أمام البرلمان الأوكراني.. رئيس بولندا يدعم انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي

آية سيد

دودا هو أول قائد أجنبي يخاطب البرلمان الأوكراني شخصيًّا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.


في زيارة مفاجئة لكييف، يوم الأحد 22 مايو 2022، أوضح رئيس بولندا، أندريه دودا، أن أوكرانيا وحدها لديها الحق في تقرير مستقبلها.

وفي كلمة أمام البرلمان الأوكراني، رفض دودا الاقتراحات بأن تتنازل أوكرانيا عن جزء من أراضيها لروسيا مقابل إنهاء الحرب الروسية التي بدأت منذ 3 أشهر، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في 22 مايو الجاري.

دعم بولندي لأوكرانيا

أشارت وول ستريت جورنال إلى أن دودا هو أول قائد أجنبي يخاطب البرلمان الأوكراني شخصيًّا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية. وفي كلمته أعلن دودا أن بولندا تدعم حق أوكرانيا في اتخاذ قراراتها في أي مباحثات مع روسيا. وأضاف ظهرت أصوات مقلقة في أوروبا تقول إن أوكرانيا يجب أن تستسلم لمطالب روسيا. وحدها أوكرانيا تمتلك الحق في تقرير مستقبلها.

تأتي هذه التصريحات بعد اقتراح بعض القادة الأوروبيين تقديم تنازلات كافية لروسيا لحفظ ماء وجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وإنهاء الحرب. ولم يحدد دودا الدول التي تضغط على أوكرانيا.

لكن إيطاليا قالت، يوم الجمعة الماضية إنها قدمت خطة سلام من 4 نقاط للأمين العام للأمم المتحدة. وتنص الخطة المقترحة على إعلان أوكرانيا دولة محايدة، ومنح الاستقلال الذاتي للقرم ودونباس، والإنهاء التدريجي للعقوبات على روسيا، بحسب صحيفة لا ريبابليكا الإيطالية.

إنهاء العدوان الروسي

رئيس بولندا يلقي كلمة أمام البرلمان الأوكراني

قال أندريه دودا: “يجب على العالم والمجتمع الدولي المطالبة بإنهاء العدوان الروسي والانسحاب الكامل من أراضي أوكرانيا. إذا ضحينا بشبر واحد من الأراضي الأوكرانية أو سيادتها، لأجل مصلحة اقتصادية أو طموح سياسي، ستكون ضربة موجعة، ليس فقط لأوكرانيا بل للمجتمع الغربي بأسره”.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى المضي قدمًا في جهوده لعزل نفسه عن الاقتصاد الروسي. ولفتت الصحيفة إلى أن الاتحاد على وشك الموافقة على حزمة جديدة من العقوبات التي ستشمل حظرًا على النفط الخام الروسي، رغم أن رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، يقف في طريقها. وشدد دودا قائلًا: “لن أرتاح حتى تصبح أوكرانيا عضوًا في الاتحاد الأوروبي”.

نقل القمح الأوكراني للأسواق الدولية

?width=1260&size=1

مستودع قمح يتعرض للدمار خلال المعارك في خاركيف

لفتت الصحيفة إلى أن دودا، في زيارته الثانية لأوكرانيا منذ بدء الحرب، يتطلع إلى مساعدة أوكرانيا في نقل الحبوب إلى الأسواق الدولية، متجاوزة قبضة روسيا البحرية في البحر الأسود. ومن المقرر أن يسافر دودا إلى مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، الشهر المقبل للمساعدة في تنسيق تلك الشحنات.

في هذا الصدد، التقى أندريه دودا بالرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لبحث كيفية إخراج محصول القمح الأوكراني من البلاد عبر الموانئ وخطوط السكة الحديدية في بولندا وجيرانها. هذا وتمتلئ المستودعات بالقمح والحبوب الأخرى التي عجزت أوكرانيا عن شحنها منذ فبراير.

وتعتمد أوكرانيا أيضًا على الشحنات القادمة من بولندا وعبرها لتخفيف نقص الوقود الحاد الناتج عن ضرب روسيا لمصافي النفط الأوكرانية ومنشآت تخزين الوقود.

تنسيق الجهود بين بولندا وأوكرانيا

ذكرت الصحيفة أن زيلينسكي قال، في كلمته أمام البرلمان، إن بلاده ستمنح وضعًا قانونيًّا خاصًّا للبولنديين المقيمين في أوكرانيا. وكانت بولندا استقبلت ملايين اللاجئين الأوكرانيين منذ بداية الحرب.

وقال مسؤول في مكتب دودا إن الحكومتين تتطلعان إلى توقيع اتفاقية مشابهة لمعاهدة الإليزيه 1963، الموقعة بين فرنسا وألمانيا الغربية، والتي أصبحت أساسًا للاندماج الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية. وتهدف الاتفاقية إلى الالتقاء بانتظام وتنسيق القرارات السياسية المهمة.

تصاعد القتال في دونباس

بالتزامن مع زيارة دودا، تصاعد القتال في إقليم دونباس، شرق أوكرانيا، بعد أن أعلنت روسيا سيطرتها الكاملة على مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول، وفقًا لموقع صوت أمريكا، في 22 مايو. وشنت روسيا هجمات بالمدفعية والصواريخ على المعقل الصناعي لأوكرانيا، واشتبك الانفصاليون المدعومون روسيًّا مع قوات كييف منذ استيلاء روسيا على القرم في 2014.

وفي خطاب لأمته، مساء السبت الماضي، وصف زيلينسكي الوضع في دونباس بأنه “شديد الصعوبة”، لكن قدرة بلاده على الصمود في وجه حرب شاملة ضد روسيا لـ3 شهور “خبر سار”. وقال إنه يتعين على دول الاتحاد الأوروبي التفكير في رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد في أسرع وقت ممكن في سياق الغزو الروسي.

وفي سياق متصل، استبعد كبير مفاوضي أوكرانيا مع روسيا ومستشار زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، وقف إطلاق النار أو تقديم تنازلات لموسكو. وقال: “لن تنتهي الحرب. سيكون مجرد توقف لبعض الوقت. ثم سيبدؤون هجومًا جديدًا، أكثر دموية وأوسع نطاقًا”.

سقوط ماريوبول

?width=1260&size=1

ماريوبول تتحول إلى حطام

 

وفقًا لتقرير صوت أمريكا، لم تؤكد أوكرانيا خضوع ماريوبول إلى السيطرة الروسية الكاملة. وشهدت المدينة الحصار الأكثر دموية في الحرب، بتعرضها للقصف الروسي لما يقارب 3 أشهر. وتحول معظم المدينة إلى حطام، مع تقديرات بموت أكثر من 20 ألف مدني. ويعتبر الاستيلاء على ماريوبول أهم مكسب لروسيا في الحرب، لأنه يضيف إلى هدف موسكو بإنشاء طريق برية من روسيا إلى القرم وربما ما وراءها.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، دمرت روسيا، السبت الماضي، قاعدة عمليات خاصة أوكرانية بالقرب من أوديسا، الميناء الأوكراني الرئيس على البحر الأسود.  كذلك دمرت أيضًا مخبأ للأسلحة الغربية في منطقة جيتومير، شمالي أوكرانيا. ولم يصدر تأكيد من الجانب الأوكراني.

 

ربما يعجبك أيضا