هل تزيل الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب؟

أحمد ليثي

يجب ألا تتعلق المحادثات بضمان الاستقرار النووي فقط، بل يجب أن تستهدف أيضًا القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان


تستعد إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لرفع 5 مجموعات متطرفة من قائمتها السوداء للإرهاب، يوم الجمعة 20 مايو 2022، بحسب وثيقة صادرة من وزارة الخارجية الأمريكية.

وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكين، أبلغ الكونجرس بعملية رفع بعض الجماعات من القائمة. ووفقًا لتقرير أندريز هاجستروم، في فوكس نيوز، في 15 مايو، شملت المجموعات “مجموعة إيتا في إقليم الباسك، وطائفة أوم، وحزب كاخ اليهودي، ومجلس شورى المجاهدين في ضواحي القدس، والجماعة الإسلامية”.

y

ما المنظمات التي رُفعت من قوائم الإرهاب؟

سترفع الولايات المتحدة من قائمة الإرهاب مجموعة إيتا في إقليم الباسك، والتي تأسست عام 1959 بهدف إقامة وطن مستقل على أساس المبادئ الماركسية التي تشمل مقاطعات في إسبانيا وفرنسا. بحسب موقعها الرسمي. وأيضًا طائفة أوم، اليابانية التي أسسها شوكو أساهارا، وتعني الحقيقة السامية، وتتبنى الأفكار البوذية والهندوسية والتنبؤات بيوم القيامة.

تؤمن “أوم” بأن كل من خارجها سيدخل الجحيم إلا لو قتل على يد أحد أعضائها. وفي 1995، نثر أعضاء الطائفة غاز الأعصاب في العاصمة طوكيو ومحطات المترو، ما أدى إلى وفاة 13 شخصًا وإصابة الآلاف. أما حزب كاخ والذي يضم “يهودًا إرهابيين” يؤمنون بوحدة الدم اليهودي ونقاءه، وينادون بإعلان السلطة المطلقة على فلسطين.

جماعات إرهابية إسلامية

في المقابل تنشط مجموعة شورى المجاهدين في غزة، وهي تتبع الجماعة السلفية المسلحة، وترتبط بالقاعدة، وفي 2014، أعلنت المجموعة دعمها للدولة الإسلامية في العراق والشام، ومسؤوليتها عن عديد العمليات الإرهابية في إسرائيل منذ تأسيس المجموعة في 2012، لتصنفها وزراة الخارجية الأمريكية على أنها منظمة إرهابية.

وفي هذا السياق، رفعت الخارجية الأمريكية الجماعة الإسلامية من على قوائم الإرهاب، والتي عدل عديد قياداتها عن مبادراتهم السابقة بنبذ العنف، معلنين تمسكهم بأيديلوجية الجماعة التي تدعو إلى الخروج على الحاكم الكافر حال عدم تطبيقه للشريعة، فضلًا عن وضع مخططات لنشر الفوضى في مؤسسات الدولة. بحسب مذكرة النيابة المصرية.

هل ترفع أمريكا الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب؟

وفق التقرير، يأتي الاستبعاد في وقت تواجه فيه إدارة بايدن انتقادات لبحثها إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء كجزء من مفاوضات الاتفاق النووي، وقال أحد كبار رجال الكونجرس الجمهوريين بشأن الوثيقة، يوم الجمعة 13 مايو، إن “إدارة بايدن أجرت إحاطات إعلامية حول الأمر لأشهر، وسارعت بإصدار الوثيقة على أمل ألا يلاحظها أحد”، وأن الجمهوريين يعتقدون أنها محاولة لرفع الحرس الثوري من القائمة.

