روسيا تُخفِّض صادرات الغاز 3%.. هل تواجه ألمانيا شتاءً باردًا؟

علاء بريك

بعد مصادرتها شركةً روسية وعدة حزم من العقوبات.. ألمانيا تصف انخفاض واردات الغاز الروسي بمقدار 3% بالابتزاز.


في تعليقه على إنهاء الاعتماد على الطاقة الروسية، قال وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، إن “جوهر المسألة أنه عند أي نقطة نلحق الضرر ببوتين أكثر مما نلحقه بأنفسنا”.

ووفق صحيفة تزايت الألمانية، تعتمد برلين على الطاقة الروسية حدّ أنَّ عديدًا من الباحثين أشاروا أنه نقطة ضعف تقوِّض خياراتها السياسية، وفي 12 مايو الماضي، قلَّصَت روسيا صادراتها من الغاز إلى ألمانيا ما وصفته بلومبرج بأنه “تحذير لأوروبا”.

عقوبات ورد روسي

منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، سارعت الدول الغربية إلى فرض عقوبات متصاعدة على الاقتصاد الروسي والأوليجارشية بهدف الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف الحرب، وتراوحت هذه العقوبات بين حظر التصدير إلى روسيا، وعقوبات على شخصيات داعمة للكرملين، ووقف استيراد بعض منتجات الطاقة الروسية، وغير ذلك.

ومن جانبها، وضعت ألمانيا يدها على شركة تابعة لغاز بروم الروسية تحت ذريعة الحفاظ على استقرار أمنها الطاقي، والسبب أنَّ الشركة لم تحصل على تصريح نقل الملكية المطلوب من المستثمرين الأجانب في ألمانيا. وردت روسيا بمجموعة من الإجراءات كان أبرزها المطالبة بالدفع بالروبل، وآخرها تخفيض إمدادات الغاز إلى ألمانيا بواقع 3%.

ألمانيا: هذا ابتزاز

قالت ألمانيا إن روسيا تستخدم الطاقة كسلاح ضدها، للانتقام من العقوبات التي فرضتها أوروبا بعد الحرب على أوكرانيا. وأتت هذه التصريحات بعد تخفيض حجم إمدادات الغاز إلى الشركة التي وضعت ألمانيا يدها عليها بمقدار 10 ملايين متر مكعب يوميًّا، حسب تصريح لوزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابك.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، في 12 مايو الحالي في أثناء زيارته إلى برلين “يجب قطع أوكسجين الطاقة هذا، وهذا في صالح أوروبا… وعليها التخلص كليًّا من الاعتماد على الغاز الروسي، فقد بيّنت روسيا أنَّها شريكٌ لا يمكن الثقة به”، حسب ما أوردت شبكة “ذَ لوكال“.

ما التأثيرات؟

بحسب هابك، يمكن لألمانيا التعامل مع هذا الانخفاض في الإمدادات، فقد عوضته واردات الغاز من النرويج وهولندا، لكن المشكلة الحقيقية تقع في انخفاض الإمدادات إلى مستويات أدنى. وبغية توضيح التأثيرات المحتملة طرحت صحيفة دير شبيجل مثالًا من واقع شركة كبرى في صناعة الألومنيوم، شركة مَهلْمَن، التي وصف صاحبها التأثيرات بأنَّها ليست أقل من “كارثة”.

وإلى جانب الأثر المدمِّر في الصناعة، فإنَّ الآثار الأخرى لا تقل خطورة أيضًا. ويخشى الألمان من دخول فصل الشتاء مع نقص الغاز، كونه وسيلة تدفئة رئيسة في البيوت الألمانية، وسبق لبرلين في السنة الماضية أن عاشت شتاءً قارسًا، وليس من المستبعد أن يتكرر الأمر في الشتاء المقبل.

لتجنب الآثار

وضعت ألمانيا خطة طارئة للتعامل مع ملف الغاز والطاقة في ظل الأوضاع الحالية، وإضافة إلى ذلك وضعت خططًا لمحطات الغاز المسال التي من المتوقع أن تبلغ طاقتها السنوية 8 مليارات متر مكعب، وبحسب وكالة رويترز لا تمتلك ألمانيا بنية تحتية للغاز المسال، لكن محطة “داتش جيت” ستؤمن للمستهلك في ألمانيا الغربية 12 مليار متر مكعب، وستأتي مدخلاتها من الولايات المتحدة أو قطر أو غيرها من الدول.

وتسعى ألمانيا علاوة على ذلك منذ بداية الحرب الروسية إلى توعية المستهلك الألماني بضرورة خفض استهلاكه من الغاز، وحثّ على ذلك وزير الاقتصاد الألماني في أكثر من مناسبة، وقال في أحد تصريحاته “يجب على كل مستهلك للغاز تخفيض استهلاكه قدر استطاعته”.

ربما يعجبك أيضا