هل تنجح جهود إعادة حبوب روسيا وأوكرانيا إلى موائد الشرق الأوسط؟

هالة عبدالرحمن

أعلنت روسيا أنها تعتزم تعزيز صادراتها من القمح إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرقى آسيا، وأنها لا تزال موردا موثوقا للحبوب بالعالم، إذ قامت في مارس وإبريل 2022 بزيادة الإمدادات بما في ذلك إلى الدول غير الصديقة.


تبذل أطراف دولية جهودًا لاستعادة الحبوب التي تصدرها روسيا وأوكرانيا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، وسط أزمة عالمية تشهدها الأسواق بسبب الحرب المحتدمة منذ 86 يومًا، حتى اليوم الجمعة 20 مايو 2022.

وظهرت تقارير عديدة واتهامات متبادلة بين موسكو وكييف بمنع تصدير سفن محملة بالحبوب عبر البحر الأسود، علمًا بأن أوكرانيا إحدى سلال الخبز في العالم، حتى إنها أنتجت 10% من صادرات القمح العالمية في عام 2021، وأنتجت روسيا 17%، وفقًا لـ“فوربس”.

دعم جهود استعادة الأمن الغذائي العالمي

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، لإعادة الحبوب الأوكرانية إلى السوق الدولية وسط الحرب، في الوقت الذي توالت فيه تحذيرات الأمم المتحدة، وبرنامج الغذاء العالمي والولايات المتحدة من أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق. وحذرت الأمم المتحدة من أن العالم قد يواجه مجاعات تستمر لسنوات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وبحسب “فوربس”، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: “لقد تحدث إلينا الأمين العام للأمم المتحدة عن خططه ومناقشاته مع الأوكرانيين والروس حول هذه القضية”، وبعد زيارته روسيا وأوكرانيا في مايو الحالي قال جوتيريش إنه مصمم على المساعدة في إعادة الإنتاج الزراعي في أوكرانيا وإنتاج الغذاء والأسمدة في روسيا وبيلاروسيا إلى الأسواق، على الرغم من الحرب.

تضرر الأسواق العالمية من الحرب بين روسيا وأوكرانيا

كخطوة أولى، دعا المسؤول الأممي لزيادة المساعدات الطارئة للزراعة، لجعل نظم الأغذية الزراعية أكثر كفاءة ومرونة واستدامة، وقال إنه لا بد من إعادة تصميم إنتاج الأغذية وتجهيزها في جميع أنحاء العالم لتصبح أكثر مرونة.

وترى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن الحرب في أوكرانيا فاقمت زيادة أسعار الغذاء العالمية، لأن روسيا وأوكرانيا مصدران مهمان في أسواق الحبوب العالمية، بالإضافة إلى أن روسيا واحدة من أكبر مصدري الأسمدة في العالم، وفقًا لـ“يو إس نيوز”.

وتمثل روسيا وأوكرانيا معًا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، وتُعد أوكرانيا مُصدِّرًا رئيسًا للذرة والشعير وزيت عباد الشمس وزيت بذور اللفت. وتمثل روسيا مع بيلاروسيا اللتي دعمت موسكو في حربها في أوكرانيا، أكثر من 40% من الصادرات العالمية من مغذيات المحاصيل.

مجاعة عالمية بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا

عطلت الحرب الصراع عمليات الشحن في البحر الأسود، وخنقت الصادرات من أوكرانيا وروسيا، فاضطرت أوكرانيا الآن إلى التصدير بالقطار أو عبر موانيها الصغيرة على نهر الدانوب. وتُظهر بيانات وزارة الزراعة أن صادراتها من الحبوب تراجعت أكثر من النصف حتى الآن في مايو، مقارنة بالفترة نفسها قبل عام.

من جهته، حذر جوتيريش من مجاعة عالمية تستمر لسنوات، وفق حساب المنظمة الدولية على “تويتر” أمس الخميس، وتابع: “العالم قد يواجه نقص إمدادات الغذاء عالميًّا في الأشهر المقبلة، إذا لم ترجع الصادرات الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الحرب المتواصلة منذ 24 فبراير الماضي”. وأوضح أن هذا الصراع “يهدد بدفع عشرات الملايين من الناس إلى حافة انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية والجوع الجماعي”.

مطالبات بالسماح بتصدير الحبوب

كإجرائين اقترحهما جوتيريش لحلّ الأزمة، دعا روسيا للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية المخزّنة في مرافئ هذا البلد، وطالب في الوقت ذاته الغرب بالسماح بوصول الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.، ويتفاوض جوتيريش حول هاتين المسألتين منذ أسابيع عدّة مع كلّ من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تركيا التي يمكن أن تساعد في إزالة الألغام الموضوعة بالقرب من المواني الأوكرانية وتأمين سلامة حركة السفن.

وقال الأمين العام: “أنا متفائل، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنجتازه. إن التداعيات الأمنية والاقتصادية والمالية المعقدة تتطلب حسن النية من جميع الأطراف”، رافضًا الإفصاح عن مزيد من التفاصيل كي لا يقلل ذلك من فرص التوصل إلى اتفاق، بحسب “دويتشه فيليه”.

رئيس الاتحاد الإفريقي والتفاوض مع روسيا

قال رئيس السنغال، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ماكي سال، الاثنين الماضي، إنه سيزور أوكرانيا وروسيا قريبًا لمناقشة إمكانية شراء مخزون كافٍ من القمح والحبوب والأسمدة للقارة الإفريقية، وذلك خلال حديثه في افتتاح مؤتمر وزراء المالية الأفارقة 54 للاقتصاد.

وبحسب وكالة “تاس” الروسية، قال رئيس الاتحاد الإفريقي: “تلقينا تفويضًا من إفريقيا لنطلب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تهيئة الظروف حتى تتمكن أوكرانيا من تصدير الحبوب والأسمدة التي نحتاج إليها”، ودعا لـ”رفع بعض العقوبات المفروضة على روسيا حتى تتمكن من تجارة وتوريد الأسمدة إلى إفريقيا”.

موقف روسيا من الشرق الأوسط وإفريقيا

أعلنت روسيا أنها تعتزم تعزيز صادراتها من القمح إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرقي آسيا. وقال وزير التنمية الاقتصادية الروسى مكسيم ريشيتنيكوف، إن موسكو تعتزم تعزيز توريد القمح لدول جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا. وأضاف ريشيتنيكوف أن روسيا لا تزال موردًا موثوقًا للحبوب بالعالم، وقد زادت إمداداتها في مارس وإبريل 2022 حتى إلى الدول غير الصديقة، وفقًا لـ“روسيا اليوم”.

وعلى الرغم من الانخفاض العالمي في الإمدادات الغذائية للأسواق الدولية، أصبحت روسيا أكبر مصدر للحبوب، بعد شحن 30 مليون طن إلى 100 دولة في العالم، وأكثر الإمدادات اتجه إلى تركيا ومصر ودول جنوب آسيا، بحسب وزير الاقتصاد الروسي.

ربما يعجبك أيضا