تقرير أممي: الوعود «الجوفاء» تدفع باتجاه احترار كارثي.. ماذا ينتظر العالم؟

هالة عبدالرحمن

ارتفعت الانبعاثات 6% في عام 2021، ومتوقع ارتفاعها مرة أخرى هذا العام بما يتماشى مع مستوى النشاط الاقتصادي.


حذرت الأمم المتحدة من تطورات سلبية حال عدم التحرك جديًا لمواجهة التغيرات المناخية، منتقدةً ممارسات بعض الحكومات والشركات ووعودها الجوفاء تجاه الأزمة.

وقالت المنظمة الدولية، إن وعود العالم “الجوفاء” تدفع باتجاه احترار كارثي يبلغ 3 درجات مئوية، وأن الفرصة لا تزال سانحة لتجنب الأسوأ مع إحداث تغيير جذري في الاقتصاد ووقف ارتفاع الانبعاثات في أقل من 3 سنوات بدءًا بالتخلص من الوقود الأحفوري، وفقًا لـ“فايننشال تايمز”

تقرير الأمم المتحدة بشأن المناخ

شدد تقرير الأمم المتحدة حول حلول الاحتباس الحراري التي تأخرت من قبل كبار الملوثين، على أهمية إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

وتتجادل الولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية حول المسؤوليات عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وأدت المفاوضات المتوترة التي شاركت فيها الولايات المتحدة والصين، أكبر ملوثين في العالم، إلى تأخير تقرير تاريخي للأمم المتحدة.

الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري

خلص التقرير الأممي إلى أن النافذة الضيقة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ستتطلب التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والتحول لنظام الطاقة المكهربة وتخزين الكربون وخفض انبعاثات غاز الميثان. يذكر أنه شارك في صياغة التقرير النهائي 278 عالمًا و195 دولة، ويعد هو الأخير في سلسلة من ثلاثة تقارير خلال العام الماضي، وفقًا لـ”الفايننشال تايمز”.

ووجد أحدث تقرير لـ”اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حول كيفية خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري”، أنه بدون اتخاذ إجراء فوري، فإن العالم في طريقه نحو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3.2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.

خلافات بين الفاعلين الكبار حول التقرير الأممي

دفعت الخلافات السياسية حول نتائج الملخص إلى ختام الجلسة العامة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ليلة الأحد بدلًا من الجمعة الماضية، بسبب مناقشات دول من بينها الولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية على النص، وأرفقت بالتقرير تفاصيل واسعة النطاق، ما أدى إلى تضخم عدد صفحاته إلى 60 صفحة، وفقًا للصحيفة.

وتنافست الولايات المتحدة والصين ودول أخرى حول التعاريف والمسؤوليات النسبية للبلدان “المتقدمة” و”النامية”، ما أدى إلى إزالة بعض الأرقام الخاصة بالاستثمارات المطلوبة لإجراء انتقال الطاقة لتلك المجموعات من البلدان التي ستُحذف من الوثيقة الموجزة، ولكن يُحتفظ بها في نطاق التقرير الكامل المؤلف من 3000 صفحة.

توقعات بالمزيد من ارتفاع درجة حرارة الأرض

وجد تقرير الأمم المتحدة، الذي نشرته الصحيفة البريطانية، أنه مع استمرار ارتفاع الانبعاثات العالمية فمرجح ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية، وهو هدف اتفاقية باريس للمناخ، موضحًا أنه حتى بعد أخذ أهداف المناخ الوطنية في الاعتبار خلال هذا القرن ارتفعت درجات الحرارة بنحو 1.1 درجة مئوية منذ فترة ما قبل الصناعة.

وسيتطلب الحد من الاحترار إلى هذا المستوى خفضًا بنحو 43% في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2019، وربما سيتطلب أيضًا استراتيجيات لإزالة ثاني أكسيد الكربون في نفس الوقت.

إجراءات احترازية

شدد التقرير للمرة الأولى على أهمية إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي من خلال تدابير مثل “زراعة الأشجار، واستخدام الآلات لسحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء، أو من خلال احتجاز الكربون وتخزينه”، بحسب الصحيفة.

وتشمل أهم الإجراءات منخفضة التكلفة التي يمكن أن تساعد في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في نصف هذا العقد في “تعزيز الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتحسين كفاءة الطاقة، والحد من إزالة الغابات، وتخزين الكربون في التربة، وخفض انبعاثات الميثان”.

سيناريوهات المستقبل بشأن المناخ

ارتفعت الانبعاثات بنسبة 6% في عام 2021، ومتوقع أن ترتفع مرة أخرى هذا العام بما يتماشى مع مستوى النشاط الاقتصادي، ويقول التقرير، إن التخفيض الكبير المطلوب سيعني خفض استخدام الفحم التقليدي بنحو 95% بحلول عام 2050.

وقال أستاذ الاستدامة في جامعة نيو ساوث ويلز وأحد مؤلفي التقرير، توماس ويدمان، لـ“فايننشال تايمز”: “إذا أردنا نشر كل هذه الخيارات، فيمكننا تقليل الانبعاثات 50% بحلول عام 2030، وهذا هو المطلوب من الفاعلين الكبار على الساحة الدولية”، مبينًا أن خفض الانبعاثات من استخدام الوقود الأحفوري للطاقة وحده لن يكون كافيًا، وأن استخدتم الكربون من نوع ما سيكون مطلوبًا.

تقليص ثاني أكسيد الكربون من الجو

ذكر جان مينكس، أحد المؤلفين الرئيسيين للفصل الخاص بالانبعاثات، في تصريحات صحفية لـ”الفايننشال تايمز”، أنه للوصول إلى 1.5 درجة مئوية، نحتاج فعليًا إلى تقليص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

في الوقت نفسه، يحذر العلماء من أن طرق احتجاز الكربون تواجه العديد من الحواجز، بما في ذلك التكنولوجيا والتكلفة والمجتمعية، منوهين بأن الحفاظ على الغابات وتوسيعها لامتصاص الكربون لن “يعوض بالكامل عن العمل المتأخر” في القطاعات الأخرى.

ربما يعجبك أيضا