المسيّرات.. هل تصبح عاملًا جديدًا في معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

أحمد ليثي

بعد 3 سنوات من استخدام المسيرات في غزة، لم تعد قدرتها اليوم كما كانت، فالمقاومة الفلسطينية اليوم تمتلك قدرات دفاعية وهجومية


تتنافس الفصائل الفلسطينية على تطوير أسلحة جديدة، ولكن الجناح العسكري لحركة الجهاد كشف لأول مرة عن طائرة مسيرة قادرة على حمل صواريخ صغيرة الحجم.

وذكر تقرير لموقع المونيتور الأمريكي، يوم 5 مايو 2022، أن الفصائل العسكرية في قطاع غزة تواصل تطوير معدات عسكرية جديد بعد أقل من عام على الحرب الإسرائيلية على القطاع التي وقعت في مايو 2021 في إطار استعداداتها العسكرية المستمرة.

حركة الجهاد الإسلامي تطور مسيراتها

أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في مقطع فيديو نُشر عبر موقعها على الإنترنت، تطوير نسخة الطائرة المسيرة التي استخدمتها ضد الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة بالقرب من الحدود مع غزة في سبتمبر 2019، ويظهر مقطع الفيديو المسيرة وهي تلقي بعبوة ناسفة من على ارتفاع متوسط ​​قبل العودة بسلام.

وفي عشية يوم القدس العالمي الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام، قال المتحدث باسم سرايا القدس، أبوحمزة، إن “مسيّرات جنين” باتت جزءًا من سلاح الجو التابع للكتائب التي أعلنت عنه حركة الجهاد الإسلامي، في حين تواصل الحركة تطوير أسلحتها داخل قطاع غزة المحاصر منذ العام 2007.

GettyImages 958444744 1

حماس تضيف ألف صاروخ لترسانتها

قالت صحيفة يديعون أحرونوت في تقرير نشر، يوم الأحد 22 مايو 2022، إن الفصائل الفلسطينية تعمل على تطوير وإتقان أساليب هجوم جديدة، مثل حفر المزيد من الأنفاق، واستخدام تكنولوجيا المسيّرات، وتوسيع قدراتها البحرية، مشيرة إلى اكتشاف الجيش الإسرائيلي وجود أنفاق تصل إلى الحدود الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، أضافت حماس نحو ألف صاروخ إلى ترسانتها الحالية، منذ انتهاء عملية “حارس الجدران” العام الماضي، في حين يرى تقرير يديعوت أحرونوت أن الفترة الزمنية التي طوّرت فيها حماس أسلحتها بطيئة، بسبب العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، لكن حماس ركزت على جودة مقذوفاتها، بدلاً من التركيز على الكمية.

مسيرات غزة تتطور

قال أبو حمزة إنه بعد 3 سنوات من استخدام المسيرات في غزة، لم تعد قدرتها اليوم كما كانت، فالمقاومة الفلسطينية اليوم تمتلك قدرات دفاعية وهجومية. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها سرايا القدس إدخال طائرات مسيرة إلى ترسانتها الخاصة لاستهداف مواقع عسكرية إسرائيلية على حدود غزة.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال الحرب في مايو 2021 مع إسرائيل، استخدام المسيرات محلية الصنع المعروفة باسم شهاب، في إعلان عن التطور البالغ الذي أحدثته الفصائل الفلسطينية على أسلحتها العسكرية.

تاريخ المسيّرات في قطاع غزة

كشفت كتائب القسام لأول مرة عن استخدام طائرات مسيّرة فلسطينية الصنع، يطلق عليها اسم “أبابيل 1″، خلال المواجهة مع إسرائيل في حرب 2014، في ذلك الوقت، بدا أن الإعلان أكثر من مجرد دعاية، الأمر الذي جعل إسرائيل ترى أن الطائرات المسيّرة الفلسطينية تشكل تهديدًا آخر، إضافة إلى الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة والأنفاق العسكرية.

وبعد ذلك بعامين، في 15 ديسمبر 2016، قتل مسلحون مجهولون بالرصاص المهندس التونسي المتخصص في صناعة الطائرات المسيّرة، محمد زواري، واتضح أن الموساد وراء اغتياله لدوره في تطوير طائرات مسيرة لأغراض عسكرية لصالح حركة حماس.

1533618 0

كيف تعاملت إسرائيل مع مسيّرات غزة؟

في بداية حرب 2021، قصف الجيش الإسرائيلي منشأة أبحاث تابعة لحماس، استهدف فيها نخبة من المسؤولين والمهندسين المتخصصين في الصواريخ والقذائف، لكن لم يصب فريق حماس المتخصص في تطوير المسيّرات بأذى، ومن ثم استمرت محاولاتهم للتقدم في هذا المجال، وشرعت حماس في عمليات تهريب بحرية وبرية عبر الحدود المصرية من خلال إخفاء حمولتها لتبدو كأنها شحنات مدنية.

وفي إبريل الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن الجيش سينشر نظامًا تجريبيًّا يعمل من خلال الليزر، على حدود غزة لاعتراض الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات دون طيار، ويسمى هذا النظام “الشعاع الحديدي”، وذلك بسبب أن حماس تستغل التسيب الأمني لتصنيع محركات أكبر وأقوى للقوارب.

ربما يعجبك أيضا