تقدِّم خدمات سلاسل التوريد بالكامل.. كيف تطوِّر موانئ دبي نفسها؟

أحمد ليثي

تعمل موانئ دبي العالمية على تنويع محفظتها في السنوات الأخيرة، فهي لا تقدم خدمات تلقي المواد الخام فقط، لذلك تستثمر في الخدمات اللوجستية والتكنولوجية لتعزيز قدرتها على نقل البضائع.


قال المدير التنفيذي لموانئ دبي العالمية، عبدالله بن دميثان، في منتدى دافوس الاقتصادي، إن مرونة ميناء جبل علي التجاري ساعدته على النمو، خلال اضطرابات كورونا.

وبحسب ذا ناشونال الإماراتية، في تقريرها المنشور 25 مايو 2022، تهدف موانئ دبي العالمية، إلى أن تكون لاعبًا رئيسًا في كل مراحل سلسلة التوريد التجارية، بدءًا من تلقي المواد الخام من الموردين في موانئها، وإرسالها إلى المصنعين، ثم تسليم البضائع الجاهزة لعملائها.

الدميثان

عبدالله بن دميثان

موانئ دبي تقدم خدمات سلاسل التوريد بالكامل

بحسب التقرير، قالت الشركة، في مارس الماضي، إن أرباحها السنوية ارتفعت 5.9% لتصل إلى 896 مليون دولار في عام 2021 على خلفية ارتفاع الإيرادات من عمليات الاستحواذ والامتيازات الجديدة والممرات التجارية سريعة النمو في آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا، ونمت الإيرادات 26.3% سنويًّا لتصل إلى 10.77 مليار دولار.

ومن جهته، قال بن دميثان “إن موانئ دبي العالمية تعمل على تنويع محفظتها في السنوات الأخيرة، فلا نقدم خدمات تلقي المواد الخام فقط، بل نستثمر في الخدمات اللوجيستية والتكنولوجية، لتعزيز قدرتنا على نقل البضائع، لأننا نريد أن نقدم خدمات سلسلة التوريد بالكامل، من المصانع إلى أبواب العملاء”.

كيف تطور موانئ دبي نفسها؟

قال الدميثان، لصحيفة ذا ناشونال “لدينا مسؤولية تجاه تحسين سلسلة التوريد، ولا يكفي أن نكون مجرد مشغل للموانئ، وهو ما يجعلنا نطوّر التكنولوجيا التي تربط البضائع رقميًّا، ومعرفة حركة البضائع كافة، والنظر إلى البيانات ودعم عملائنا والتوصل إلى أفكار جديدة.

وتابع: “نحن نستثمر في قدراتنا اللوجيستية والرقمية لربط الشحنات، وافتتاح جسور تجارية، ونعمل على ذلك مع نظرائنا في الهند وإفريقيا وأوروبا، فضلًا عن أننا استثمرنا بكثافة في مستودعاتنا الخاصة، وقدراتنا في النقل بالشاحنات والخدمات اللوجيستية، بحيث تتجاوز موانئنا خدمات تلقي المواد الخام إلى تقديم الخدمات التي تحتاج إليها سلاسل التوريد كافة”.

الاستثمار في التكنولوجيا

بيّن الدميثان، في اجتماع دافوس السنوي، أن “شركة موانئ دبي اعتادت الاستثمار بكثافة في البنية التحتية والبنية الفوقية والتطوير التكنولوجي، ورغم أني تلقيت استفسارات من جميع الأنحاء تقول لي كيف تفعل هذا في زمن الوباء، فإن الأيام أثبتت أن رؤيتنا صحيحة، لأننا كنا المحطة والمنطقة الحرة الوحيدة القادرة على العمل في زمن الوباء”.

وأوضح الدميثان أن الميناء والمنطقة الحرة متجاوران، لذا وفّر الاستثمار فيهما قدرة كبيرة للإمارات على التعامل بقدر جيد مع الجائحة، وهو ما أثبته تنظيم بلاده لـ”إكسبو دبي 2020″. وتابع “إن هذا الحدث مثال جيد للغاية لإثبات قدرتنا على التعامل مع الأزمات التي تأتي عبر المنطقة أو في أي مكان بالعالم”.

موانئ دبي العالمية

لماذا لم تتأثر الإمارات بجائحة كورونا؟

بحسب تقرير ذا ناشونال، يقع العديد من المناطق اللوجيستية حول جبل علي، والتي تساعده على تقديم خدماته، مثل المنطقة الحرة، والمنطقة الاقتصادية، ومنطقة دبي للسيارات، ومدينة النسيج، والخور، وجميعها تديرها موانئ دبي العالم، بالإضافة إلى الذراع اللوجيستية الأهم، دبي التجارية، وهي منطقة رقمية كاملة.

وقد تمكنت موانئ دبي من تقديم شيء مختلف في أثناء الوباء، فقد سهلت تدفق سلاسل التوريد عندما كانت تتلقى الشحنات عن طريق البحر في موانئها، وتعيد إرسالها عن طريق الجو، بسبب إغلاق بعض الموانئ العالمية بسبب الوباء. وكشف الدميثان عن أن هذه الخدمة كانت فريدة من نوعها حول العالم.

موانئ دبي العالمية 1

موانئ دبي

موانئ جبل علي تنقل البضائع برًّا وبحرًا وجوًّا

قال الدميثان “إن الشيء الفريد في جبل علي، هو أننا لا نعمل في وضع واحد، لأننا قادرون على تزويد عملائنا بأنماط تشغيل ونقل أخرى للبضائع، حتى نحافظ على سهولة تدفق سلاسل التوريد”، وأوضح بن دميثان أن البضائع العامة لم تقتصر على الحاويات فحسب، بل تمكننا أيضًا من نقل البضائع المقطوعة.

وتابع: “نقدم أيضًا خدمة النقل الجوي، لأن شركتنا تقدم خدماتها برًّا وبحرًا وجوًّا، وفي المستقبل القريب بالسكك الحديدية، لذلك فإن هذا يمنح عملاءنا المرونة لنقل بضائعهم من دبي وجبل علي إلى السعودية وعبر البحر الأبيض المتوسط وحتى مصر، عن طريق البحر أو البر، عبر الدول المجاورة”.

ربما يعجبك أيضا