المغرب يشتري أنظمة دفاعية بملايين الدولارات من إسرائيل.. ما التفاصيل؟

رنا أسامة

علاقة إسرائيل بالمغرب طويلة وغنية ومتعددة الأبعاد تتألف من تعاون دبلوماسي واستخباراتي وعسكري ومدني منذ الستينيات.


أفادت تقارير بشراء المغرب أنظمة أمنية دفاعية عصرية طوّرتها شركات عسكرية إسرائيلية، من بينها شركات “رافائيل” المعنيّة باعتراض الأهداف الجوية، وصناعات الفضاء، وأنظمة “إلبيط”.

الصفقة المغربية الإسرائيلية جاءت في إطار التعاون الثنائي بين البلدين بعد تطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية، في 10 ديسمبر 2020، بعد 20 عامًا من القطعية بين البلدين، ومنذ ذلك الحين، تطرّق مسؤولون من البلدين إلى فرص التعاون في مجالات عدة، وفق شبكة بي بي سي البريطانية.

صفقة عسكرية بين المغرب وإسرائيل.. ما ملامحها؟

ذكرت تقارير إعلامية مغربية وإسرائيلية أن المغرب وقّع صفقة عسكرية تسلّم بموجبها أنظمة دفاعية متقدمة من إسرائيل، قادرة على اعتراض صواريخ وقذائف مدفعية، دون تحديد طبيعة تلك الأنظمة الدفاعية. وخصّصت ميزانية الدفاع المغربية 12.8 مليار دولار لتحديث جيشها في 2023، وأجرت الرباط مفاوضات مع موردين من عدة دول لشراء أنظمة دفاع جوي متوسطة وطويلة المدى.

وقال رئيس إدارة تصدير الأسلحة بوزارة الدفاع الإسرائيلية، يائير كولاس، إن الصفقة تُمكّن القوات المسلحة الملكية بالمغرب من شراء صواريخ “باراك-8” المُصممة للدفاع ضد أي تهديد محمول جوًا، بمدى 140 كيلومترًا، بقيمة 560 مليون دولار، كمت أوردت صحيفة هسبريس المغربية بنسختها الإنجليزية.

ما هي صواريخ “باراك -8″؟

بدأ الحديث عن المفاوضات الإسرائيلية المغربية لبيع الرباط المنظومة الدفاعية الجوية “باراك-8” في نوفمبر 2021، مع أول زيارة رسمية يُجريها وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، للمغرب بعد تطبيع العلاقات بين البلدين. ووقعّت حينها تل أبيب والرباط صفقة أسلحة بمئات ملايين الدولارات، شملت طائرات مُسيّرة وأنظمة رادار إلى جانب نظام “باراك-8″، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وذكرت تقارير إسرائيلية مطلع الجاري، أن شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية تبحث بيع نظام صواريخ “باراك- 8” للمغرب. وتتميز تلك الصواريخ بقدرتها على استهداف طائرات حربية وصواريخ باليستية ومُسيّرات ومروحيات وقنابل موجّهة ودفاعات صاروخية يُمكن تثبيتها على متن وحدات بحرية أو مركبات برية أو حتى مواقع ثابتة، وفق صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

“إم آر- سام”

أحد أفراد عائلة صواريخ الدفاع الجوي “باراك 8″، النظام الصاروخي متوسط المدى “إم آر- سام”، وهو قادر على إسقاط طائرات العدو على مسافة 50-70 كيلومترًا، لا سيّما أنه مصمم للدفاع عن السفن البحرية ضد عدد لا يحصى من التهديدات المحمولة جوًا، قصيرة إلى بعيدة المدى، بما يشمل صواريخ وطائرات ومُسيّرات على ارتفاعات منخفضة أو عالية.

هذا النظام طوّرته منظمة البحث والتطوير الدفاعية الهندية بالتعاون مع شركة رافائيل الإسرائيلية، ويُدمج أنظمة متقدمة حديثة، بما في ذلك الرادار الرقمي ونظام القيادة والتحكم وقاذفات رادار التتبع، فضلًا عن قدرته على إشراك أهداف عدة في آن واحد، وتشغيله تحت أي ظرف جوي، وفق جيروزاليم بوست.

