لماذا تتجه الأوليجارشية الروسية إلى تركيا؟

رصد موقع بزنس إنسايدر، دخول 5 يخوت جديدة مملوكة لأفراد من الأوليجارشية الروسية إلى المياه التركية لتجنب المصادرة الغربية في ظل العقوبات الأوروبية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

بالإضافة إلى اليخوت، ازدادت وتيرة شراء العقارات التركية من جانب الأوليجارشية الروسية، وعزا بعض الخبراء الزيادة إلى انغلاق أبواب الاستثمار القديمة في أوروبا أمام الروس، فماذا يجذب الأوليجارشية الروسية إلى السوق التركية؟

أصدقاء بوتين

منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، زادت العقوبات الغربية على المليارديرات الروس بغية التضييق على مصادر التمويل المحتملة للحرب الروسية على أوكرانيا.

على سبيل المثال، فرضت بريطانيا عقوبات على 7 أباطرة أعمال روس، من بينهم رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي اللندني. وتشمل العقوبات تجميد الأرصدة والأصول تسببت بخسارة لا تقل عن 35 مليار دولار من أموال الأوليجارشية.

يخوت وعقارات

بحسب موقع بزنس إنسايدر، رست على الشواطئ التركية مؤخرًا 5 يخوت لمليارديرات روس في محاولة لتجنب العقوبات الغربية، وسعى هؤلاء لنقل أصولهم إلى أماكن لا تفرض عقوبات على المواطنين الروس بعد الحرب في أوكرانيا.

وفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي، ارتفعت مبيعات المنازل للأجانب بأكثر من النصف في فبراير 2022 مقارنةً بالفترة ذاتها من السنة السابقة. وزادت المبيعات لمشترين روس 96٪، بينما ارتفعت المبيعات للأوكرانيين 85%.

الموقف التركي

رحب وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أوغلو، بالمليارديرات الروس في بلده سواء أتوا مستثمرين أو سيّاح، بحسب تصريحات لشبكة سي إن بي سي. ولم يعترض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على دخول الأصول الروسية إلى بلاده.

تأخذ تركيا موقفًا محايدًا من الحرب الروسية ضد أوكرانيا وتحاول الموازنة بين تحالفاتها مع الغرب وعلاقاتها مع روسيا. وقال بعض الخبراء إن السياسة التركية قد تؤذيها لكونها قصيرة النظر ولا تأخذ بحسبانها الآثار بعيدة المدى.

لماذا يذهب الروس إلى تركيا؟

لا تفرض تركيا عقوبات على روسيا أو مواطنيها، وفي الآن ذاته قد لا تخضع للضغوطات الغربية لمصادرة أو تجميد الأصول الروسية على أراضيها، وقد تمكِّن العلاقة الجيدة مع السلطة التركية من تأمين الأصول الروسية ضد المصادرة، حسب ما كتبت مجلة فوربس.

إلى جانب غياب العقوبات، تشير مديرة الاتصالات في شركة سبيس للعقارات في تركيا، زينب فرات أوغلو، إلى أنَّ المليارديرات الروس قد يستطيعون في وقت قريب الحصول على الجنسية التركية من خلال شراء العقارات التركية، ما قد يسهِّل عمل واستثمار هؤلاء الأفراد.