كوفيد طويل الأمد يُحدِث ثورة في الأبحاث الطبية.. كيف ذلك؟

آية سيد

للمرة الأولى, يصبح المرضى شركاء في كل مرحلة من مراحل عملية البحث عن علاج لكوفيد طويل الأمد.


يعاني بعض الأشخاص استمرار أعراض كوفيد، لفترة طويلة بعد التعافي، لذلك يعمل العلماء جاهدين، على إيجاد علاج فعال يقضي على الفيروس نهائيًّا.

في هذا السياق، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا، أمس 3 إبريل 2022، حول الأبحاث التي يجريها العلماء على كوفيد طويل الأمد، وكيف أن مشاركة المرضى تُحدث ثورة في مجال البحث الطبي للكثير من الأمراض الأخرى.

رحلة البحث عن علاج

تحدَّث التقرير عن تجربة ليزا فيشر، التي أُصيبت بكوفيد-19 في 2020، وبعد فترة قصيرة بدأ جسدها يعاني تشنجات تعيقها عن الحركة. بدأت ليزا رحلة علاج طويلة، استمرت 18 شهرًا، استشارت خلالها أطباء المناعة والقلب والأعصاب وغيرها من التخصصات، على أمل أن تجد علاجًا لحالتها.

وقالت ليزا، التي أصبحت تستخدم الكرسي المتحرك الآن: “لم تكن لديهم خبرة”. وهو الأمر الذي دفع ليزا إلى البحث عمَّن يعانون مثلها على الإنترنت والانضمام إلى مجموعة كبيرة من المواطنين الذين يسعون إلى أبحاث تستهدف علاج كوفيد طويل الأمد. ذلك أن الألم يجمعهم وقد يوحدهم الأمل في الشفاء.

ثورة في البحث الطبي

لفت التقرير إلى أن تجربة ليزا والآخرين مثلها تُحدِث ثورة في البحث الطبي، ليس فقط لعلاج كوفيد، بل لكثير من الحالات الأخرى. ولأول مرة يصبح المرضى شركاء في عملية البحث، عن طريق توثيق أعراضهم على الإنترنت وقت حدوثها، والمساعدة في التوصل إلى أسئلة واستراتيجيات لاستطلاعات الرأي ونشر النتائج.

وبحسب التقرير، فإن هذه أحدث خطوة في الفهم المتنامي، ذلك أن الشراكة مع المرضى ليست فقط هي الشيء العادل والمنصف الذي يتعين فعله، بل إنها بإمكانها أيضًا أن تحسن الأبحاث. وهذا ما حثَّ جامعتي ساوث كارولينا ويال، على إشراك المرضى في كل مرحلة من مراحل البحث.

اختلاف الأهداف

بحسب التقرير، يقول الخبراء إنه في كثير من الحالات تختلف الأهداف العلمية للباحثين عن أهداف المرضى، لا سيما خلال الجائحة عندما يمنح عدد ضخم من المرضى الأولوية لإيجاد علاج فوري. وفي هذا الشأن قال الأستاذ المساعد في قسم سياسة الخدمات الصحية بكلية أرنولد للصحة العامة بجامعة ساوث كارولينا، نبيل ناتفجي: “ما يهم صناع السياسة والأطباء لا يكون دائمًا هو ما يهم المرضى”.

وأضاف ناتفجي أن الجائحة أجبرت الباحثين على إعادة التفكير في أفضل طريقة لإشراك المرضى في الأبحاث، وجعلها مناسبة لهم. وذكر التقرير أن زملاء ناتفجي سجلوا 15 خبيرًا من المرضى كجزء من “استوديو مشاركة” افتراضي، سوف يشمل تجارب المرضى على مدار البحث.

حاجة مُلحة للعلاج

لفت التقرير إلى أن الحاجة لإيجاد علاجات لكوفيد طويل الأمد، أصبحت مُلحة على نحو متزايد، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية تتجه إلى قبول فيروس كورونا كتهديد دائم منخفض المستوى. وتُقدِّر الحكومة أن عددًا يتراوح من 7.7 إلى 23 مليون شخص، قد يعانون كوفيد طويل الأمد بالفعل.

وفي الشهر الماضي، قدّم السيناتور الديمقراطي، تيم كين، الذي لا يزال يعاني الوخز بعد إصابته بكوفيد في 2020، مشروع قانون بدعمٍ من جماعات مناصرة المرضى، لتوسيع موارد العلاج لكي تشمل الأشخاص الذين يعانون أعراض طويلة الأمد. وذلك في إجراء تشريعي يكافح من أجل القضاء على آلام المرضى.

أهمية إشراك المرضى

وفقًا لما جاء في التقرير، يقول الخبراء إن هذه العملية تتطلب إشراك الأشخاص الذين لديهم خبرة في التعايش مع كوفيد طويل الأمد من المراحل المبكرة. وهذا النهج يقلب العملية التقليدية التي تسير من أعلى إلى أسفل، والتي يصمم فيها الباحثون التجارب السريرية في المراكز الطبية الأكاديمية ويحتاجون من المرضى إلى أنْ يسيروا وفقًا لقواعدهم.

وبيّن التقرير أنه عادةً يذهب المتطوعون بأنفسهم إلى المختبرات، لتقديم العينات أو الأنواع الأخرى من التقييمات الشخصية. وفي أكثر الأحيان تُنشر النتائج في دوريات أكاديمية متخصصة، والتي تهدف أساسًا إلى الإجابة عن الأسئلة العلمية، وليس معالجة مخاوف المرضى الفورية.

تعريف كوفيد طويل الأمد

بحسب تقرير نشره موقع فوكس الأمريكي، في 31 يناير الماضي 2022، يظهر كوفيد طويل الأمد بعد الإصابة الحادة بكوفيد-19، وتشمل أعراضه ضيق النفس والإرهاق و”ضبابية الوعي” وقد تنطوي أيضًا على مجموعة من المشكلات المنهكة في القلب والدماغ والرئتين، والأمعاء وأعضاء الجسم الأخرى.

ووفقًا للتعريف العملي لمنظمة الصحة العالمية، تحدث أعراض كوفيد طويل الأمد عادةً، بعد ثلاثة أشهر من بدء أعراض كوفيد-19، وتستمر لمدة شهرين على الأقل. وأوضح التقرير أنه في بعض الحالات، تظهر الأعراض بعد شهور من التعافي أو بعد الإصابة بدون ظهور أعراض على المريض.

 

 

ربما يعجبك أيضا