لماذا يٌعلق إيلون ماسك صفقة تويتر؟

أحمد ليثي

منذ أن قدم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا عرضًا لشراء تويتر في 14 أبريل، وأسهم التكنولوجيا تشهد تراجعًا غير مسبوق، منها انخفاض مؤشر ناسداك بنحو 18%، فيما انخفض سعر سهم منصة التواصل الاجتماعي تويتر.


لا يزال محامو تويتر يعملون مع فريق الملياردير إيلون ماسك لإتمام صفقة الاستحواذ على تويتر، على حد قول أحد الأشخاص المطلعين على الوضع، فيما قال ماسك إنه لا يزال ملتزمًا بالصفقة.

بحسب محرر الاقتصاد، جيمس فونتانيلا خان، بتقريره المنشور بالفاينانشال تايمز، في 13 مايو 2022، فسّر بعض المحللين مناورة ماسك على أنها محاولة لإجبار تويتر على العودة إلى طاولة المفاوضات للحصول على صفقة أرخص مع برودة أسهم التكنولوجيا، أو إيجاد طريقة للانسحاب.

لماذا يريد ماسك إيقاف الصفقة؟

قال أغنى رجل في العالم في تغريدة، يوم الجمعة 13 مايو، بأنه كان يوقف محاولته للاستحواذ على تويتر “مؤقتًا” انتظارًا لمزيد من المعلومات حول ما إذا كانت التقديرات الفصلية لحساباتها المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي دقيقة، ما أدى إلى انخفاض أسهم تويتر وأثار تساؤلات حول نية ماسك.

وقال خبير حوكمة الشركات في معهد ستيفنز للتكنولوجيا، ستيفانو بونيني: “ما لم يحدث احتيالًا أمنيًا خطيرًا على تويتر، فقد يكون تعليق ماسك للصفقة، وسيلة للتفاوض على سعر أقل أو التراجع عنها، ما يدل على أننا لا زلنا غير واثقين من إتمام الصفقة”.

كيف تتعامل وسائل التواصل الاجتماعي مع الحسابات المزيفة؟

قال فونتانيلا في التقرير، إن شركات وسائل التواصل الاجتماعي حاولت إزالة الحسابات المزيفة على منصاتها، التي تمطر المستخدمين برسائل تجارية أو محتوى أو طلبات تجارية غير مرغوب فيه، بالإضافة إلى الرسائل غير المرغوب فيها والخدع ذات الدوافع المالية. من جهة أخرى، يمكن للحسابات المزيفة زيادة عدد المتابعين، مما يعطي انطباعًا بشعبية زائفة.

أشارت تغريدة ماسك إلى قلقه من أن تويتر لديه حسابات مزيفة أكثر مما يكشف، وسلط الضوء على قصة إخبارية نقلًا عن تقدير حديث للشركة بأن أقل من 5% من مستخدمي تويتر تعتبر حسابات مزيفة وبريد عشوائي، فيما ظهرت هذه النسبة أيضًا منذ عام 2014، رغم أن بعض الباحثين يشددون على أن النسبة تترواح بين 9 و15%.

لماذا يثير ذلك قلق ماسك؟

قال فونتانيلا إنه بالنسبة لماسك، الذي يمتلك أكثر من 92 مليون متابع على المنصة ويستهدفه المحتالون بالعملات المشفرة بانتظام، كانت المشكلة مصدر قلق، فقال في مقابلة الشهر الماضي: “إذا كان لديّ دوج كوين واحد مقابل كل عملية احتيال رأيتها في العملات الرقمية، فسيكون لدي 100 مليار دوج كوين”.

وأوضح ماسك أن إحدى أولوياته للمنصة ستكون التخلص من روبوتات البريد العشوائي. وقال رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة جروب إم، بريان وايزر: “يجب أن نشكك في أرقام المستخدمين”، مشيرًا إلى أن تويتر كان أكثر تشجيعًا على استخدام الأسماء المستعارة مقارنةً بفيسبوك.

صفقة أرخص؟

بحسب التقرير، منذ تقديم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا عرضًا لشراء تويتر في 14 أبريل، وأسهم التكنولوجيا تشهد تراجعًا غير مسبوقًا، منها انخفاض مؤشر ناسداك بنحو 18%، فيما انخفض سعر سهم منصة التواصل الاجتماعي تويتر، لكنه فاق أداء مؤشر التكنولوجيا، ويرجع الفضل في ذلك في الغالب إلى عرض ماسك.

من جهته، قال مؤسس شركة هندنبرج ريسيرش، ناثان أندرسون، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن انخفاض أسهم التكنولوجيا أعطت ماسك نفوذًا لإعادة إبرام الصفقة لشراء تويتر بسعر أقل، موضحًا أن ماسك هو من يمسك بجميع الأوراق، وهذا ما جعل مجلس إدارة تويتر يوفق على الصفقة حين كانت الظروف ملائمة.

هل يحاول إيلون ماسك تقليل سعر الصفقة؟

لا يعرف أحد دوافع ماسك الحقيقية للتشكيك في الصفقة، بينما يعتقد عديد المحللين أنه من الممكن أن يحاول الحصول على شروط أفضل. وبينت المحللة التقنية في هارجريفيس لانسداون، سوزانا ستريتر: ” 44 مليار دولار مبلغ ضخم، وما يفعله ماسك قد يكون استراتيجية منه لدفع مبلغ أقل لشراء المنصة”.

من جهته، وافق المحلل التقني في جيفريز جروب، برينت ثيل، على ذلك، موضحًا أن ماسك يحاول تعليق الصفقة لدفع سعر أقل، لكن بمجرد الاتفاق على صفقة من الصعب على مجلس إدارة أي شركة القبول بصفقة أقل منها، ونادرًا ما سمحت محاكم ديلاوير، التي تحكم في معظم قضايا الشركات، بحدوث ذلك ما لم يتفق الطرفان على ذلك.

هل يبحث ماسك عن مخرج؟

الاحتمال الآخر هو أن ماسك يتطلع للتراجع عن الصفقة، خاصةً مع موافقة تويتر على بند يسمح لماسك بالتراجع والتخلي عن عملية الاستحواذ مقابل مليار دولار. ومع ذلك، يمكن لشركة التواصل الاجتماعي أيضًا مقاضاته لإجباره على إكمال الصفقة.

من جهته، قال محامي عمليات الاندماج والاستحواذ في شركة المحاماة الأمريكية ديتشيرت، دانييل روبين، إن ماسك لا يمكنه الابتعاد عن طريق دفع رسوم الإنهاء، وأنه يمكنه إيجاد طريقة لإجبار تويتر على القبول بما يريده، من خلال توفير شروط تجعل تويتر بلا حل آخر سوى الموافقة على عرضه.

ربما يعجبك أيضا