قادة الجيش الأمريكي يطالبون بايدن بعودة قواتهم إلى الصومال.. لماذا؟

أحمد ليثي

الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قرر في اللحظات الأخيرة من حكمه سحب نحو 700 من أفراد فرق القبعات الخضر والقوات البحرية من الصومال.. ماذا تغير الآن؟


طلب الجيش الأمريكي من الرئيس، جو بايدن، نشر عدة مئات من قوات الكوماندوز في الصومال، للمساعدة في الحد من نشاط فرع تنظيم القاعدة هناك.

وفقًا لتقرير الصحفي الأمريكي مايكل فيلبس في وول ستريت جورنال، طلب القادة العسكريون من البيت الأبيض التراجع عن أمر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في اللحظة الأخيرة بسحب نحو 700 من أفراد فرق القبعات الخضر والقوات البحرية من الصومال.

لماذا لا يريد القادة الأمريكان الخروج من الصومال؟

ينقل فيلبس عن مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع، إنه منذ خروج القوات الأمريكية من الصومال في يناير الماضي، نلاحظ زيادة طفيفة في أنشطة حركة الشباب التابعة للقاعدة، مضيفًا: “لم يكن يوجد نشاط لحركة الشباب عندما سحبنا قواتنا من هناك، وبالتالي استغلوا حرية الحركة للتوسع”.

ووفق المسؤول، دربت القوات الأمريكية وحدة محلية خاصة لمحاربة حركة الشباب، لكن نقل البنتاجون معظم قوات الكوماندوز الأمريكية إلى جيبوتي وكينيا المجاورتين أوقف ذلك التدريب بالطبع، وبالتالي لم تستطع القوات الصومالية الموجودة هناك السيطرة على الوضع لعدم جاهزيتها.

لماذا سحب الرئيس ترامب القوات الأمريكية؟

وفق تقرير الصحفية الأمريكية، هيلين كوبر، المنشور في نيويورك تايمز نهاية العام 2020، أراد ترامب سحب القوات الأمريكية من الصومال، في إطار خطته لسحب جميع القوات الأمريكية من الدول الفاشلة والهشة في كل دول العالم، التي أرسلتها الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب وتدريب الجيوش الوطنية على التعامل مع الجماعات الإرهابية.

وأوضحت كوبر في تقريرها أن البنتاجون أرسل رسائل طمأنة إلى جميع الحكومات الإفريقية المتوترة فور سحب قواته من هناك، بأن الولايات المتحدة لا تنفصل عن إفريقيا، وهو ما صرحت به إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، بعدما وضعت هذا القرار قيد المراجعة في إطار التقييم العام لوجود القوات الأمريكية بالخارج.

لماذا يريد البنتاجون إرسال القوات؟

يقول فيلبس في تقرير في وول ستريت جورنال، إن البنتاجون يعد حركة الشباب أقوى فروع القاعدة في جميع أنحاء العالم، وتقدر قوتها بين 5 آلاف و7 آلاف مقاتل، ولذلك شنت الولايات المتحدة حرب عمليات خاصة ضد الجماعة منذ عام 2007.

من جهته، يطلب الجيش الأمريكي من الرئيس بايدن عودة القوات المتمركزة الآن في جيبوتي وكينيا للعودة إلى الصومال، لأن كبار الضباط لاحظوا أن الجنود المحليين يقاتلون بفاعلية بجانب المقاتلين الأمريكيين ذوي الخبرة. وصرّح عدد من القادة أيضًا بأن الخروج المتكرر للقوات الأمريكية يحمل في حد ذاته مخاطر غير ضرورية عليها.

هل يخطط بايدن لعودة القوات الأمريكية؟

قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، إيميلي هورن، إن الإدارة الأمريكية لن تعلق على نشر القوات المحتمل، ومن جهته، لم يتخذ الرئيس الأمريكي قرارًا في ما يخص نشر القوات الأمريكية مرة أخرى في الصومال وسط ترقب الحكومات الإفريقية لقرار بايدن.

من جهته، نقل الكاتب الأمريكي مايكل فيلبس، عن مسؤول عسكري كبير، لم يذكر اسمه، أنه يوجد شعور متزايد بأن الجيش سيحصل على كثير من القوات التي يحتاج إليها، وقال المسؤول: “سنتلقى الإذن قريبًا حتى نتمكن من أن يكون لنا وجود أكثر ثباتًا في الصومال”.

الجيش الأمريكي يعترف بزيادة نفوذ حركة الشباب

في تقرير لإذاعة صوت أمريكا، نُشر في يناير 2022، قال قائد القوات الأمريكية في إفريقيا، الجنرال ستيفن تاونسند، إن “تهديد حركة الشباب آخذ في الازدياد، وإذا لم نضغط على الحركة، فأنا قلق من أنهم سيشنون عدة هجمات قد تكسبهم عدة أراضٍ أخرى، فقد أعلنت الجماعة منذ عام 2019 أن المدنيين الأمريكيين أهداف مشروعة”.

يقول تقرير مايكل فيلبس، في وول ستريت جورنال، إن الحركة قتلت 67 شخصًا في مركز تسوق في نيروبي، عاصمة كينيا، في عام 2013. وبعد ذلك بعامين، قتل المسلحون ما يقرب من 150 شخصًا في جامعة جاريسا الكينية، على الحدود الصومالية، بحثًا عن المسيحيين لاستهدافهم بين الطلاب. وفي عام 2017، زُعِم أن الجماعة فجرت شاحنة مفخخة خلفت ما يقرب من 600 قتيل في مقديشو، عاصمة الصومال.

ما موقف الصومال؟

قال المحلل السياسي الصومالي المستقل، محمد مبارك، لوول ستريت جورنال، إن المسؤولين الحكوميين الصوماليين انزعجوا عندما سحب ترامب القوات الأمريكية الخاصة من هناك، لأن “حركة الشباب” بدأت في الانحسار أيامها، لكن لم يتوقع أحد أن تنتهي العملية دون سابق إنذار، خاصة أن القوات الخاصة الصومالية التي كانت تدربها القوات الأمريكية كانت هي القوات الوحيدة الجاهزة للقتال.

ومن جهتهم، لم يرد المتحدثون باسم الحكومة الصومالية على مكالمات ورسائل تطلب التعليق على احتمال عودة الأمريكيين، وهذا يعكس عدم يقين الحكومة الصومالية بشأن موقف الولايات المتحدة، ويثير تساؤلات متزايدة حول السياسة الغربية في مناطق مضطربة أخرى في إفريقيا.

ربما يعجبك أيضا