في إثيوبيا.. الأطفال يدفعون ثمن الفقر والجفاف

هالة عبدالرحمن

تسببت ثلاثة مواسم مطيرة متتالية في الجوع وسوء التغذية والنزوح الجماعي لملايين الأشخاص في القرن الأفريقي ، بما في ذلك أجزاء من إثيوبيا والصومال وكينيا وجيبوتي.


حذرت منظمة “اليونيسيف” من أن الجفاف في إثيوبيا أدى إلى زيادة “دراماتيكية” في زواج الأطفال، مع انتشار الجوع في جميع أنحاء القرن الإفريقي وتوقف 600 ألف طفل عن المدرسة.

وقد اضطر الآباء “اليائسون” إلى تزويج الفتيات مبكرًا. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إن المناطق المنكوبة بالجفاف في إثيوبيا تشهد زيادات “دراماتيكية” في زواج الأطفال، فأسوأ حالة طوارئ ناجمة عن تغير المناخ منذ 40 عامًا تدفع الناس إلى حافة الهاوية، بحسب تقرير “الجارديان”.

UNICEF 222 0

أسوأ حالة طوارئ ناجمة عن تغير المناخ.. وتزايد العنف الاجتماعي

تسببت ثلاثة مواسم مطيرة متتالية، في الجوع وسوء التغذية في القرن الإفريقي، بما في ذلك أجزاء من إثيوبيا والصومال وكينيا وجيبوتي. وحذرت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل، من أن العديد من الآباء في إثيوبيا يسعون إلى الحصول على موارد إضافية من خلال مهور الزواج، فيوزجون بناته في سن مبكرة، أملًا في إطعامهن وحمايتهن مضيفة: “إننا نشهد زيادات في زواج الأطفال تعد دراماتيكية للغاية”.

4961

أوضحت المديرة التنفيذية لـ”يونيسيف” في تقرير نشرته المنظمة الأممية عبر موقعها في 28 إبريل، أن أكثر من 600 ألف طفل قد تسربوا من المدرسة نتيجة الجفاف. وواصلت كاثرين: “هؤلاء الناس زوجوا بناتهم لأنهم يائسون، ونخشى على هؤلاء الفتيات من العنف، لأنهن في سن لا تسمح لهن بممارسة عادات الزواج أو الإنجاب في سن مبكرة”.

أعلى معدلات زواج مبكر في إثيوبيا

يهدد الجفاف بتراجع إثيوبيا في محاولاتها لخفض مستويات زواج الأطفال، والتي تعد من بين أعلى المعدلات في العالم، وفقًا للبيانات الديموغرافية لعام 2016، فإن 40٪ من الفتيات في دولة شرق إفريقيا يتزوجن قبل سن 18 و14٪ يتزوجن قبل بلوغهن سن 15 عامًا، حسب ما أفادت “الجارديان”.

وفي منطقة شرق هرارج، التي يسكنها 2.7 مليون شخص، زادت حالات زواج الأطفال بنسبة 51٪، وارتفعت حالات الزواج من 70 حالة، خلال فترة ستة أشهر في 2020-2021 إلى 106 حالات في نفس الفترة من العام التالي، بحسب بيانات نشرتها منظمة “اليونيسيف”.

ارتفاع معدلات سوء التغذية

قالت اليونيسيف إنها كانت واحدة فقط من ست مناطق تضررت من الجفاف في أوروميا، وشهدت ارتفاعًا حادًّا في زواج الأطفال. وتضاعفت الحالات أربع مرات تقريبًا. وفقًا للبيانات التي تلقتها اليونيسيف هذا الأسبوع، فجرى تسجيل 672 حالة زواج أطفال بين فبراير وأغسطس من العام الماضي، وقفز هذا الرقم في الأشهر الـ6 من سبتمبر الماضي إلى مارس من هذا العام إلى 2282 حالة، وفقًا لأرقام الحكومة المحلية.

وأدى الجفاف إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، فارتفعت معدلات قبول الأطفال المصابين بسوء التغذية دون سن الـ5 بنسبة 15٪ في فبراير من هذا العام مقارنة بفبراير من العام الماضي، والناس أُجبروا على شرب المياه الملوثة، ما يصيبهم بأمراض مختلفة، بما في ذلك الكوليرا، ونتيجة تباطؤ معدلات التطعيم، عادت الحصبة بالفعل، مع أكثر من 1000 حالة في المنطقة الصومالية في إثيوبيا و16 حالة وفاة مؤكدة.

التركيز على أوكرانيا يضاعف الأزمة

عبّرت المسؤولة الأممية عن قلقها من التركيز العالمي الضخم على أوكرانيا، الذي يجتذب الانتباه -والأموال الحيوية- بعيدًا عن النزاعات والأزمات الأخرى في جميع أنحاء العالم. ذلك أن العالم مليء بالمشكلات الكبير ة التي ينبغي على المجتمع الدولي النظر إليها بعدل وإنصاف وتوزيع مساهماته المالية عليها بما يحفظ على الناس فيها حياتهم بكرامة وإنسانية.

وتابعت: “لقد زرت تلك المنطقة، وأعرف مدى صعوبة الأمر هناك. أنا لا أحسد أي شخص في أوكرانيا، لأنهم بحاجة إلى المساعدة أيضًا، لكنني أعتقد أن المجتمع الدولي ليس جيدًا في القيام بأمرين في وقت واحد”. لا سيما والحرب الروسية الأوكرانية لم تنته بعد، ما يشير إلى استمرار الوضع على ما هو عليه حتى الآن.

 

 

 

 

ربما يعجبك أيضا