أوروبا في خطر.. تطورات الأزمة “الروسية الأوكرانية” بعيون الصحف الأمريكية

رنا أسامة

تحتل الأزمة الأوكرانية صدارة اهتمام الإعلام العالمي مع تسارع التوترات بشكل لافت بين الغرب وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من جهة ورسيا من جهة أخرى، وتلوح نُذر التصعيد العسكري بالمنطقة.


تحدّثت صحف أمريكية، اليوم (الجمعة)، عن أخطاء إدارة الرئيس جو بايدن في التعامل مع الأزمة، وتحذير الناتو من لحظة خطيرة تواجه أمن أوروبا بالتزامن مع دعوة الأمريكيين لمغادرة كييف فورًا، الأمر الذي ألقى بظلاله على سعر الفائدة الروسية مع ارتفاع معدلات التضخم في موسكو.

أخطاء بايدن في إدارة أزمة أوكرانيا

أبرزت مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية بمعهد “أمريكان إنتربرايز” كوري شاك، في مقال رأي بصحيفة نيويورك تايمز، أخطاء الإدارة الأمريكية في التعامل مع أزمة روسيا وأوكرانيا، موضحة أن الإدارة اتخذت قرارات عديدة صائبة لإدارة الأزمة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الرئيس الأمريكي نفسه.

ورأت شاك أن “قرارات بايدن بشأن الأزمات والحروب في العراق وأفغانستان تتأثر بطبيعته الانعزالية، بما في ذلك اختياره مستشارين متشابهين في التفكير وتفكيره المتزمّت، وغطرسته واقتناعه بأنه دائمًا على حق، الأمر الذي قاده إلى أخطاء غير قسرية في أزمة أوكرانيا”، متابعةً: “علينا أن نشعر بالامتنان لوجود بايدن في منصبه خلال الأزمة وليس ترامب المعروف بعدائه وإعجابه بالسلطوية”.

ورجحت مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية بمعهد “أمريكان إنتربرايز” أن تتجنب الولايات المتحدة الحرب مع روسيا من خلال دعم دبلوماسية تعزيز الردع بدلًا من إطلاع الخِصم بمخاوفها، موصية بايدن بتحسين أدائه.

تحذير من “لحظة خطيرة” في أزمة أوكرانيا

في الوقت الذي وصلت فيه جهود حل أزمة أوكرانيا دبلوماسيًا إلى طريق مسدود، عرجت واشنطن بوست في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى تحذير كبار مسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو) من “لحظة خطيرة” تواجه أوروبا، تزامنًا مع التدريبات الروسية العسكرية الكبرى قرب حدود كييف، والتي يراها محللون أنها بمثابة غطاء لهجوم، مشيرة إلى دعوة الرئيس جو بايدن للأمريكيين لمغادرة أوكرانيا على الفور، وأن “الأمور قد تسوء بسرعة”، نظرًا لتزايد مخاطر تحرك عسكري روسي.

في الوقت نفسه، نوّه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين خلال زيارة إلى ملبورن في 11 فبراير الجاري، بأن الغزو قد يحدث في أي وقت مع استمرار الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا. وقال بعد اجتماع مع نظرائه من تحالف “الحوار الأمني الرباعي” الأسترالي والهندي والياباني (كواد): “ببساطة، لا نزال نرى مؤشرات مقلقة تنذر بتصعيد روسي”.

ومن المُقرر أن يجتمع وزراء دفاع الناتو الأسبوع المقبل لبحث زيادة الإنفاق الدفاعي للحلف وعملياته العسكرية وسبل احتواء روسيا.

رفع الفائدة الروسية مع عقوبات غربية وشيكة

أبرزت وول ستريت جورنال رفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة 1% إلى 9.5% سنويًا، وهو أعلى مستوى له منذ 5 أعوام، بالتزامن مع ارتفاع التضخم وتهديدات غربية بعقوبات تستهدف النظام المالي في روسيا على وقع الأزمة الأوكرانية، وألمح المركزي الروسي في بيان في 11 فبراير الجاري، لاحتمالية رفع سعر الفائدة مجددًا بسبب ارتفاع معدلات التضخم.

كانت الفائدة الروسية ارتفعت 7 مرات العام الماضي لتصل في ديسمبر 2021 إلى 8.5% سنويًا.

وأشارت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن ثمّة دلائل قليلة على انهيار العملة الروسية مع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب، من بينها أن الروبل فقد قوته مقابل الدولار الأمريكي في أسواق الصرف الأجنبية خلال الأسابيع الأولى من العام الجاري، لكنه استقر منذ ذلك الحين مع تواصل الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي. ومع ذلك، يقول خبراء الاقتصاد إن المركزي الروسي لا يزال قلقًا.

وكتبت الخبيرة الاقتصادية بمؤسسة أكسفورد إيكونوميكس، تاتيانا أورلوفا، في مذكرة: “التقلبات المفاجئة في سعر الصرف الروسي لا تزال واردة، فالتوترات الجيوسياية محتدمة رغم موجة الدبلوماسية الأوروبية الأخيرة التي تقلل من فرص نشوب صراع عسكري بين روسيا وأوكرانيا”.

ربما يعجبك أيضا