أثمن من الرصاص.. لماذا تزوّد واشنطن كييف بالمعلومات الاستخبارية؟

علاء بريك

ليس لنا يد في قرارات كييف، أيّ معلومات استخبارية تشاركها واشنطن؟


في 8 مايو 2022، حثَّت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أعضاء المجلس على الموافقة على قانون يمنح أوكرانيا مساعداتٍ عسكرية وإنسانية بقية 33 مليار دولار.

عملت واشنطن وحلفاؤها منذ بداية الحرب الروسية على تزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات والمواد الإغاثية، لكنَّ الجانب الآخر من المساعدات الثمينة يتمثل بالمعلومات الاستخبارية، فلماذا تزود واشنطن كييف بالمعلومات؟ وما حدودها؟

أثمن من الرصاص

بحسب صحيفة الواشنطن بوست، أفاد مسؤولون أمريكيون بأنَّ الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع روسيا، لكنَّ تزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخبارية يقع ضمن خطة مساعدتها على الدفاع عن نفسها، وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جينيفر ساكي، “نزوّد السلطات في كييف بمعلومات تساعدها على تقييم التهديد الروسي والدفاع عن أنفسهم”.

كانت المعلومات الاستخبارية تتدفق إلى الأجهزة الأوكرانية تحمل معها مواقع القوات الروسية وتحركاتها لحظة بلحظة على هيئة صورِ أقمارٍ صناعية ومعلوماتٍ من مصادر حساسة. لتبيان أهمية هذه المعلومات، قال مسؤول أوكراني للصحيفة إنَّ المعلومات ممتازة، وأنها “تحدد لنا موقع الروس ما يجعلنا نستهدفهم بدقة”.

2022 03 20T000000Z 2090541592 RC2C6T9OLXEP RTRMADP 3 UKRAINE CRISIS KYIV DEFENCE 1024x658 1

دبابة روسية مدمَّرة في أوكرانيا.

مخاوف من ردود روسية

قبل الحرب الروسية، كانت الولايات المتحدة تعرض على الملأ معلوماتها الاستخبارية بشأن نوايا روسية مبيتة لأوكرانيا، لكن مع بدء الحرب اختفت الإعلانات وانتقلت المعلومات إلى القنوات الخاصة، فسعت الولايات المتحدة إلى إبقاء تعاونها الاستخباري طي الكتمان خوفًا من رد انتقامي.

بعد صدور تقارير صحفية عدة تتحدث عن ضلوع السلطات الأمريكية في إغراق الطراد الروسي “موسكفا” واستهداف جنرالات روس بناءً على معلومات استخبارية قدّمها الطرف الأمريكي. خرج العديد من المسؤولين الأمريكيين لنفي هذا الدور، وأعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن إحباطه من هذه التسريبات. بحسب الواشنطن بوست.

المشي على الحبل

في تقريرٍ لصحيفة وول ستريت جورنال، قال الصحفي المتخصص في الشؤون الاستخبارية والعسكرية، وارِن سترُبل، إنَّ سياسة مشاركة المعلومات التي تنتهجها واشنطن تشبه المشي على الحبل ومحاولة البقاء في الأمان لتجنب المواجهة المباشرة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

يمكن تلخيص سياسة واشنطن في هذا الصدد بالقول: “تقدِّم واشنطن بياناتٍ عن حركة القوات الروسية، وتقرِّر أوكرانيا التي لديها أيضًا معلوماتها الاستخبارية الخاصة أيَّ قرارٍ ستتخذه. لكن من الناحية العملية، لا تملك واشنطن سلطةً على كيفية تصرف السلطات الأوكرانية وقراراتها”.

أيّ المعلومات تشاركها واشنطن؟

بغية تجنب التصعيد بين موسكو وواشنطن، حظرت واشنطن مشاركة نوعين من المعلومات، أولها، أيّ معلومات قد تسبب مقتل قيادات عسكرية روسية من قبيل كبار الضباط والوزراء وضباط القوات المسلحة الروسية وقيادات الأركان، لكنّ لا يشمل هذا الحظر ضباط الجيش. وفق الواشنطن بوست.

ويتمثل النوع الثاني، في أي معلومات تمكن القوات الأوكرانية من مهاجمة أهدافٍ روسية خارج الأراضي الأوكرانية، لتجنب ضلوع الولايات المتحدة في عمليات قد تشن داخل الأراضي الروسية، وكان لهذا الهاجس أثر في وقف الخطط الأولية لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية من بولندا بوساطة أمريكية.

ربما يعجبك أيضا