الانتخابات الرئاسية البرازيلية.. هل تقود ذكريات الازدهار إلى نجاح دا سيلفا؟

آية سيد

تنعقد الانتخابات الرئاسية البرازيلية في 2 أكتوبر المقبل، وتشهد منافسة قوية بين الرئيس اليميني الحالي، جايير بولسونارو، والرئيس اليساري السابق، لولا دا سيلفا.


أعلن الرئيس البرازيلي السابق، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يوم السبت 2022، عن إطلاق حملته للانتخابات الرئاسية المقبلة في البرازيل.

دا سيلفا تعهد بإعادة بناء البرازيل بعد ما وصفه بالإدارة “غير المسؤولة والإجرامية” للرئيس اليميني الحالي، جايير بولسونارو، وأضاف: “نحتاج إلى تغيير البرازيل مرة أخرى، وإلى إرسال الفاشية إلى مزبلة التاريخ، حيث يجب أن تكون منذ البداية”. وفقًا لفرانس 24، في 7 مايو.

رئاسة مزدهرة واتهامات بالفساد

وفقًا للتقرير، شهدت البرازيل تحت حكم لولا دا سيلفا ازدهارًا اقتصاديًّا في الفترة من 2003 حتى 2010. واستطاع رفع حوالي 30 مليون برازيلي من الفقر، وغادر منصبه بنسبة تأييد 87%، لكن إرثه العظيم انهار مع انكشاف “عملية غسيل السيارات”، وهي تحقيق شامل كشف عن مخطط فساد ضخم يرتكز حول شركة بتروبراس للنفط المملوكة للدولة.

وأُدين دا سيلفا بتلقي رشاوى، وحُكم عليه بالسجن 26 عامًا، وبدأ تنفيذ الحكم في إبريل 2018، ما أدى إلى خروجه من السباق الرئاسي لذلك العام وفوز بولسونارو. وبحسب التقرير، أطلق سراح دا سيلفا انتظارًا للاستئناف في نوفمبر 2019 ومُنع من ممارسة السياسة.

وفي مارس 2021، ألغت المحكمة العليا اتهامات الفساد التي أبعدته عن السياسة. ووجدت المحكمة العليا تحيزًا من جانب القاضي الرئيس في هذه القضية، سيرجيو مورو، الذي أصبح وزيرًا للعدل تحت حكم بولسونارو. وهذا الحكم جعل انتخابات هذا العام صدامًا استقطابيًّا بين العدوين اللدودين دا سيلفا وبولسونارو.

ملامح عن حملة دا سيلفا

124635622 tv075831098

أوردت شبكة بي بي سي البريطانية تقريرًا، في 8 مايو 2022، يفيد بأن دا سيلفا اختار محافظ ساو باولو الوسطي السابق، جيرالدو ألكمين، ليترشح معه لمنصب نائب الرئيس. وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يجذب موقف ألكمين السياسي الأكثر اعتدالًا المزيد من الناخبين غير الراضين عن إدارة بولسونارو، لكنهم قلقون أيضًا من سياسة دا سيلفا.

ولفت تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، في 6 مايو 2022، إلى أن دا سيلفا حاول التركيز على مقارنة مقوماته الموالية للديمقراطية بمقومات بولسونارو، الذي هدد النظام السياسي باستمرار على مدار الـ3 أعوام الماضية. وشمل ذلك انضمام بولسونارو إلى حشود تدعو إلى إغلاق المحكمة العليا، وانتقاده المتكرر لنزاهة نظام التصويت الإلكتروني.

وسعى دا سيلفا لإحياء ذكريات الازدهار الاقتصادي في أثناء رئاسته. ويرى المحللون أنه يحتاج إلى توضيح خططه الاقتصادية وإصلاح استراتيجيته الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، التي يتفوق فيها بولسونارو.

فرص دا سيلفا في الفوز

أورد تقرير فاينانشيال تايمز أن الدعم الشعبي للرئيس اليساري السابق دا سيلفا كان قويًّا في بداية 2022 لدرجة أن حلفاءه اعتقدوا أنه سيربح الانتخابات دون الحاجة إلى جولة إعادة. لكن الرئيس الحالي بولسونارو يستمر في تضييق الفجوة. وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن 5% فقط تفصل بين الرجلين لصالح دا سيلفا، بعد أن كانت 20% مطلع العام.

وارتكب دا سيلفا هفوات سياسية، كإغضاب مجتمع الإنجيليين القوي في البرازيل بدعوته لتقنين الإجهاض. ولفت التقرير إلى أن أقل من ثلث البرازيليين يدعمون حرية إنهاء الحمل. وإلى جانب هذا، قال دا سيلفا، هذا الأسبوع، إن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي “مسؤول تمامًا مثل بوتين” عن الحرب التي تدمر البلاد، ما سلّط الضوء على سجل دا سيلفا الداعم للأنظمة القمعية في كوبا ونيكاراجاو وفنزويلا.

موقف بولسونارو من ترشح دا سيلفا

bolsonaro brazil election GettyImages 1237073067 e1651678361204

في بداية هذا العام، أوضح بولسونارو أن عودة دا سيلفا إلى الرئاسة ستشبه بـ”عودة مجرم إلى مسرح الجريمة”، بحسب تقرير بي بي سي. وتوجد مخاوف متزايدة من أنه في حالة فوز دا سيلفا في انتخابات أكتوبر، قد لا يقبل بولسونارو الهزيمة بما أنه شكك بنحو متكرر في نظام التصويت الإلكتروني للبرازيل.

وأورد تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، في 4 مايو 2022، أنه توجد مخاوف متزايدة من أن يقوّض بولسونارو انتخابات 2022. وذكر التقرير أن بولسونارو وأبناءه ومستشاريه هم الأغزر تمويلًا للمعلومات الخاطئة والمضللة المتعلقة بالانتخابات، فالرئيس وحده متهم بإصدار أكثر من 5 آلاف تصريح كاذب أو محرف حتى يومنا هذا.

وفي هذا الصدد، تحاول الهيئات البرازيلية، مثل المحكمة الانتخابية العليا والمجلس الوطني البرازيلي، تسريع الجهود للحد من انتشار الأضرار الرقمية للمعلومات المضللة.

ربما يعجبك أيضا