أوضح هاجستروم في تقريره، أن الحرس الثوري الإيراني مسؤول مباشرةً عن مقتل نحو 600 فرد من الجيش الأمريكي، وأنه رغم أن 46 جنرالًا أمريكيًا متقاعدًا حثوا إدارة بايدن علنًا على عدم إزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء في إبريل، لكن العودة إلى اتفاق الرئيس السابق، باراك أوباما النووي، تمثّل أولوية قصوى لإدارة بايدن.

o

جولد ستار ترفض رفع الحرس الثوري من القائمة السوداء

بحسب تقرير رون بليتزر، في فوكس نيوز، في 21 إبريل، حثت منظمة جولد ستار، بايدن على إبقاء الحرس الثوري بالقائمة، وأرسلت المنظمة أشخاصًا فقدوا أفراد عائلاتهم في حرب العراق رسالة إلى الرئيس توضح الضرر الذي يمكن أن يسببه إزالة الحرس، مشيرةً إلى قلقها بشأن إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة كجزء من مفاوضاتهم بشأن الاتفاق النووي الجديد.

وجاء في الرسالة أن “الحرس الثوري الإيراني متورط في مؤامرات إرهابية لقتل مسؤولين سابقين في الحكومة الأمريكية، وأن وكلاءه الإرهابيين في العراق وسوريا واصلوا مهاجمة القوات والمصالح الأمريكية في كلا البلدين خلال العام الماضي، وبالتالي خروجهم من القائمة سيعطيهم الضوء الأخضر لاستهداف الأمريكيين ومهاجمة حلفائنا”.

إيرانيون امريكيون يرفضون رفع الحرس الثوري من القائمة السوداء

بحسب تقرير فوكس نيوز، في 12 إبريل، حثت مجموعة تضم أكثر من 500 عالم وباحث ومهندس إيراني أمريكي بايدن، أمس الثلاثاء، على عدم إزالة الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية مع توقف المحادثات النووية، فيما طالبت إيران بتخفيف العقوبات وإزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء للإهاب، وهي خطوة نظرت إليها الإدارة كخطوة مقابل السلام الإقليمي.

وقال الأستاذ بجامعة كونيتيكت وعميد كلية الهندسة، كاظم كازرونيان، لشبكة فوكس نيوز، إن “النظام الإيراني يقف على ركيزتين، أحدها هو القمع في الداخل والإرهاب في الخارج”، وأن الحرس الثوري الإيراني كان الأداة الرئيسة في تأمين بقائه وتحقيق هذين الهدفين، مضيفًا: “هذا سبب حرصهم الشديد على إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية”.

gg

ما طلبات الإيرانيين الأمريكيين؟

قال كازرونيان للمصدر نفسه إن المحادثات يجب ألا تتعلق فقط بضمان الاستقرار النووي، بل يجب أن تستهدف أيضًا القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، متابعًا: “عندما تنظر إلى الاحتجاجات المستمرة ضد النظام داخل إيران، ستجدون أنه نظام ضعيف وفاقد للشرعية، في إشارة إلى أن منظمة مجاهدي خلق تكسب أرضًا داخل إيران كل يوم”.

ودعا كازرونيان إلى نظر أكثر شمولية لقضية إيران من أجل السلام والاستقرار العالميين. وزعمت الرسالة، التي وقعها مع 501 عالم إيراني أمريكي آخر، أن الحرس الثوري الإيراني لا يحمي الديكتاتورية الإيرانية فحسب، بل يعيق أي تقدم في مجال حقوق الإنسان.

شروط طهران للعودة للاتفاق النووي

بحسب التقرير، وضع المشرعون الإيرانيون عددًا آخر من الشروط التي يريدون من الولايات المتحدة الالتزام بها من أجل الموافقة على إحياء اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، فدعت طهران واشنطن إلى الموافقة على عدم الانسحاب مرة أخرى من الاتفاق بعد انسحاب إدارة ترامب في 2018، إلى جانب التعهد بعدم فرض عقوبات سريعة.

من جهته، قال العالم الإيراني الأمريكي إن القضية الحقيقية تكمن في اعتقاده أن إيران لن تتوقف حتى تحصل على سلاح نووي،  سواء كان هناك اتفاق دولي يمنع تطويره أم لا، وأنه يصر على تحميل طهران مسؤولية القضية النووية برمتها، مطالبًا الرئيس بايدن بالوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في سعيه من أجل الحرية.

ربما يعجبك أيضا