مراكز بحثية: لماذا لم تُطبّع السعودية مع إسرائيل؟

رنا أسامة

ولي العهد السعودي حريص على إبقاء خيار التطبيع مع إسرائيل مفتوحًا.. وسياسة مارين لوبان الخارجية تهديد رهيب لفرنسا والاتحاد الأوروبي


لا توجد علاقة دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل حتى الآن. وقال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مقابلة الشهر الماضي مع مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية، إن المملكة لا تنظر إلى إسرائيل على أنها عدو، بل حليف مُحتمل.

وفي جولة بين أبرز ما تناولته مراكز بحثية، تستعرض “شبكة رؤية الإخبارية” أسباب عدم تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتل أبيب، وكيف ترسم الانتخابات الفرنسية مستقبل أوروبا، فضلًا عن تداعيات سياسة “صفر كوفيد” على الاقتصاد الصيني.

السعودية وإسرائيل.. ما سبب عدم التطبيع؟

السعودية وإسرائيلقال الكاتب الإسرائيلي، نيفيل تيلر، في مقال نشره المركز الأوراسي للأبحاث، بتاريخ أمس 22 إبريل 2022، وصف ولي العهد السعودي إسرائيل بأنها حليف مُحتمل لم يكن مفاجئًا، لأنه “يوجد تعاون دبلوماسي واستخباراتي سري مكثف بين البلدين، منذ سنوات، بما في ذلك زيارة سرية أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، إلى المملكة في نوفمبر 2020”.

ولكنه تساءل: “ماذا يمنع السعودية من الانضمام إلى حليفيها الخليجيين الرئيسين، الإمارات والبحرين، في تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟”. أوضح أن أحد الأسباب الرئيسة تكمن في نظرة مسلمين العالم إلى المملكة على أنها راعية القيم الإسلامية، ما يجعل التطبيع مع إسرائيل أكثر حساسية بالنسبة إلى السعودية عن دول الخليج الأخرى. لكنه لن يكون صادمًا أو غير مسبوق إذا طبّعت تل أبيب مع الرياض.

مبادرة السلام العربية

يوجد عامل آخر مُقيّد، بحسب الكاتب الإسرائيلي، ممثلًا في تمسك السعودية بمبادرة السلام العربية لعام 2002، التي وضعها واقترحها الأخ غير الشقيق للعاهل السعودي، ولي العهد آنذاك، الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. المبادرة تدعو إلى حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يتطلب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة عام 1967. بالنظر إلى ذلك، إلى جانب إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، فإن الخطة تعِد بالتطبيع الكامل بين العالم الإسلامي وإسرائيل.

وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2021، جدد الملك سلمان التزام المملكة بالمبادرة، مُشددًا على أنها تقدم “حلًا شاملًا وعادلًا” للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. في المقابل، لم يُشر ولي العهد السعودي أو مسؤولون سعوديون، مؤخرًا، إلى المبادرة، لكنهم أجمعوا على أن التطبيع لن يكون ممكنًا حتى يُحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب تيلر.

الملك سلمان

تطبيع السعودية وإسرائيل.. خيار مفتوح

بحسب تيلر، فإن الدول الإسلامية الأربع التي وقّعت حتى الآن على اتفاقيات أبراهام، لا تزال تدعم القضية الفلسطينية، لكنها لا تشترط حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستعصي، قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتعطي الأولوية بدلًا من ذلك لتطوير شرق أوسط مزدهر.

وأضاف: “عندما تزن المملكة إيجابيات وسلبيات تطبيع علاقتها مع إسرائيل، أو الانضمام رسميًّا إلى اتفاقيات أبراهام، ستجد أن أحد الدوافع الرئيسة التي قد تُشجعها على الخطوة هو تصميم إسرائيل على مواجهة طموحات إيران”. ويأمل محمد بن سلمان في أن تساعد هذه الخطوة أيضًا على إصلاح العلاقات المتوترة بين الرياض وواشنطن، لذلك فإنه حريص على “إبقاء خيار التطبيع مفتوحًا”.

