هل تصبح تركيا دولة المخدرات الأولى في الشرق الأوسط؟

بسام عباس

تساؤلات عما إذا كانت تركيا ستصبح دولة مخدرات ثالثة في الشرق الأوسط إلى جانب لبنان وسوريا


الانهيار المالي المستمر في تركيا وحاجتها المتزايدة إلى العملة الأجنبية يجعل النخبة السياسية في البلاد أكثر انجذابًا لأموال المخدرات.

نشر المحللان التركيان، أيكان أردمير، وكورشات جوك، مقالًا مشتركًا في مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، عن عمليات مصادرة الكوكايين في تركيا، قالا فيه إن تحول تركيا بالفعل إلى دولة مخدرات سيزيد الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال في المنطقة، وفي الوقت نفسه يمنح الجهات الفاعلة غير الحكومية فرصًا أكبر لاستغلال تركيا.

مركز رئيس للكوكايين في المنطقة

جاء اغتيال قطب الكازينو القبرصي التركي، خليل فاليالي، في فبراير الحالي، كأحدث حلقة في حروب تركيا السرية على تهريب المخدرات والتمويل غير المشروع، خاصة بعد أن اتهمه زعيم المافيا التركي، سادات بكر، بأنه فاعل رئيس في تجارة الكوكايين بالتواطؤ مع إركان يلدريم، نجل رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدريم، بحسب المقال.

ووفق سادات بكر، فإن تركيا التي كانت طريقًا رئيسًا منذ فترة طويلة لتجارة الهيروين، أصبحت مركزًا رئيسًا للكوكايين في ظل حكم حزب “العدالة والتنمية” بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، ما يثير تساؤلات عما إذا كانت تركيا ستصبح دولة مخدرات ثالثة في الشرق الأوسط إلى جانب لبنان وسوريا.

تواطؤ المسؤولين الأتراك

أضاف المحللان أن الكوكايين يصل إلى تركيا من ميناء بويرتو بوليفار في الإكوادور، الذي فازت شركة تركية مدعومة من الرئيس التركي  بمناقصة لمدة 50 عامًا في عام 2016، ما يثير مزيدًا من الشكوك حول تواطؤ المسؤولين الأتراك مع المتورطين في هذه التجارة.

وأوضح المقال أن ما يجعل إفلات الشخصيات المرتبطة بحزب العدالة والتنمية من العقاب أكثر وضوحًا للمواطنين الأتراك ليس عمليات القبض على الكوكايين الرئيسة في الموانئ البحرية أو المطارات، ولكن مشاركة كوادر الحزب منخفضة المستوى، وقد بات عديد من المواطنين الأتراك يشكون في أن كبار المسؤولين الأتراك يغضون الطرف عن زعماء المافيا ويسهلون تهريب المخدرات ويحمون المهربين.

نذير خطر

ذكر المحللان أن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، تفاخر بأن عمليات ضبط المخدرات في البلاد وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق منذ إنشاء الجمهورية التركية، لافتًا إلى أنه في عام 2021 وحده، صادرت الشرطة نحو 2.8 طن من الكوكايين.

وقالا إن ما قدمه وزير الداخلية على أنه قصة نجاح يبدو للآخرين نذيرًا بالخطر، فعمليات ضبط الكوكايين في البلاد شهدت ارتفاعًا ثابتًا على مدار السنوات الأربع الماضية، 1.5 طن في عام 2018، و1.6 طن في عام 2018، ونحو 1.9 طن في عام 2020.

غيض من فيض

ذكر المقال أن السلطات التركية صادرت في يونيو الماضي 1.3 طن من الكوكايين مخبأة في شحنة “موز” قادمة من الإكوادور إلى ميناء مرسين جنوب تركيا، ونصف طن آخر من الكوكايين مخبأ في شحنة أخرى إلى الميناء ذاته قادمة من أمريكا الجنوبية، وأن الحادثين يتجاوزان وحدهما الإجماليات السنوية للكوكايين المضبوطة في تركيا منذ بضع سنوات.

وقال المحللان التركيان إن “هذه الأرقام هي مجرد غيض من فيض، ولا تشمل جميع شحنات الكوكايين المتجهة إلى تركيا، هذا فقط ما ضبطته السلطات في موانئ الخروج بأمريكا اللاتينية”، وأشارا إلى أن الشرطة الكولومبية صادرت في يونيو الماضي 4.9 طنًا من الكوكايين في الميناء الجنوبي الغربي للبلاد، قبل وصولها إلى ميناء آمبارلي في إسطنبول.

تنوع طرق التهريب

يستخدم المهربون الطائرات أيضًا إضافة إلى الطرق البحرية التقليدية، ففي أغسطس الماضي، على سبيل المثال، ضبطت الشرطة البرازيلية 1.3 طن من الكوكايين على متن طائرة تركية خاصة كانت مملوكة سابقًا لرئيس الوزراء التركي، وتديرها الآن شركة خاصة لمرشح برلماني من حزب العدالة والتنمية.

وفي وقت سابق من العام الماضي، ضبطت الشرطة التركية أيضًا شحنة كوكايين في طريقها من كولومبيا إلى تركيا في مطار إسطنبول.

ربما يعجبك أيضا