوغان، أمس، مشيرًا إلى أنها تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزز جسور التواصل والتعاون الهادفة إلى الاستقرار والازدهار في المنطقة.

وأضاف عبر حسابه الرسمي بـ”تويتر”: “الإمارات مستمرة في تعزيز قنوات التواصل مع مختلف الدول حرصًا منها على دعم استقرار وازدهار المنطقة”.

 

ربما يعجبك أيضا