الانتخابات الفرنسية.. كيف تعيد تشكيل السياسة الأوروبية؟

لوبان وماكرون في مناظرة الانتخابات الفرنسية

قالت تارا فارما، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في تقرير بتاريخ 21 إبريل 2022، إن المناظرة التليفزيونية بين مُرشحي انتخابات الرئاسة الفرنسية، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، ألقت الضوء على السبل التي قد تُعيد، من خلالها، الانتخابات تشكيل السياسة الأوروبية. وأضافت أن فوز لوبان المُحتمل من شأنه أن يُمثل “تهديدًا لفرنسا والاتحاد الأوروبي والغرب”.

وتوجد مسألتان خلافيتان بين ماكرون ولوبان، هما أوروبا والسياسة الخارجية. وبحسب فارما، فإنه خلال الـ 5 سنوات الماضية، حاول ماكرون تقوية الاتحاد الأوروبي. ولكن لوبان تخلّت عن فكرة انسحاب فرنسا من الاتحاد “فريكست”، واقترحت عام 2017، استراتيجيات قادة غير ليبراليين أمثال رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان.

سياسة لوبان.. تهديد لفرنسا والاتحاد الأوروبي

تعهّدت لوبان بتشكيل تحالف مع أوربان، قد يمتد إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حال تولّت رئاسة فرنسا، الأمر الذي قد يهدد تماسك ووحدة الاتحاد الأوروبي. وتوقّعت فارما أن تمثل سياستها الخارجية تهديدًا لفرنسا والاتحاد الأوروبي، بالابتعاد عن التحالف الفرنسي الألماني، واستبدال أولوية القانون الفرنسي بأولوية قانون الاتحاد الأوروبي، في انتهاك لمعاهدات الاتحاد، وفق فارما.

وفي دراسة نشرها المجلس الشهر الماضي، وثق الأوروبيون عمومًا في فرنسا، زعيمًا دبلوماسيًّا للاتحاد الأوروبي، وسوف يتعين على رئيس فرنسا الجديد تولِّي هذا الدور، ولكن بطريقة أكثر شمولًا، من خلال زيادة طموحات الاتحاد الأوروبي في التمكين الذاتي، والتشاور مع الحلفاء والشركاء، وتطوير أدوات القوة الجيوسياسية. تقول فارما “من هذا المنطلق، ستمثل الانتخابات الرئاسية الفرنسية مستقبل أوروبا”.

استراتيجية صفر كورونا في الصين.. تكاليف مخفيّة

صفر كوفيد في الصين

في مقال نشره موقع وورلد بوليتيكس ريفيو الأمريكي، في 20 إبريل 2022، أشار إلى أن الصين “في مثل هذا الوقت من العام الماضي، بدت كأنها تتعافى من آثار جائحة فيروس كورونا وتقود التعافي الاقتصادي في العالم بعد التباطؤ الناجم عن الوباء”، ولكن بعد ارتفاع الإصابات الأخير الذي عزل ما يقدر بنحو 50 مليون شخص، أضحت سياسة “صفر كوفيد” أكبر تهديد للنمو الاقتصادي الصيني.

وأشار المقال “هذه الاستراتيجية كبدت الصين تكاليف مخفية، تركّزت في الاقتصاد الصيني الذي تجاوز توقعات السوق بالربع الأول من عام 2022 بنمو قدره 4.8%، وفق بيانات المكتب الوطني للإحصاء في الصين، بانخفاض عن نمو العام السابق بنسبة 8.1%. وارتفع معدل البطالة الوطني في مارس، متجاوزًا سقف بكين المستهدف البالغ 5.5% بأعلى مستوى في عامين تقريبًا عند 5.8 في المئة في مارس 2022.

ربما يعجبك أيضا