كيف يبدو صعود شركات التكنولوجيا العملاقة في 2022؟

بسام عباس

أداء الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا خلال جائحة كورونا يدفعها لتوسيع نطاق تأثيرها في الاقتصاد.. ماذا تقول الأرقام؟


توترت سوق الأوراق المالية مؤخرًا، بعد انخفاض طفيف بأسعار أسهم العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة مثل أبل وجوجل، وتراجع كبير لأسهم أخرى بنحو الثلث مثل فيسبوك ونتفلكس.

وفي مقال نشرته صحيفة  نيويورك تايمز الأمريكية، قال الكاتب فرهاد مانجو، إن ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا أدى إلى جزء كبير من صعود سوق الأسهم في عام 2021، وساهم انخفاضها كثيرًا في هبوط السوق، في حين أن مؤشر إس أند بي 500 تراجع بنحو 7% في عام 2022 بسبب تخوفات المستثمرين من متحور أوميكرون وغيره من التحديات العالمية.

نمو كبير في الشركات التكنولوجية

أوضح مانجو في مقاله أنه من المعقول توقع المشكلات في المستقبل لبعض أكبر الشركات في العالم، بسبب متحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون، والتضخم، وارتفاع أسعار الفائدة المحتمل على الدولار الأمريكي، والحرب المحتملة في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، والاحتجاجات الشعبية ضد قيود كورونا في كندا، وهي كلها عوامل غير متوقعة سيطرت على الاقتصاد العالمي.

وقال مانجو إن شركات أمازون وأبل وجوجل ومايكروسوفت أعلنت عن نمو كبير في 2021، وحتى أرباح فيسبوك المخيبة للآمال كانت نسبية، فقد نمت بـ35% متراجعة من 60% في 2020. وأيضًا ذكر المختص في الصحافة التكنولوجية بموقع “ذا فيرج” تشايم جارتنبرج، أن عائدات أبل نمت بأكثر من 90 مليار دولار في 2021، أي أكثر من إيراداتها في 2020 بنحو الثلث، رغم النقص العالمي في رقائق الكمبيوتر. وكانت مبيعات أمازون في 2021 أعلى بـ67% من 2019، وكانت عائدات جوجل في 2021 أعلى بـ60% تقريبًا.

الحافز وراء نمو عمالقة التكنولوجيا

قال فرهاد مانجو إن الأمر لا يقتصر على أن الجائحة دفعت الكثيرين لاستخدام التكنولوجيا، فالصفقة الأكبر هي أن الجائحة كشفت مقدار المساحة المتبقية في حياتنا لإضافة المزيد من التكنولوجيا، لكي تصبح شاشاتنا هي البوابة الرئيسة التي من خلالها تلتقط حفنة من الشركات جزءًا من كل ما نفعله.

وأضاف أن شركة أبل، على سبيل المثال، حققت مكاسب ضخمة من بيع الأجهزة، إلا أن مبيعات آي فون ارتفعت وانخفضت على مدى نصف العقد الماضي، وهو أمر منطقي، ونمت مبيعات أي فون في عام 2021 بـ9% أكثر من 2020، ولكن لا شيء مثل النمو الذي شهدته أبل مع آي فون في سبتمبر 2020.

وهكذا تحولت شركة أبل إلى الاشتراكات والخدمات الأخرى عبر الإنترنت من أجل النمو، وهي طريقة أساسية للنمو ليس فقط عن طريق بيع المزيد من أجهزة آي فون، ولكن عن طريق الحصول على المزيد من الأموال من كل مستخدم، فقد أعلنت أبل أنه خلال عام 2020 نمت إيرادات المبيعات بـ24% مقارنة بالعام السابق.

أعمال إضافية بأساليب تبدو مستحيلة

أفاد مانجو بأن دور الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا لا يقتصر على اكتساب المزيد من العملاء لأعمالها التقليدية فحسب، بل تعمل أيضًا على توسيع أعمالها الإضافية بأساليب تبدو مستحيلة. فمن جهة، لم تكن أمازون، على سبيل المثال، مجرد بائع تجزئة لا يقهر وأكبر مزود للخدمات السحابية، بمعدل إيرادات نحو 71 مليار دولار أمريكي.

وكشفت أمازون أيضًا أن نشاطها الإعلاني حقق 31 مليار دولار في عام 2021. أما مايكروسوفت فقالت إن إيرادات إعلاناتها تجاوزت 10 مليارات دولار. وجدير بالذكر أن الإعلانات تمثل جزءًا صغيرًا من الأعمال التجارية لكلتا الشركتين، فإعلانات أمازون التي حققت 31 مليار دولار لا تمثل حتى 10% من إيراداتها السنوية.

الثورة الصناعية الرابعة في التكنولوجيا

استشهد الكاتب بتقرير حديث كتبه المحللان في شركة الاستثمار ويدبوش للأوراق المالية، دان آيفز وجون كاتسينجريس، قالا فيه إن ما نراه الآن هو مجرد بداية انفجار طويل الأجل في أرباح التكنولوجيا، وقدَّرا أن الشركات ستنفق تريليون دولار على الخدمات السحابية خلال السنوات القادمة، ما يعني وجود مساحة أكبر لشركات التكنولوجيا لمواصلة النمو أكثر. ويقدر آيفز أن أعمال خدمات أبل وحدها قد تصل قيمتها إلى 1.5 تريليون دولار، مطلقًا على الازدهار الاستثماري القادم في مجال التكنولوجيا اسم “الثورة الصناعية الرابعة”.

واختتم مانجو مقاله بأنه من الصعب رؤية ما يقف في طريق شركات التكنولوجيا الكبرى، رغم أن المشرعين أعربوا عن قلقهم بشأن القوة السوقية العملاقة للتكنولوجيا، ولكن مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة لا يزال الجمهوريون والديمقراطيون على خلاف حول ما يجب فعله للحد من قوة عمالقة التكنولوجيا، فقد تتقلص نافذة سياسة جديدة لمكافحة الاحتكار.

ربما يعجبك أيضا