الأردن يتهم سوريا بتسهيل تهريب المخدرات عبر الحدود.. وإيران في الخلفية

أحمد ليثي

تشارك العديد من المجموعات في تهريب المخدرات بين سوريا والعراق، بما في ذلك حركة العبد، ولواء الطفوف، وعصائب أهل الحق


اتهم الأردن وحدات من الجيش السوري موالية لإيران بتكثيف محاولاتها لتهريب مخدرات عبر الحدود الأردنية إلى أسواق الخليج.

وبحسب تقرير رويترز، يوم الاثنين 23 مايو 2022، قال المتحدث باسم الجيش الأردني، العقيد مصطفى الحياري، إن بلاده تواجه حرب مخدرات على طول الحدود بقيادة منظمات مدعومة من مليشيات إيرانية تستهدف الأمن القومي الأردني.

لماذا تمر تجارة المخدرات عبر الأردن؟

بحسب تقرير رويترز، يعد الأردن مسار عبور رئيسًا إلى دول الخليج الغنية بالنفط للحصول على الأمفيتامين السوري رخيص الصنع، المعروف باسم الكبتاجون، والذي أصبحت سوريا موقع الإنتاج الرئيس له في المنطقة، بحجم تجارة يقدر بمليارات الدولارات، ويتوجه إلى أوروبا أيضًا.

وتنفي حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، تورطها في صناعة المخدرات وتهريبها، ولكن الارتفاع الحاد في محاولات التهريب أجبر الأردن على تغيير قواعد الاشتباك للجيش، وأعطى سلطة استخدام القوة الساحقة لمقاتليه، ما أدى إلى قتل 4 مهربين في المواجهة الأخيرة التي خلفت 40 قتيلًا وإصابة المئات على طول الحدود في جنوب سوريا.

1238558410 scaled

الحدود السورية الأردنية ليست الوحيدة

وفقًا لتقرير آسيا تايمز، المنشور أمس الثلاثاء 24 مايو 2022، صادرت قوات الأمن العراقية خلال شهر إبريل الماضي، ما يقرب من 16 مليون حبة كبتاغون الذي سرعان ما أصبح أحد أكثر المخدرات انتشارًا في الشرق الأوسط، وهو مشروع إجرامي، تسهله وحدات الحشد الشعبي العراقية.

وتأتي غالبية الكبتاغون العراقي من سوريا، بصفتها المنتج الرئيس لهذه الحبوب في المنطقة، ولكن السلطات العراقية عززت تطبيق القانون لمكافحة الزيادة الكبيرة في تهريب الكبتاغون إلى البلاد، وهو تغيير مرحب به بعد سنوات من الإهمال، ولكن من شبه المؤكد أن هذه الجهود ستفشل إذا استمرت مشاركة وحدات الحشد الشعبي في تجارة المخدرات.

انسحاب روسيا يسمح بالمزيد من الانتهاكات

بحسب تقرير رويترز، أثار النفوذ المتزايد للميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك جماعة حزب الله اللبنانية في جنوب سوريا، قلق الأردن وإسرائيل، وقال مسؤولون أردنيون إنهم أثاروا مخاوفهم مع الجانب السوري بشأن الارتفاع المقلق للتهريب، ولكنهم لم يروا أي محاولة حقيقية لتضييق الخناق على التجارة غير المشروعة.

وقال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، الأسبوع الماضي، إنه يخشى أن يسمح انسحاب روسيا من جنوب سوريا نتيجة حرب أوكرانيا لميليشيات مدعومة من إيران بملء الفراغ، وقال رئيس أمن الحدود، العميد أحمد خليفة، لصحيفة البلاد: “مطالبنا كانت دائما أن تؤدي القوات عملها ولكننا لم نشعر حتى الآن أن لدينا شريكًا حقيقيًّا في حماية الحدود”.

jordanian military 170214

ما حجم تجارة المخدرات؟

بحسب تقرير آسيا تايمز، في الأشهر الأربع الأولى من العام 2022، اعترض الجيش الأردني 17 مليون حبة كبتاجون، مقارنة بـ 15.5 مليون حبة خلال العام 2021، و 1.4 مليون حبة خلال 2020، ولكن الجيش رفع من تدابير مكافحة المخدرات على طول الحدود مع سوريا، وأمر جنوده بفتح النار على المتسللين، ما زاد من المخاطر التي يواجهها المهربون.

وتشارك وحدات الحشد الشعبي التي تسيطر على جانبي الحدود السورية العراقية، مباشرة في تسهيل تهريب المخدرات إلى العراق، إلى جانب سيطرتها القوية على معبر القائم الحدودي الرسمي، ويدير الحشد الشعبي عشرات الممرات المؤقتة غير الرسمية بين البلدين، مثل المعابر في السكاك وعكاشات والحويجة والسنجق.

تجارة المخدرات برعاية شبه رسمية

وفقًا لتقرير آسيا تايمز، تشارك العديد من المجموعات في تهريب المخدرات بين سوريا والعراق، بما في ذلك حركة العبد، ولواء الطفوف، وعصائب أهل الحق، ومع ذلك ورد أن كتائب حزب الله لها التأثير الأكبر على تجارة التهريب.

ووجد التقرير أن معظم عمليات تهريب المخدرات تحدث بالتنسيق ين الفصائل المسلحة والمهربين، الأمر الذي يمنح الفصائل المسلحة إمكانية الإنكار إذا اعترضت السلطات هذه الشحنات، وبعد تأمين نقل المخدرات داخل سوريا، ينقل المهربون المواد غير المشروعة إلى الشاحنات العراقية بالتنسيق مع الجماعات المسلحة، في حين تتقاضى تلك الفصائل رسومًا بناءً على حجم الشحنة.

ربما يعجبك أيضا