جهاز أبوظبي للاستثمار يراهن على “الذكاء الاصطناعي” في إدارة أصوله

بسام عباس

مع التحديات الكثيرة واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة، ستواجه العديد من الصناديق السيادية صعوبة في إدارة محافظ كبيرة للدخل الثابت، ولذلك فليس غريبًا أن يسعى جهاز أبوظبي للاستثمار إلى تطوير تقنيات واستراتيجيات جديدة.

وعكف جهاز أبوظبي للاستثمار (أديا)، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، من خارج عالم التمويل التقليدي، على استقطاب العديد من الفيزيائيين والأكاديميين والمتخصصين في البيانات، لتشكيل فريق جديد، قوامه أكثر من 50 فردًا، يعتقد الصندوق أنه سيكون حاسمًا لمساعدته على التوسع في المشهد الاستثماري شديد التعقيد.

تطورات تكنولوجية في الاستثمار

أسس “أديا”، الذي يدير ثروة تقدر بنحو 700 مليار دولار، مركزًا للبحث والتطوير، على مدار العامين الماضيين، في محاولة لتقييم الاستثمارات بطرق أكثر منهجية وعلمية وذكاءً، وقدرة على الاستفادة من تقلبات السوق.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن هذه الخطوة إحدى أكثر التحولات الجذرية في التفكير بالنسبة للصندوق، الذي كان يُنظر إليه تقليديًا من بين الصناديق السيادية الأكثر تحفظًا، إلا أنه يتكيف مع التأثير الذي يحدثه الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية الأخرى على الاستثمار.

التخفيف من المخاطر المالية

“أديا” قال إن هناك تحولاً سريعًا في الأسواق في الفترة الحالية، وينبغي التعامل مع هذه المتغيرات بمزيد من المرونة والديناميكية لاستكشاف المزايا التنافسية، ونقلت الصحيفة البريطانية عن الأستاذ والخبير في علم الكم في جامعة كورنيل، ماركوس لوبيز دي باردو، الذي يشغل منصب الرئيس العالمي للبحث والتطوير الكمي في الجهاز، قوله: “إن وجود فريق داخلي معني بأبحاث الاستثمار يعني أن صندوق الثروة السيادية يمكنه التخفيف من العديد من مخاطر البحث المالي مثل اكتناز المعرفة”.

ومن بين أعضاء الفريق الآخرين الفيزيائي وأستاذ جامعة نيويورك، ألكسندر ميجدال، والرئيس المشارك السابق للمجموعة الكمية العالمية في بنك أوف أمريكا، ألكسندر ليبتون، الذي قال إن الفريق سيستمر في التوسع، ويوظف بنشاط خبراء ومفكرين في مجالات التعلم الآلي، والتطوير الاستراتيجي، وإنشاء المحافظ، وإدارة المخاطر، إضافة إلى المنصات الرقمية.

استكشاف المستقبل واستقطاب المواهب

قال “أديا” للاستثمار إن إنشاء المختبر كان جزءًا من عملية استمرت عقدًا من الزمان لزيادة التخصص في مجال خبرته، مع الحفاظ على قدرته على العمل مع شركائه الخارجيين، موضحًا أن نتائج الفريق ستكون متاحة لجميع فئات أصول الصندوق، وأن الفريق خرج بمجموعة من الأفكار الاستثمارية الجديدة ووضعها في مرحلة الإنتاج مع نتائج مشجعة.

زتنقل المجلة عن مدير أبحاث الثروة السيادية في مركز حوكمة التغيير في مركز آي إي، خافيير كابابي، إن جهاز أبوظبي للاستثمار كان يتبع خطى صندوقي الدولة السنغافوريين “تيماسيك هولدنغز” و”جي آي سي برايفت ليمتد”، اللذين يستثمران أيضًا في المزيد من الأساليب العلمية لإدارة الأموال، موضحًا أن “أديا” يستكشف المستقبل ما يفسر استقطاب المواهب.

نشاط زائد في فترة الجائحة

أنشئ جهاز أبوظبي للاستثمار عام 1976 بهدف استثمار الفائض من أموال حكومة أبوظبي في أنواع مختلفة من الأصول ذات المخاطر القليلة، ومنذ أن بدأ في نشر المراجعة السنوية لأول مرة خلال 13 عامًا الماضية، أعلن تغييرات في تخصيص الأصول مرتين فقط.

في العام 2012 عندما خفض المستوى المستهدف لانكشافه على أسهم الأسواق المتقدمة من 35-45% إلى 32-42%، وفي العام 2020 رفع الجهاز المستوى المستهدف للاستثمار في الملكية الخاصة من 2 – 8% إلى مستوى من 5 -10%، فيما رفع المستوى المستهدف للاستثمار في البنية التحتية من 1 -5% إلى 2 – 7%.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن أديا، مثل الصناديق السيادية الخليجية الأخرى، كان نشطًا طوال فترة الجائحة، ولا سيما إدارة الأسهم الخاصة، التي التزمت في 2020 بتوفير رأس مال لنشاطها أكبر من أي وقت مضى، من خلال تنفيذ 24 صفقة، ارتفاعًا من 18 صفقة في 2019، مع التركيز على آسيا.

مصادر بيانات بديلة

البروفيسور باتريك شينا، الذي يدرس صناديق الثروة السيادية في كلية فليتشر بجامعة تافتس، قال إن صناعة إدارة الأصول بأكملها تبحث عن مصادر بيانات بديلة، وأساليب تحليلية لتحديد الاتجاهات التي ربما لا تكون واضحة دون هذه المصادر، وفق ما ذكرته فاينانشيال تايمز.

وأضاف أن هذا يشمل وسائل التواصل الاجتماعي ومعلومات الشركات مفتوحة المصدر، لافتًا إلى أنه مع زيادة كفاءة الأسواق العامة مع “انتقال المعلومات بسرعة أكبر”، تحتاج الأموال إلى الاستجابة أسرع.

ربما يعجبك أيضا