قصور تتهادى على الماء.. مَن يملك اليخوت الفاخرة؟ ولماذا؟

في 3 مايو 2022، صادرت الإدارة الأمريكية يخت الملياردير الروسي سليمان كريموف بعد وصوله إلى سواحل ولاية فيجي في إطار العقوبات الغربية على روسيا.

يمتلك عدة مليارديرات روس يخوتًا فاخرة تبلغ أثمانها مئات المليارات، وقد يظن المرء أنَّ هذه اليخوت الفاخرة حكر على الروس وحدهم، فما صحة هذا الظن؟ ولماذا يشتري ملياردير ما يختًا فاخرًا؟

السوبر يخت

بحسب مجموعة “سوبر يخت تايمز“، تُصنَّف اليخوت إلى عدة أنواع بناءً على أطوالها، فالأكثر من 40 مترًا يعد سوبر يخت، لكنَّ الطول ليس العامل الوحيد في تحديد يخت ما أو سفينة على أنّه سوبر يخت، لذا تتخذ عملية التحديد مسارها بالحكم على كل حالة على حِدة.

مع تداول أخبار العقوبات على المليارديرات الروس ومصادرة عدة يخوت يملكونها وتحرك يخوت أخرى نحو تركيا لتجنب المصادرة، يظن المرء أنَّ الروس هم المشتري الأكبر لهذه النوعية من اليخوت.

نظرة إلى السوق اليخوت السوبر

يشير تقرير لصحيفة فايننشال تايمز إلى أنَّ عدد اليخوت الأطول من 40 مترًا يقرب من ألفين ويملك الروس منها 9% فقط لا غير، وفق قراءة الصحيفة لبيانات مجموعة “سوبر يخت تايمز”.

بالنسبة لليخوت الأطول من 80 مترًا، فيمتلك الروس منها 20%، وعددها الإجمالي 153 يختًا فقط لا غير، ولا تمثِّل هذه الفئة إلا 8% من مجموع اليخوت الأطول من 40 مترًا.

ما السائد في السوق؟

يتحدث أحد المطلعين لصحيفة فايننشال تايمز عن هذه السوق، قائلًا: “تستمر الصناعة بفضل مشتري اليخوت البالغ طولها بين 24 إلى 50 مترًا”. ويبلغ عدد اليخوت الأطول من 24 مترًا 11 ألفًا يملك الأمريكيون نصفها.

لا تسود الأوليجارشية في هذه الفئة، بل مشترون عاديون ممن حصلوا على مكاسب جيدة من التجارة والصفقات المالية، وتتراوح أسعار هذه الفئة عند 5 مليون دولار.

مَن يملك اليخوت الفاخرة؟

تكلِّف اليخوت السوبر 500 مليون دولار تقريبًا، ولا يمكن إلا لطبقة الأمراء وأفراد بعض العائلات الحاكمة في الخليج العربي أن يتحملوا تكلفة شرائها، بحسب الفايننشال تايمز.

يمتلك الشرق الأوسط 38 يختًا سوبر من أصل 340 يختًا في نهاية 2021، حسب بيانات مجموعة “سوبر يخت تايمز”. وبحسب مجموعة “بوت إنترناشونال”، فإنَّ الروس ينفقون في سوق اليخوت نحو 3.9 مليار دولار.

لِماذا يشترونه؟

يسود اعتقاد بأنَّ هذه اليخوت، شأنها شأن الأصول الفاخرة الأخرى، وسيلة لممارسة غسيل الأموال، على اعتبار أنَّ مالكيها حصلوا على ثرواتهم بطرائق غير شرعية إلى هذا الحد أو ذاك.

لكن على عكس هذا الاعتقاد، فليس من السهل استخدام اليخوت لغسيل الأموال، لا سيّما مع وجود أساليب أنجع لغسل الأموال من هذا الأسلوب الفج، بل الأحرى أنَّ امتلاك هذه اليخوت يمثِّل وسيلة لإبراز ثراء المرء ومستواه الاجتماعي فيما يعرف بالاستهلاك التفاخري.