اهتمام مغربي بـ “قبة إسرائيل الحديدية”

أوائل نوفمبر الفائت، أفادت صحيفة لوديسك المغربية في نسختها الفرنسية، بأن ثمة اهتمام مغربي بشراء القبة الحديدية الإسرائيلية للدفاع ضد تهديدات جوية مثل قذائف الهاون والصواريخ والطائرات بدون طيار، وجرى بحث بيعها للرباط خلال قمة النقب بحضور وزراء خارجية مصر وإسرائيل والمغرب ومصر والإمارات والبحرين والولايات المتحدة في مارس الماضي، كما ذكر موقع جلوبس الإسرائيلي.

يُكلّف كل نظام من أنظمة القبة الحديدية عشرات ملايين الدولارات باستثناء صواريخ الاعتراض التي يكلف الواحد منها 50 ألف دولار. وصممت القبة لتدمير صواريخ قصيرة المدى وقذائف مدفعية وطائرات مُسيّرة تستهدف المناطق المأهولة بالسكان. وتستطيع صواريخها اعتراض قذائف من مسافة 4 إلى 70 كيلومترًا بدقة نحو 90%، ويُمكنها أيضًا تحديد موقع سقوط الصواريخ المعادية.

أنظمة دفاعية إسرائيلية بـ 800 مليون دولار

أظهرت بيانات حديثة، أن شركات عسكرية إسرائيلية قدّمت أنظمة وخدمات دفاعية للمغرب والبحرين والإمارات مقابل 800 مليون دولار العام الماضي. يمثل هذا الرقم 7% من صادرات الدفاع الإسرائيلية العام الماضي، بحسب صحيفة لوديسك المغربية.

وفي حين ارتفعت الصادرات الدفاعية لإسرائيل من 8.3 مليار دولار في عام 2020 إلى 11.3 مليار دولار في 2021، يُقدّر يائير كولاس، رئيس إدارة تصدير الأسلحة بوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن تتجاوز الصادرات عتبة المليار دولار في 2022.

المغرب وإسرائيل.. علاقة طويلة وغنية

وزير الدفاع الإسرائيلي ونتظيره المغربي

في مقال رأي نشرته جيروزاليم بوست في ديسمبر 2021، وصفت علاقة إسرائيل بالمغرب بأنها طويلة وغنية ومتعددة الأبعاد، تتألف من تعاون دبلوماسي واستخباراتي وعسكري ومدني، بدأ منذ الستينيات.

وقالت إنه بخلاف الدول العربية الأخرى، لم تكن العلاقة المغربية طويلة الأمد مع إسرائيل بسبب وجود مصالح مشتركة فقط، لكن عززها دور يهود المغرب في إسرائيل والشتات عمومًا، خاصة في فرنسا، مُضيفة: “لطالما افتخر المغرب بمكانة اليهود واليهودية واللغة العبرية في تقاليدها وتاريخها”.

إنجاز مهم

سرعة التطبيع بين إسرائيل والمغرب منذ استئناف العلاقات جرى بوتيرة مُفاجئة، ففي غضون عام وقّع البلدان اتفاقيات دبلوماسية، وشكّلا مجموعات عمل ثنائي، إلى جانب إجراء زيارة رفيعة المستوى.

ويبدو أن وزارة الدفاع الإسرائيلية، المسؤولة عن الجيش والمخابرات العسكرية، تريد تطوير علاقة مستقلة مع المسؤولين الأمنيين في المغرب دون الاعتماد على الموساد، الذي كان دائمًا القناة الرئيسية للعلاقات بين الدولتان، وفق جيروزاليم بوست، ووصفت الصحيفة التعاون العسكري البلدين بأنه “إنجاز مهم”، لا سيّما أن إسرائيل لم تكن مطالبة بدفع ثمنها، على حد قولها.

ربما يعجبك أيضا