استطلاعات رأي صينية.. كيف رأى الصينيون الولايات المتحدة وروسيا؟

وجد استطلاع جديد، أجراه باحثون دوليون، بعد الحرب الروسية الأوكرانية، أن آراء الصينيين سلبية بشأن أمريكا، وإيجابية بشأن روسيا، فضلًا عن ثقتهم بقيادات بلدهم.

وبحسب نائب مدير معهد الدراسات الآسيوية، ريتشارد توركساني، في تقريره المنشور في ذا ديبلومات 14 مايو 2022، أُجري استقصاء عام عبر الإنترنت، بعد أسابيع من بدء الحرب، على 3 آلاف و39 صينيًّا، مارس الماضي، يقدم لمحة عن مشاعر الصينيين تجاه بلدهم، وروسيا وأمريكا.

كيف أُجري البحث؟

بحسب التقرير، أجرى الاستطلاع فريق دولي من الباحثين، على 25 دولة، وذلك بتنسيق من جامعة بالاسكو، بالتشيك، كجزء من مشروعها البحثي”سينوفون بوردرلاندز” وتمويل من صندوق التنمية الإقليمية الأوروبية، الذي يهدف إلى تقديم نهج بحثي جديد تجاه الصين، يرتكز على إجراء حوار متعدد التخصصات ومقارنات بين الثقافات.

ونقل توركساني عن الاستطلاع أن روسيا هي الدولة الأكثر إيجابية، فقال 80% ممّن شملهم التقرير إنهم ينظرون إلى روسيا نظرة إيجابية، و12% فقط ينظرون إلى روسيا نظرة سلبية، بعد حربها مع أوكرانيا، من جهة أخرى، أخذت الولايات المتحدة نصيب الأسد في نسبة الآراء السلبية، فقال 60% إنهم ينظرون إليها نظرة سلبية، في حين كان لدى 31% فقط آراء إيجابية بشأنها.

تصورات الصينيين عن روسيا والولايات المتحدة

للحصول على صورة أكثر دقة لتصورات الصينيين عن الولايات المتحدة وروسيا، طرح الاستطلاع أسئلة لتفسير سبب ظهور هذه الصورة، وما إذا كانت هذه الصورة جيدة أم سيئة، فينظر الاستطلاع إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على أنهما قوتان عالميتان، لكنه ينظر إلى أمريكا في الغالب، من منظور سلبي، في حين أنه ينظر إلى روسيا من منظور إيجابي.

وبحسب التقرير، كان الانطباع الشائع عن الولايات المتحدة لدى الصينين، هو أنها متقدمة ومتطورة وقوية، ولكنها أيضًا متسلطة وتعيش على الحروب وسبب الفتنة في العالم، ومن جهة أخرى، كانت التصورات عن روسيا لدى الصينيين نمطية ومرتبطة بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتفتقر إلى أسباب منطقية.

هل انزعج الصينيون من الحرب الروسية الأوكرانية؟

بحسب التقرير، طرح الاستطلاع أسئلة لتقييم السياسة الخارجية للقوى الكبري، لكن الصينيين كانوا ينظرون إلى روسيا نظرة إيجابية، في حين أن الولايات المتحدة تصدرت الترتيب السلبي، متقدمة على الهند واليابان والاتحاد الأوروبي، ولم ينزعج الصينيون من الحرب الروسية الأوكرانية، رغم ما بها من انتهاك كبير لمبدأ الصين الذي روجت له منذ فترة كبيرة، وهو احترام سيادة وسلامة أراضي الدول الأخرى.

ومن جهتهم، لا يزال الصينيون ينظرون إلى روسيا عامة، والسياسة الخارجية الروسية خاصة، من منظور إيجابي للغاية، في حين يعدونها أيضًا دولة قوية، ومن المتوقع أن تتكرر الدراسة لمعرفة ما إذا كان يوجد أي دليل على أن فشل روسيا في تحقيق أهدافها في روسيا، قد غيّر تصورات الشعب الصيني عن روسيا في بعض الجوانب.

كيف تؤثر العلاقة الثنائية بين روسيا والصين في الصينيين؟

بحسب التقرير، يبدو أن مَن شملهم الاستطلاع تأثروا إلى حدٍّ كبير، بطريقة تقديم وسائل الإعلام الصينية للعلاقة الثنائية بين الصين وروسيا، وهو ما يتضح خاصة في حالة الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا اللتين ينظر إليها الصينيون نظرة إيحابية، وينظرون إلى السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي على أنها إيجابية نسبيًّا.

ومن جهة أخرى، يتوقع الصينيون أن يكون لدى السياسة الخارجية لهذه البلاد الأوروبية، ألمانيا وفرنسا مثلًا، وجهات نظر إيجابية عن الصين، في حين أن توركساني يشدد على أن فرنسا وألمانيا لديهما وجهات نظر سلبية للغاية تجاه الصين وسياستها الخارجية.

هل يثق الشعب الصيني بقياداته؟

بحسب التقرير، وجد الاستطلاع نتيجة مهمة أخرى، وهي ثقة الشعب الصيني بقياداته، عندما سُئل من شملهم الاستطلاع عن مدى إدراكهم القوة العسكرية والاقتصادية للقوى الكبرى، كان يُنظر إلى الصين على أنها الأقوى، في حين كان يُنظر إلى ثقافة الصين أيضًا على أنها الأكثر جاذبية، والجامعات الصينية هي الأكثر تفضيلًا.

وقد اتجه الاستطلاع إلى توجيه أسئلة عن مدى استعداد من شملهم الاستطلاع، للحصول على لقاح كورونا الذي تنتجه دول مختلفة، لكن اللقاحات الصينية كانت أكثر ثقة من أي لقاحات أخرى، بسبب أكثر من عامين من الدعاية الصينية السلبية عن اللقاحات الأمريكية، وتقديم اللقاحات الأوروبية على أنها لقاحات غير صحية، بل نَشْر نظريات حول الفيروس على أنه سلاح بيولوجي أمريكي.